الزهور عالم من الجمال.. تغوص في ألوانه.. ترتوي من رحيقه.. بمجرد النظر إليه تعشق الحياة معه.. لن تستطيع أن تحول نظرك عنه لما فيه من إبداع الخالق. معرض زهور ربيع 2018 يُشعرك وكأنك في قطعة من الجنة، لذا فإن الإقبال عليه منقطع النظير، وهو ما يتجلي واضحا في توافد الجماهير بالمئات يومياً إلي حديقة الأورمان، أقدم حديقة زهور ونباتات علي مستوي العالم، والتي أسسها الخديو إسماعيل عام 1867 لتكون استراحة الجمال بالنسبة إليه، ومنذ عام 1985 أصبحت الحديقة مقراً لإقامة معرض الربيع. تميز هذا العام بارتفاع جودة المنتج المحلي ليتصدر السوق المصري الأسواق العالمية للزهور، وداخل المعرض توجد أول معشبة مصرية مسجلة دولياً للحفاظ علي النباتات النادرة، ولتكون أول مرجعية علمية للنباتات مصرية الأصل، والتي يصل عددها إلي 6600 نبات، اهتمت وزارة الزراعة بإنشاء أول مركز للتكاثر بالهندسة الوراثية بهدف الحفاظ علي النباتات النادرة من الإهمال والانقراض وللحفاظ علي تصنيف حديقة الأورمان والحيوان كثاني أجمل حديقة نباتات نادرة علي مستوي العالم. مهندس محمود زكي حسن رئيس الإدارة المركزية للتشجير والبيئة والمشرف علي الأورمان والمعرض، يؤكد أن "الإقبال علي المعرض هذا العام غير مسبوق وتهافت الجماهير علي الحضور وصل إلي حد الجنون.. الطريق مغلق بفعل الازدحام والعارضون يتنافسون علي اجتذابهم بتقديم أقوي وأفضل العروض لديهم.. كل عارض في المعرض يتسابق مع الآخر علي إبهار الجماهير، ولفت انتباههم إليه وهذا كله لصالح مصر ولصالح التصدير، ولأننا نمتلك مجموعة من أغلي الأشجار النادرة علي مستوي العالم أعلن وزير الزراعة عن البورصة الزراعية الخاصة بنباتات الزينة لتكون فاتحة الخير لمصر في الأسواق العالمية". ويوضح المهندس محمود زكي: "الأورمان حديقة تاريخية أنشئت في عام 1875 كلها أشجار نادرة تصل لأكثر من ألف صنف نبات تم فصلها عام 1900 بعد بناء جامعة القاهرة إلي الأورمان شرق والأورمان غرب. أما الدكتور محمد الجبالي أخصائي تصنيف النبات بحديقة الأورمان، فيقول: "نحتفل بمعرض زهور الربيع منذ عام 1985 وفي هذا العام نتميز بجودة المنتج المصري وتنوع المعروض من الأزهار والنباتات، وأكثر ما يميز هذا العام حدوث نقلة نوعية في السوق المصري تضاعف الإقبال علي المنتج المحلي فازدادت طلبات التصدير وبدأ تعديل المنتج المصري من المواصفات المحلية إلي المواصفات القياسية العالمية لأن تكرار الطلب زود خطوط الإنتاج وحسن نوعية المنتج". ويشير الدكتور الجبالي إلي أن تحرير سعر الصرف ساعد كثيراً علي تواجد السوق المصري بميزة تنافسية عالية في الأسواق العالمية، والدليل علي ذلك أننا نتلقي الآن طلبات للتصدير ولم نستطع تلبيتها بسبب أن السوق لم يكن معداً لذلك وفوجئنا بهذا الإقبال الكثيف". ويتابع الدكتور الجبالي: "دوري هو تقديم الدعم العلمي لحديقة الأورمان، فنحن لدينا ثلاثة أنواع من النبات: نباتات برية ونطلق عليها " فلورا"، وتعني النباتات مصرية الأصل، و"الفلورا المستجلبة من الخارج" ونجدها موجودة في حديقة الأورمان وانطونيادس بالإسكندرية وقصر القبة وحديقة النباتات بأسوان، ثم "سوق العطارة" وهي نباتات لها خواص طبية ووظيفتي الأساسية هي تحويل النباتات النادرة إلي نباتات متاحة للحفاظ عليها، فنحن لدينا أكثر من ثلاثة آلاف نبات "كالتيفيتيد" المستوردة من الخارج، ونهتم دائماً بالعمل علي إكثار هذه النباتات النادرة في الحديقة. مجموعة خطوات الخبيرة تريزة لبيب يوسف، استشاري حدائق النباتات، توضح ل"آخر ساعة" أن لدينا في مصر أول معشبة خاصة سجلت دولياً في ال"بي جي سي آي" وهي مؤسسة دولية معنية بتصنيف الحدائق علي مستوي العالم، بأعلي مستوي نباتي علمي وهي تهتم بتقسيم النباتات بال"دي إن إيه"، للحفاظ علي النباتات "الكالتيفيلد" أو المنزرعة النادرة والنباتات مصرية الأصل، والمعشبة هي مجموعة من العينات المرجعية لعشرة آلاف عينة من جميع النباتات الموجودة في مصر سواء نباتات منزرعة مستوردة من الخارج من جميع حدائق مصر والتي يصل عددها إلي حوالي أربعة آلاف نبات، وإما نباتات "فلورا" وهي النباتات المصرية الأصل وعددها 6600 نبات. التقينا المهندس عماد وهو صاحب مشتل وأوضح: "أهتم بزراعة نباتات الزينة والنباتات العطرية، وحصدنا الكثير من المكاسب هذا العام، ومن نوعيات الزهور الأكثر مبيعاً هي "الباتونيا" ضمن مجموعة الحوليات تتميز بسرعة النمو والإنبات نجدها تزهر ثم تقع البذرة في محيطها وتنمو بشكل تلقائي بمجرد وصول المياه إليها وفي نفس موعد الإنبات، وهناك زهور "القطيفة والفيانسيه وحنك السبع والجاردنيا والجهنمية" أسماء مصرية متداولة بيننا بالممارسة. أما سيد فتحي وهو مسؤول عن مشتل فيقول: "نحن متخصصون في إنتاج جميع نباتات "اللاند سكيبنج" النباتات التي تزين الحدائق، ولدينا أصناف تدخل لأول مرة في معرض الربيع مثل شجرة عود الزيتون عمرها أكثر من 70 سنة والثرو الإيطالي والثرو الفضي، ونستورد زرعاً من هولندا وألمانيا وإيطاليا لدينا حجوزات لفيلات وقري سياحية فاقت توقعاتنا بفضل الله". أما المستشار ثروت بدوي، صاحب مزرعة للصبار، فيشارك في المعرض منذ 21 عاماً، ويقول "المزرعة عمرها 37 عاما.. نجحنا في تحويل مفهوم الصبار عند المصريين من نبات يوضع في المقابر إلي نبات للزينة.. جمعنا ما يقرب من 12 ألف صنف من الصبار داخل مزرعة متخصصة في نباتات الصبار أي ما يوازي نصف المكتشف العالمي من الصبار". نباتية الأصل ولأن حديقة الحيوان الحالية هي حديقة نباتية الأصل توجد بها أندر الأشجار علي مستوي العالم كان هذا اللقاء مع مهندس النباتات بالحديقة مهندس عاشور رئيس القسم الزراعي بحديقة الحيوان: "حديقة الحيوان بدايتها حديقة نباتية الأصل لدينا زهور ونباتات نادرة منذ عام 1890.. أنشأنا مركز الإكثار بالهندسة الوراثية التابع لوزارة الزراعة للحفاظ عليها نحن ثاني حديقة علي مستوي العالم بعد حديقة لندن.. لدينا أشجار مستوردة من اليابان وغابات إفريقيا وأمريكا الجنوبية.. بدأنا نعيد تصميمها ونضع عليها لوحات إرشادية لاسم الشجرة ومنشأها وبالفعل انتهينا من الحفاظ علي جميع النباتات المهملة داخل هذا المركز.. توجد لدينا أكثر من أربعين شجرة نادرة مثل "البوديا فرندوزا والكمثري البري والسبيردوس منجفرا والفيكس المتهدل نحافظ عليها بالتكاثر بزراعة الأنسجة توجد أشجار أوشكت علي الموت تم إنقاذها.