تكتل من 4 سياسيين كبار في إسرائيل تشكل للإطاحة ببنيامين نتنياهو من رئاسة الوزراء في الانتخابات المبكرة التي تجري في 9 أبريل، في الوقت الذي يواجه فيه نتنياهو تحقيقات تتهمه بالفساد والرشوة وخيانة الأمانة، ما يعني أن الخريطة السياسية داخل الدولة العبرية علي وشك أن تتغير بالكامل، خاصة بعد اتفاق الرباعي الشرس علي تولي الحكم بالتناوب فيما بينهم. استطلاعات الرأي الأخيرة في الدولة العبرية حول الانتخابات المقرر إجراؤها في الربيع المقبل، أظهرت ولأول مرة منذ عقد من الزمن، تراجع حزب الليكود الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو. حزب »كحول لفان» (أزرق وأبيض نسبة لألوان العلم الإسرائيلي) الذي يقوده السياسيان »بيني جانتس ويائير لبيد» حصل في استطلاعات الرأي علي 36 مقعدا في الكنيست، في حين توقف »الليكود» عند 30 مقعدا. نتنياهو هاجم في مؤتمر صحفي زعيمي الحزب، قائلا إنهما ينتميان إلي اليسار السياسي وهدفهما إقامة دولة فلسطينية، واتهمهما بالفشل الاقتصادي، وعدم امتلاك الخبرة السياسية لمواجهة التحديات التي تواجه الدولة. جانتس رئيس حزب »حصانة لإسرائيل» ولابيد رئيس حزب »يوجد مستقبل» متفقان علي أن الشراكة بينهما تهدف إلي تغيير الحكم القائم في إسرائيل بزعامة نتنياهو، ومعالجة الشرخ الذي نشأ بين فئات المجتمع، وتعهدا علي العمل سويا من أجل الفوز بالانتخابات وترك المصالح الشخصية بعيدا. مراقبون إسرائيليون يعتبرون اتحاد جانتس ولابيد، وانضمام رئيس الأركان الأسبق إليها، جابي أشكنازي، تحديا كبيرا لحكم نتنياهو، الذي يواجه تحقيقات تتهمه بالفساد والرشوة وخيانة الأمانة. وأكدت صحيفة هآرتس العبرية في تقرير خاص انضمام موشيه يعلون وزير الدفاع الأسبق والعضو السابق في الليكود لحزب جانتس، أملا في الانتقام من نتنياهو الذي طرده من منصبه كوزير للدفاع عام 2016، واستبدله بأفيجدور ليبرمان، ما جعله يستقيل من الليكود الحاكم والكنيست، ولا يكف عن انتقاد نتنياهو في كل وقت، ويتشوق لمنافسته والإطاحة به. القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلي، ذكرت أن جانتس ينوي ضم مدير مستشفي شيبا، البروفسور يتسحاك كرايس، الضابط الطبي الأول سابقا في الجيش إلي التكتل، إضافة إلي المربية والناشطة الاجتماعية خيلي تروبر، وميخائيل بيتون، رئيس بلدية يروحام في النقب، كقادة محتملين في حزب جانتس. التناوب علي الحكم اتفق جانتس ولابيد علي التنافس بقائمة مشتركة والتناوب علي رئاسة الحكومة، علي أن يكون جانتس رئيس الحكومة الأول لمدة عامين ونصف تقريبا، ويستبدله لابيد لمدة عامين، أما وزير الدفاع السابق موشيه يعلون سيكون رئيس الوزراء الثالث، وأشكنازي الرئيس الرابع، ليصبح حزبهم الحاكم الإسرائيلي الجديد، علي أن يعرض الأمر علي عدد من الزعماء الأمنيين لضمان أمن الدولة وتوحيد المجتمع الممزق. خطة الرباعي أثارت فزع اليمين المتمثل في حزب الليكود فهاجمهم بقوله: الخيار واضح. إما حكومة يسار تابعة للابيد وجانتس بدعم من كتلة حاسمة من الأحزاب العربية أو حكومة يمين برئاسة نتنياهو، فيما علق رئيس الكنيست يولي إيدلشتاين قائلا: »كتلة يمينية قوية وموحدة برئاسة الليكود ونتنياهو أفضل وأي اختيار آخر من شأنه أن يؤدي إلي تدهور إسرائيل أمنيا واقتصاديا». المرشح الأقوي لرئاسة الحكومة خلفا بيني جانتس، هاجم نتنياهو بشكل غير مسبوق موضحا أن حملته الانتخابية انتقلت إلي ما وصفه بالمرحلة الشرسة، وقال خلال مؤتمر صحفي عرض فيه قائمة المرشحين من قبل الحزب للانتخابات المقبلة: نتنياهو ورجاله يشعرون بتوتر شديد بسبب نجاح حزبنا، ووجه انتقادات خاصة بماضي نتنياهو قائلا له: »في حين كنت منبطحا مع جنودي في الوحل في البرد القارص تركت إسرائيل وذهبت لتدرس اللغة الإنجليزية وتقضي أوقاتك في حفلات كوكتيل فاخرة». أضاف: »حين كنت قائدا لوحدة كوماندوز كنت تنتقل بين استوديو وآخر من أجل وضع المكياج»، وجاء رد نتنياهو سريعا وهو يقول له »عليك أن تخجل من نفسك، كنت جنديا في وحدة الكوماندوز ثم ضابطا خاطرت بحياتي أكثر من مرة من أجل دولة إسرائيل وأصبت خلال معركة مع مسلحين وكدت أفقد حياتي في الحرب في قناة السويس». وفق محللين فإن جانتس خلع الثوب الرسمي وتخلي عن الخطاب المهذب علي خلفية الاستطلاعات الأخيرة التي تشير إلي تراجع طفيف في قوته. وزيرة الخارجية والرئيسة السابقة تسيبي ليفني ، من جانبها - أعلنت اعتزالها السياسة وتنحي حزبها »هتنوعا» (الحركة) من سباق الانتخابات بعد 20 عاما في الكنيست بسبب تراجع قوتها السياسية عقب الانفصال عن حزب العمل. ليفني اعتذرت لمناصريها وقالت في مؤتمر صحفي خاص: »لا نملك قوة سياسية كافية لكي نطبق مبادئنا، لن أغفر لنفسي ضياع الأصوات.. قررت التنحي من المنافسة الانتخابية وأنا مقتنعة أنني قدمت كل ما يمكن من أجل دولتنا العزيزة». الانفعال ظهر واضحا علي زعيمة حزب كاديما بعد شارون وإيهود أولمرت والتي لقبت بأنها الأقوي في إسرائيل بعد جولدا مائير وهي تقول: »بذلت جهدا ضخما من أجل توحيد معسكر اليسار الإسرائيلي، لكن محاولاتها لم تنجح.. حافظت علي الطابع الديمقراطي للدولة وعملت علي تكريس المساواة». أضافت ليفني: »الانفصال عن الفلسطينيين كان ضروريا من أجل الحفاظ علي أغلبية يهودية في دولة إسرائيل، ولم تنس أن تنتقد حكم نتنياهو بقولها: السنوات الأخيرة كانت قاسية.. كلمة السلام تحولت إلي شتيمة، الديمقراطية تتعرض لهجوم، ومخالفة الحاكم أصبحت أمرا مفروضا.. الحاكم يهاجم الإعلام وجهاز القضاء وإذا لم نوقفه ستكون هذه المعركة الأخيرة من أجل الديمقراطية الإسرائيلية». يديعوت أحرونوت نشرت حوارا مطولا مع رئيس الأركان الأسبق بيني جانتس المرشح المحتمل لرئاسة الحكومة الإسرائيلية، كشفت فيه عن مواقف الرجل الذي يعد أقوي منافس لبنيامين نتنياهو. قال جانتس عن خصمه نتنياهو، إنه يحترمه لأنه يقوم بالوظيفة الأصعب في دولة إسرائيل، وهي رئاسة الحكومة، ووصفه بأنه وطني إسرائيلي موضحا أنه لا يكرهه لكنه يعتقد أنه آن الأوان أن ينهي وظيفته بصورة محترمة». أضاف: مستعد للجلوس مع أي حزب كان من أجل إقامة ائتلاف حكومي، ديني أو يميني علي أن يكون هناك حوار بناء واستعداد للتنازل، لافتا إلي أنه يأمل أن يفلح في تكوين كتلة سياسية مبنية علي أحزاب اليسار والمركز يمكنها أن تهزم الليكود. محللون إسرائيليون عقبوا علي الحوار: »جانتس نجح في ألا يقول كثيرا في حوار مطول، ولم يظهر مواقف واضحة وصلبة في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية. اكتفي برسم خطوط عامة لا تكشف كثيرا عن أفكاره، ويواصل التعتيم وربما هذا سيكون سبب فشله في الانتخابات». المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت، أصدر تعليماته للمكاتب الحكومية بحظر استغلال جنود الجيش في الدعايات الانتخابية من قبل السياسيين، وخص بذلك رئيس الحكومة نتنياهو الذي يشغل منصب وزير الدفاع، موضحا أنه يحظر علي السياسيين التقاط صور مع الجنود لأغراض تخدم الدعاية، أو الإدلاء بتصريحات سياسية خلال زيارات في القواعد العسكرية. نتنياهو الذي يشغل منصب وزير الدفاع في الأشهر الأخيرة زار إلي قواعد الجيش مرات عديدة والتقط صورا مع الجنود لتحسين صورته الأمنية. المدعي العام أفيحاي مندلبليت وجه اتهاما لرئيس الوزراء الحالي في ثلاث قضايا بتهمة قبول الرشاوي والاحتيال وخيانة الأمانة، وفي انتظار جلسة استماع من المتوقع إجراؤها بعد انتخابات الكنيست. مندلبليت قال: »سيكون الشيء المناسب في هذه الظروف أن يستقيل نتنياهو ويدير معركته القانونية كمواطن عادي، وهو ما يمكن أن يحدث في أي دولة متحضرة، وهي الطريقة اللائقة التي سيعمل بها رئيس وزراء لائق، لكن رئيس وزراء إسرائيل علي مدي السنوات العشر الماضية كان شخصا يفتقر إلي الحد الأدني من اللياقة، والأسوأ من ذلك أنه مصمم علي تدمير حكم القانون حتي يتمكن من البقاء في العمل.. لا يمكن لأي دولة أن تعمل بشكل صحيح عندما يقودها شخص يتصرف كمجرم ويتهم الشرطة والمدعين العامين والمعارضة والصحافة بالتآمر ضده. وزير التعليم الإسرائيلي المتطرف نفتالي بينيت، ووزيرة العدل المتشددة، آيليت شاكيد، قالا إنهما سيغادران الحزب اليميني الديني »البيت اليهودي» لإطلاق حزبهما الجديد الذي يحمل اسم »هيامين هحداش» أي »اليمين الجديد»، الذي سيتوجه إلي المتدينين وغير المتدينين في إطار شراكة فعلية، فيما يعتبر برنامج عمل الحزب مشابها ل »البيت اليهودي»، كجهة معارضة لإقامة دولة فلسطينية. والنائب بالكنيست إلداد يانيف أعلن هو الآخر عن تأسيس حزب جديد يسمي »حركة الاحتجاج لقيادة الدولة»، يتم تشكيله علي أساس هيكل حزب »دولة جديدة» الذي ترأسه يانيف في انتخابات الكنيست ال19، وقد حظي حزب »دولة جديدة» بشعبية كبيرة في الشبكات الاجتماعية.