يترقب الجميع النتائج النهائية للانتخابات التمهيدية للبرلمان الإسرائيلي "الكنيست"، وتكشف النتائج الأولى عن ملامح الحكومة الجديدة، التي يتنافس عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومنافسه الأشرس بيني جانتس، رئيس أركان جيش الاحتلال السابق. وكشفت استطلاعات الرأي عن مفاجآت تخالف توقعات الجميع، وهو ما أدى إلى زيادة الاحتدام بين معسكرات اليمين واليسار الإسرائيلي، فهناك أعضاء كان من المتوقع أن يتصدروا القائمة إلا أنه تم استبعادهم من السباق. ويتنافس وزير النقل والمواصلات، يسرائيل كاتس، على المركز الأول، والممثل عن حزب "الليكود" اليميني المتطرف، والذي ينتمي إليه نتنياهو، وتسعى سياسته إلى جمع الشتات اليهودي في الأراضي المحتلة. ويتنافس رئيس الكنيست يولي أدلشتاين، على المركز الأول مع يسرائيل كاتس، وهو يميني متطرف، يرفض حل الصراع الفلسطيني، ويدعم استخدام القوة مع الشعب الفلسطيني، وكان ممثلًا في الماضي عن أول حزب للمهاجرين الجدد في إسرائيل ويسمي "يسرائيل بعلياه". ويحتل وزير الداخلية الأسبق جدعون ساعر، المركز الثالث، بعد سنوات من غيابه عن النشاط السياسي، في إطار حزب الليكود، ويصفه البعض بأنه نسخة شبيهة من نتنياهو، ولذلك يتهمه نتنياهو بالتآمر عليه للإطاحة به، وهو معروف بكرهه الشديد للشعب الفلسطيني، ويطالب بالتعامل معهم بحدية أكثر، ويرفض التهاون معهم. يذكر أن حزب "يسرائيل بيتنا" المتطرف الذي يقوده وزير الدفاع الأسبق أفيجدور ليبرمان الذي كان السبب وراء تبكير الانتخابات بعد استقالته من منصب وزير الدفاع، وخروجه من الائتلاف الحكومي، ويدعو علانية إلى ترحيل الفلسطينيين من المناطق المحتلة. ويخوض حزب "ميرتس" اليساري البارز الانتخابات القريبة تحت شعار "تبديل الأجيال"، والذي يهدف إلى إعادة اليسار الإسرائيلي على الخارطة السياسية الإسرائيلية، وهو يطالب بالمساواة، ويرفض التمييز والعنصرية في حق العرب الموجودين في إسرائيل، ويطالب بوقف البؤر الاستيطانية. ويعتبر حزب "مناعة إسرائيل" الذي يترأسه رئيس هيئة الأركان الأسبق بيني جانتس، أحد أبرز الأحزاب المنافسة لنتنياهو، والتي تهدد شعبيته، ولكن لسوء الحظ، بيني جانتس يلاحقة ملف سياسي مليء بالأخطاء التي تدينه وكفيلة بطرده من الساحة السياسية، بالإضافة إلى أنه مجرم حرب ومسئول عن الكثير من المذابح الفلسطينية.