استكمالا للحديث عن جذور المشاكل التي تعاني منها مصر حاليا، وأن السبب الرئيسي يكمن في التكدس السكاني علي أقل من 6٪ من المساحة الكلية لمصر.. وأن الحل يكمن في حتمية التوسع الأقصي لتلافي استمرار تآكل الرقعة الزراعية، وفي ذات الوقت مواجهة الزيادة السكانية المطردة التي تتزايد بمعدلات عالية، خاصة أن العديد من الدراسات رأت أنه لم يعد بمقدور مصر أن تعمل وتنمو في إطار الوادي القديم تاركة 59٪ من مساحتها الصحراوية معطلة، وأصبح الخروج ضرورة.. وفي هذا الإطار طرحت الجامعة البريطانية في مصر مبادرة من خلال مركز الاستدامة ودراسات المستقبل بالجامعة بالتعاون مع مؤسسة فريد خميس لتنمية المجتمع، والمبادرة كما يشرحها الدكتور أحمد راشد أستاذ الهندسة المعمارية ومدير المركز بالجامعة، عبارة عن مسابقة دولية للشباب من طلاب الجامعات والخريجين تحت 53 سنة، للخروج من الوادي القديم، والتقدم بمنهج جديد في الطرح والتناول والحلول، يترجم أفكار وأهداف ثورة 52 يناير، وأن يختار فريق العمل نقطة بداية في ال 59٪ من مساحة مصر، معتمدا علي مرجعية الدراسات والبحوث لمناطق تتوافر فيها سبل العيش والاستدامة من أرض ومياه وطاقة متجددة واقتصاد وعمران وعناصر جذب لبشر نحو حياة أفضل. والمثير أن أفكار الشباب جاءت مبدعة وخلاقة، وطرحوا فرص وإمكانات التوسع الأفقي في مناطق مصر المختلفة، بلغ عددها أكثر من أربعين منطقة تصلح لتخطيط مجتمع عمراني مستقبلي مستدام، يمكن أن يكون صناعيا أو زراعيا أو خدميا أو سياحيا. ما أريد أن أقوله إن هذه المبادرات والأفكار التي يطرحها الشباب المصري يتعين الاهتمام بها ودراستها، خاصة أننا نستهدف بناء مصر جديدة عصرية تأخذ بأسباب العلم والمنهج العلمي.. واستغلال كافة الموارد الطبيعية والبشرية، وتوظيف مراكز البحث العلمي لتقدم تصوراتها لحلول المشاكل من خلال ربطها بالقطاعات الإنتاجية في مختلف المجالات الزراعية والصناعية والإنشائية والخدمية.. فمصر بما يتوافر لديها من موارد وإمكانات وفرص استثمارية واعدة، مؤهلة لإحداث انطلاقة اقتصادية وتنمية شاملة.. فقط علينا أن نبدأ!