لقد تلقي في بداية حياته اللفظ الطائفي من أجل واحد من هؤلاء المديوكر« الذين سوف تعج بهم قائمة مخلفات التاريخ، عبيد الكراهية التعصب والضآلة وفي مواجهة هذا الظلم البين والتمييز الفادح والفاضح ترفع بسماحة ونبل د.يعقوب ورد الإساءة بالمعروف .. فمنعته إنسانيته وولعه بوطنه أن يحتفظ في قلبه الكريم، السخي بأي مرارة قد تحجبه عن فعل الخير بلا حدود الأضواء الساطعة.. الباهرة للعبقرية.. نشوة النجاح الكوني المُسكر لم تقصه لحظة عن سماع أنين البؤساء في وطنه، المعذبين بالمرض، بالفقر، من هم في انتظار الموت، فإنسانيته، مصريته ونبله دوافع حضته علي أن ينذر حياته وعلمه النفيس لمن كسرهم الألم هو د.مجدي يعقوب من أعظم خمس أساطير جراحة القلب في العالم.. هو حقيقة جميلة، واقع تحول إلي أسطورة محلقة في دنيا تعج بالأقزام الناضحة بالشر. وبينما ينفق د. يعقوب طاقته ووقته الثمين في مؤازرة ومداواة أفئدة المصريين فكان أن شيد صرحا عالميا في أسوان لعلاج كل فئات الشعب المصري دون مقابل، تتطاول عليه جماعات الإظلام، أعداء الحياة يهاجمون ساحر الحياة، خفافيش الكهوف المعتمة، الشر والقبح الذين يوسوسون، يعظون، يطاردون القامات الشامخة، المترنمة بالمحبة، العطاء ورهافة الحس. »لاتحفظ الأبدية إلا المحبة لأنها مثلها« هذا ماسطره جبران ويقول أيضا: »الإنسانية روح الألوهية علي الأرض تلك الألوهية السائرة بين الأمم، المتكلمة بالمحبة، المشيرة إلي سبل الحياة والناس يضحكون مستهزئين بأقوالها وتعاليمها. تلك التي سمعها بالأمس الناصري فصلبوه، وسقراط فسمموه« إن (سير) مجدي يعقوب فلقد منحته المملكة البريطانية هذا اللقب الذي يحصده دوما من بلغ ذروة النبوغ والوهج والذي سيحظي بالمجد الأبدي لخدمته لأخيه الإنسان أينما كان وكيفما كان، لقد تلقي في بداية حياته اللفظ الطائفي من أجل واحد من هؤلاء المديوكر« الذين سوف تعج بهم قائمة مخلفات التاريخ، عبيد الكراهية، التعصب والضآلة وفي مواجهة هذا الظلم البين والتمييز الفادح والفاضح ترفع بسماحة ونبل د.يعقوب ورد الإساءة بالمعروف .. فمنعته إنسانيته وولعه بوطنه أن يحتفظ في قلبه الكريم، السخي بأي مرارة قد تحجبه عن فعل الخير بلا حدود.. واليوم يقترف مرة أخري المشروع الجهنمي لتطفيش د.يعقوب من مصر ومبررات الجهل المقدس فهي دائما جاهزة، التعصب الأعمي وإعلاء ثقافة الموت في مقابل ثقافة الحياة والتي يحض عليها الإسلام الصحيح اطلبوا العلم ولو في الصين« أي حتي لو كان أهلها من الكفار أو المسافة شاسعة، فالمهم الاستفادة من المعرفة، وإذا كان د.مجدي لجأ لاستعمال الخنازير لصناعة الصمامات لإنقاذ حياة طفل مريض يصارع من أجل الحياة التي وهبها الله سبحانه وتعالي لنا، أو أي إنسان يتألم فهل هذا مبرر أم (تلكيكة) قبيحة من قبل هؤلاء الذين حولوا مصر إلي وطن لا أعرفه فينتابني الحزن الشرس علي ماآلت إليه بوتقة الحضارات، وأتعجب من هؤلاء هواة العدم والكراهية لماذا لايذهبون بأفكارهم المعتمة إلي أفغانستان، السودان الذي قُسم بفعل تلك الجاهلية الجديدة مع سبق الإصرار والترصد، الاسترزاق علي جثة الوطن، ونهش رموزه المهيبة. أتأمل هذا الشعب الذي يفقد بعض منه أجمل سماته، وخصائص عبقرية بقائه، التسامح، الرحمة، التعددية. وترتد ذاكرتي إلي عام 7991 الأقصر، طيبة سابقا مذبحة روعت العالم، طلبة كلية الطب من الجماعات الذين صار بعض منهم أبطالا، طوابير الذبح المقدس، سلخ الرأس ونحر عائلة بأسرها ضمن الضحايا هذا مايقترفه هؤلاء من تدنيس لمصر وللإسلام باسم العقيدة وعلي الجانب الآخر د.يعقوب الذي يفني حياته لإنقاذ روح علي أعتاب الهلاك وهل يلتفت د.يعقوب إذا كان المريض يعتنق المسيحية أو الإسلام؟! إذا كان ثريا أو فقيرا؟! هل من يجد إنسانا في الصحراء يصارع سكرات الموت هل يسأله عن عقيدته، جنسيته قبل إسعافه؟!! وإذا فعل هل يكون إنسانا؟! إن نجيب محفوظ الذي لم أقابل أحدا في نبله، عبقريته وتواضعه حاولوا ذبحه، ويحاولون اليوم ذبحه مرة أخري وإلصاق كل الآثام بشخصه وموهبته العظيمة. من المستفيد من تحطيم رموزنا، عبيد أمريكا الامبراطورية الشمطاء رعاة ردة مصر إلي العصور الوسطي الأوروبية. د.يعقوب عندما أبعد عن مصر ينطبق عليه قول الله تعالي »وَعَسَي أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ« فلو ظل في مصر كان سيعاني من الاضطهاد هذا الوحش الذي يفترس كل موهبة وكل طاقة نور يتحلي بها الإنسان. فمرحبا في مصر مؤقتا بتلك الرغاوي الزائلة الدميمة علي السطح لكي يبرز حجمها. أقدم اعتذاري لساحر الحياة د.يعقوب باسم كل مصري مازال يؤمن بالرحمة، والتنوير يقول جبران: ليتني كنت قصبة مرضوضة تدوسها الأقدام فذلك خير من أن أكون قيثارة فضية الأوتار في منزل ربه مبتور الأصابع وأهله طرشان«.