رانيا يوسف ، في البداية كنت تستشعر أن الكلمات ينطق منها بعض الشرر والغيظ، وكأنها فوجئت بما حدث معها وأنها تحولت إلي سنيدة لبطلة الفيلم غادة عبدالرازق، ثم بالتدريج خفت حدة غضبها وإن كانت التجربة قد تركت في نفسها غُصة، أو جرحاً في سبيله للتداوي، إنها حالة طبيعية تلازم نجمة تشعر أنها في حالة صعود، وماكانت تقبله بالأمس أصبح مرفوضاً اليوم ويشكل خطراً كبيراًعلي رحلة صعودها، ولأن الأحداث تتشابه فلعلك تذكر نفس الموقف ونفس الغضب الذي تعرضت له غادة عبدالرازق عندما فوجئت بحذف المخرج مجدي أحمد علي لبعض مشاهدها من فيلم خلطة فوزية، الذي لعبت بطولته وأنتجته إلهام شاهين منذ أربعة أعوام تقريباً، كانت غادة عبدالرازق تقبل تمثيل مشهدين وثلاثة في أفلام خالد يوسف وتبوس إيدها "وش ودقن"، وتعتبر نفسها دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، ثم ربنا فتح عليها من وسع، وأصبحت نجمة تليفزيونية تتقاضي أجرا مبالغا في ضخامته بعد مسلسل الباطنية، والحاجة زهرة، وأصبحت لاتجد غضاضة في مهاجمة خالد يوسف وإعلان نقمتها علي فيلم كف القمر لأنه من وجهة نظرها حذف بعض مشاهد كانت تعتبرها مهمة ومؤثرة في الأحداث، وطبعا المقارنة صعبة بين "خالد يوسف" ومخرج ركلام "علي رجب " ولكن المقارنة بين رد فعل النجمتين غادة عبدالرازق ورانيا يوسف منطقي! وخاصة أن الاخير بالغ في فعلته فلم يكتف بحذف مشاهد من ركلام تخص دور رانيا يوسف بل عمد إلي حذفها من علي الأفيش نهائيا، وتم تجاهلها في كل الندوات واللقاءات التي أقيمت عن الفيلم، وأصبح واضحا لكل ذي عينين أن عريس غادة عبد الرازق له دور ما في ذلك وأنه كان يسعي بكل مالديه من علاقات لإنجاح فيلم ركلام بالعافية من أجل خاطر عروسة! المهم أن رانيا يوسف تشعر أنها تعرضت للخديعة وأن الفيلم الذي كانت تراهن عليه تحول إلي نقطة ضدها أو علي الأقل أصبح سببا في عكننتها، والمسألة لاتخرج عن سوء تقدير يصاحب بعض النجمات نتيجة عدم قراءة التاريخ الفني وعدم القدرة علي التحليل، مع نقص واضح في الثقافة العامة وهي عناصر أدت إلي إجهاض مشروع سمية الخشاب في أن تصبح نجمة سينمائية أو حتي تليفزيونية، وقبلها مي عز الدين ، فكل منهما حصلت علي فرص جيدة أضاعتها نتيجة الغرور أو الغباء أو الجهل أو كل هذه العناصر معاً. ولاشك أن رانيا يوسف تمتلك الموهبة والقبول وتمتلك فرصا للنجاح، وقد لفتت الأنظار بدورها في مسلسل فخ الجواسيس وكان وجودها وأداؤها أكثر جاذبية وفاعلية من البطلة "منة شلبي" التي تراجعت أسهمها بشكل واضح بعد هذا المسلسل، أما رانيا يوسف فقد جاءتها الفرصة تسعي إليها مع المخرج محمد علي الذي قدمها في مسلسل "مجنون ليلي " مع ليلي علوي وخالد أبو النجا، ثم مع مسلسل "أهل كايرو" الذي قفز باسمها إلي الصفوف الأولي، أما دورها في مسلسل الحارة فقد أكد أنها ممثلة متنوعة وتجيد تقديم كل الأدوار بدليل أنها ظهرت طوال الأحداث وهي ترتدي جلبابا أسود "كحيان" ولاتضع مكياجا بالمرة ومع ذلك كان وجودها مؤثرا ولافتا ويصعب تجاهله! ولكن الغريب في الأمر أنها لاتدرك قيمة موهبتها وأنها يمكن أن تصل بها إلي مكانة أفضل كثيرا مما وصلت إليه، وهذا مكمن الخطر، فهي تعتقد أن ملابسها وماكياجها الصارخ والأدوار الجريئة التي تقدمها هي مفتاح النجاح الوحيد الذي تملكه! وقد فوجئت بحوار لها في إحدي الجرائد تعلن فيه أنها تفضل الأدوار الجريئة، لأن زمن الرومانسية بتاع سعاد حسني قد انتهي!! وطبعا يجب أن تصرخ من الصدمة وتقول يادهوتي ياخرابي! ليس لأنك من أنصار فن سعاد حسني فقط أو لأنك تؤمن أن سعاد حسني صاحبة أهم موهبة أنجبتها السينما المصرية حتي تاريخه، ولكن لأن من يعملون في الفن لايعرفون قيمة موهبة في حجمها، وهل سعاد حسني لم تقدم إلا فيلم الثلاثة يحبونها الذي أشارت إليه رانيا يوسف في حوارها كدليل علي أن هذه النوعية لم يعد لها جمهور، وهل معني ذلك أن رانيا يوسف لم تشاهد أفلاما مثل شفيقة ومتولي، وغروب وشروق، علي من نطلق الرصاص، القاهرة ثلاثين، خللي بالك من زوزو، الكرنك، بئر الحرمان، الحب الضائع وعشرات الأدوار المتنوعة التي تدل علي عبقريه موهبتها! أما إذا كانت رانيا يوسف تعتقد أن الأدوار الجريئة "ولو أني لا أعرف مفهومها للأدوار الجريئة" هي أقرب طريق للنجاح، فيجب أن تعيد حساباتها وتتأمل حال علا غانم، وسمية الخشاب، الذي وصل بهما سوء التقدير إلي حال لاتحسدان عليه، وعليها في نفس الوقت أن تتأمل تجربة هند صبري التي رفضت أن يتم استخدامها في الأدوار الجريئة فقط، وأصبحت تقدم جميع الأدوار والشخصيات التي جعلتها واحدة من أهم نجمات التمثيل في السينما المصرية! في الصراع إثبات الوجود قد ترتبك الخطوات، وهو أمر لانتمناه لنجمة شابة واعدة، ينتظرها الكثير وهي لاتزال في رحلة صعودها، وأمامها فرصة ذهبية هذا العام لتؤكد وجودها مع مسلسل "خطوط حمراء" الذي يعتبر أول بطولة تليفزيونية لأحمد السقا، حيث تقدم فيه شخصية مزيجاً من دور سعاد حسني في السفيرة عزيزة، وفاتن حمامة في دعاء الكروان والمسلسل من تأليف أحمد محمود أبو زيد وإخراج أحمد شفيق، يعني عمل تتوافر له كل أسباب الجذب الجماهيري، وعليها فقط أن تؤكد أنها علي قدر المسئولية ويمكنها أن تتجاوز ماقدمته مع شخصية صافي سليم !