في هدوء وبعيدا عن صراع النخب والمناصب والكراسي.. انطلقت مبادرة (دستورك يا مصري) من مكتبة الإسكندرية وبمشاركة المجلس القومي ومركز الحوار بالأزهر ومؤسسة مدي للتنمية الإعلامية ومركز الحضارة وفريق زدني ومؤسسة بداية والأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية وغيرها من المؤسسات والهيئات.. والهدف من المبادرة إيجاد حوار مجتمعي حول القضايا الأساسية في الدستور مثل الحقوق والحريات العامة والمقومات الاقتصادية واللا مركزية وشكل نظام الحكم بما يحقق طموحات ورغبات كل المصريين فيه. المبادرة تتسم بطابع وطني عام يتجاوز الاستقطاب الايدلوجي والفكري والسياسي وتسعي إلي التواصل مع المواطن وتسهيل إيصال صوته للجنة المنوط بها إعداد الدستور حيث تبدأ اليوم أول جلسة مركزية لهذه المبادرة في مكتبة الإسكندرية ويشارك فيها طوائف عديدة من الشعب المصري. وعن دور مكتبة الإسكندرية في المبادرة يقول سامح فوزي مدير منتدي الحوار بالمكتبة: نحاول إعطاء مساحة لجميع الأطياف داخل المجتمع المصري لتعبر عن رأيها واختياراتها ومصالحها وتطلعاتها وأمنياتها دون إقصاء أو تهميش وبذلك نفعل دور المواطنين في رؤيتهم لدستورهم، كما نسمح لهم بالمشاركة في هذه العملية المهمة وهي وضع الدستور من أجل بناء جمهورية جديدة في مصر ووضع عقد اجتماعي بين الحاكم والشعب يتضمن الحقوق والواجبات للطرفين التي تقوم علي الحرية والعدالة الإنسانية والمواطنة والقبول بالتنوع والعيش الواحد داخل المجتمع المصري. وبذلك يصبح الحوار حول الدستور شأنا عاما للمواطن ينشغل به ويبني عليه في كل قضايا مجتمعه. وما سنخرج به من هذه اللقاءات سوف نضعه في النهاية تحت تصرف من يقوم بإعداد الدستور. وتري نجوي الأشول مديرة البرامج الثقافية بمؤسسة مدي أن المبادرة تأتي في لحظة مهمة من تاريخ مصر وهي وضع الدستور الذي هو ثمرة من ثمار ثورة 25 يناير وحتي لاتترك لمجموعات معينة لابد من حدوث نوع من الشراكة مع جميع فئات الشعب المصري في كل مراحل إعداد الدستور قبل كتابة الفصول وبعد كتابتها حتي نصل لمرحلة الاستفتاء. فهي مبادرة وطنية لانخبوية ولا تمثل تيارا سياسيا معينا ولا مركزية بل تنتمي للوطن بكل تنويعاته وتسعي إلي التوافق وإحداث حوار مجتمعي حقيقي وخلق مناخ تفاعلي لمساعدة الجمعية التأسيسية للدستور في وضع دستور يعبر عن آمال وطموحات المجتمع المصري. وعن نشاطات المبادرة خلال الأيام القادمة تقول الأشول: عمل جلسات نقاش مركزية في المحافظات من خلال ترك المصريين ليعبروا عن آرائهم حول الموضوعات الأساسية في الدستور ثم تقوم ضفائر النقاش وهي عبارة عن مجموعات أو نواة من الشباب بالنزول إلي المجتمع المحلي لتلتقي برجل الشارع في أي مكان وسنبدأ بحواري وأزقة الإسكندرية لمعرفة رأيه ثم ترسل هذه الآراء إلي مجموعة التدوين والتسجيل ثم تعقد جلسات مناقشة فنية لبلورتها. وفريق العمل كما تحدد مهامه الأشول ينقسم إلي مكتب تنفيذي وفريق المحتوي الذي سيضع المحتويات التي تنشر علي الفيس بوك وفريق عمل المنتجات الإعلامية وفريق التدوين والتسجيل والفرق المحلية وهي قلب ودينامو المبادرة التي ستجوب كل أنحاء مصر. وتضيف شيماء العقالي من الفريق التنفيذي للمباردة أن أي لجنة تأسيسية تضع دستورا لابد أن تنزل إلي رجل الشارع لأخذ رأيه ونحن وفرنا عليهم هذا الجهد بقيامنا به، كما أننا نرحب بمن ينضم إلينا، فنحن نحتاج لكل فرد في المجتمع لنؤكد المعني الحقيقي لكلمة المواطنة، فكل مصري من حقه أن يعبر عن رأيه في دستوره وكذلك نقدم الدعوة للمصريين في الخارج للمشاركة معنا حتي يمثل الدستور أحلام وطموحات المصريين كافة. في حين يري محمد الرفاعي مساعد رئيس المجلس القومي للشباب أن مشاركة المجلس في المبادرة تأتي من الهدف العام للمجلس أن يكون اسما علي مسمي بمعني قومي وللشباب، فهي نقلة نوعية للمجلس الذي كان يتبع في الأساس حلم التوريث. كما أنه لم يعد المجلس الذي ينفذ الأنشطة الرياضية للشباب ولا يفتح نوادي لهم، فهو في مصاف الوزارات المهمة في الدولة فهو مسئول عن 60٪ من أفراد المجتمع المصري وهم الشباب الذين نستطيع بهم أن نغير خريطة مصر.. فنحن لنا 4343 مركزا للشباب أي بمعدل مركز في كل قرية مصرية وهذا لايحدث في المدارس أو الوحدات الصحية. إذن لدينا إمكانية عظيمة للانتشار مما يؤدي لتفعيل مشاركة المواطنين وستقوم الفرق المحلية التي نعتمد عليها بالتواصل معهم. وتؤكد الأشول أنهم يسابقون الزمن، فالعمل معا بتناغم شديد وثقتنا في الشعب المصري سوف يساعدنا في إنجاح هذا العمل، كما أن اختياراتنا الأولية للمؤسسات والهيئات التي تعمل معنا لم يكن اعتباطا ولكن عن قصد حتي نضمن أن نضع اللبنات السليمة في المبادرة ثم فتحنا الباب لمن يرغب أن يشاركنا الفكر والمقصد. وأن أول جلسة نقاش مركزية اليوم ستكون المجموعة التنفيذية لها هي مكتبة الإسكندرية التي يشاركها 36 جهة ومركز الحضارة سيكون مسئولا عن المحتوي وسيوزع ورقتين فقط علي المواطنين بالقضايا الأساسية في الدستور ثم سنقيم ما قاوموا به ويعقب ذلك جلسة أخري يوم 17 أبريل الجاري في طنطا. وتؤكد الأشول أن نجاح المبادرة سيعمل علي تعميق الاستفادة منها وتوظيفها في أي مشروع قومي أو قضية عامة ومبادلة الضجيج بالطحن.