"أظن أن ذكاء المشير طنطاوي سيمنعه من الترشح للرئاسة أو الدفع بمرشح من داخل المؤسسة العسكرية وتطبيق الشريعة ليس من بين أولوياتنا الحالية.. علاقتنا مع الولاياتالمتحدة يجب أن تكون الند للند.. وإذا أراد الإسرائيليون إلغاء اتفاقية السلام فهذا شأنهم ولكننا لن نقبل الشروط المجحفة التي تتضمنها كامب ديفيد.".. الكلمات للدكتور طارق الزمر المتحدث الإعلامي باسم الجماعة الإسلامية، والتفاصيل في الحوار التالي: ❊❊ كيف ترون الانتخابات القادمة في ظل ما نشهده من انفلات أمني ومعلومات عن تعبئة وتجييش مسلحين لا سيما في الصعيد؟ نحن نعتقد أن الانتخابات القادمة ضرورة لابد منها أيا كانت المخاطر التي تتهددها، وتأجيلها يمكن أن يؤدي لمخاطر أكبر قد تنهي العملية السياسية بالكامل، والبديل إما فوضي عارمة لا يمكن السيطرة عليها أو خطر انقلاب عسكري.. وطبقا لما لدينا من معلومات فإن فلول النظام السابق هم من يستعدون للانتخابات بالسلاح ولكن نحن علي ثقة بأن الشعب المصري لن يقبل أبدا بتلك البلطجة وسندعو لتشكيل لجان شعبية بالتنسيق مع الجهات الأمنية للتدخل في المناطق التي من المتوقع أن تشهد أعمال عنف. ❊❊ ولكن الحسابات العصبية في الصعيد هي التي تتحكم في نتائج الانتخابات وهو ما يعني أن أعضاء النظام السابق سيمرون بشكل أو بآخر ولا تنس أنهم مسلحون أيضا؟ أخذنا علي عاتقنا كجماعة إسلامية عبء مواجهة هؤلاء، من خلال العمل علي توعية الناس ونراهن علي غالبية الشارع الذي لا ينتمي لعصبيات قبلية معينة، وإذا كانوا هم مسلحين فإن غيرهم أيضا يملك السلاح وأعتبر هذا مؤشرا علي تحييد السلاح وليس علي استخدامه. ❊❊ كم عدد المرشحين لديكم؟؟ 150 مرشحا .. بواقع 100 مرشح علي قوائم خاصة بنا كحزب العدالة والتنمية، و50 مرشحا في إطار تحالف مع حزبي النور والأصالة السلفيين. ❊❊ كم عدد المقاعد التي تتوقعون الحصول عليها؟ بالنسبة للتيار الإسلامي عموما أتوقع حصوله علي أغلبية بسيطة لا تتجاوز52٪من إجمالي مقاعد البرلمان وبالنسبة لنا كجماعة إسلامية فلن نحصل علي الكثير من المقاعد نظرا لقلة خبرتنا بالمعترك الانتخابي. ❊❊ ماذا عن العلاقات مع الغرب واتفاقية السلام مع إسرائيل؟ اتفاقية السلام ظلمت مصر في الكثير من بنودها ووضعت شروطا ما كان ينبغي القبول بها، ونحن نري ضرورة الحفاظ علي الاتفاقية ولكن مع تعديل بعض بنودها، والتزامنا بالحفاظ عليها لا يعني الزامنا بما بها من شروط مجحفة. ❊❊ من تدعمون من مرشحي الرئاسة الحاليين؟ حتي الآن لا يوجد الاتفاق علي مرشح بعينه ولكن لدينا معايير، فالأجدر والأقدر علي نقل البلاد من تلك المرحلة الانتقالية العصيبة لدولة القانون سندعمه بغض النظر عن توجهه. ❊❊ هل لديكم مشروع لدولة إسلامية؟ لست أدري لماذا الحديث عن دولة إسلامية مخيف لهذا الحد.. فالدولة الإسلامية مثلها مثل الليبرالية والاشتراكية ولكن مبادئها مستمدة من الشريعة الإسلامية القائمة علي العدل والمساواة ودولة إسلامية ليس معناها أننا سنضطهد أو سنطرد كل من هم غير مسلمين.. ولنا تصور خاص لنموذج دولة إسلامية يتمتع بالمرونة والأريحية. ❊❊ ولكن هناك فتاوي وآراء سلفية علي وجه الخصوص تخلق مناخا خصبا للعداء والكراهية تجاه الأقباط منها فتاوي فرض الجزية مثلا؟ هذه الفتاوي تمثل رد فعل لعدوان الغرب علي المنطقة (..!!!) ❊❊ ولكن ما العلاقة بين رد الفعل علي العداء للغربي وفرض الجزية علي شركاء في الوطن؟؟!!! يجب التماس بعض العذر للتيارات الإسلامية الذين يحتكون بالسياسة لأول مرة في حياتهم بعد عقود من القهر والقمع وممارسة الحياة السياسية في سراديب تحت الأرض، لقد كانوا يعذبون ويقتلون ويفكرون وهم في حالة لهاث دائم من الجري خوفا من السلطة التي كانت تضطهدهم.. ومع ذلك ينبغي ملاحظة التطورات الإيجابية الهائلة التي طرأت علي التيارات السلفية في الثلاثة أشهر الماضية، وهي تعادل تطورات قد تحدث في 50 سنة، فلأول مرة نري أقباطا ونساء، مرشحين علي القوائم السلفية. ❊❊ الشيخ ياسر برهامي وحتي الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل قالا يجب عدم الاستعانة بالأقباط في الجيش ويجب إجبارهم علي الجزية فهل تسيرون علي نفس النهج؟ لا طبعا، فهذا الكلام مخالف للفقه الإسلامي المعاصر. ❊❊ هل يمكن أن يرشح الإسلاميون امرأة لمنصب وزير الخارجية مثلا كهيلاري كلينتون؟ الضوابط الشرعية تمنع ذلك وكذلك تمنع المرأة من تولي الولاية العظمي بمعني لا يمكن أن تكون رئيسة للبلاد وفيما عدا ذلك كل الأبواب مفتوحة أمام المرأة. ❊❊ وماذا عن التعليم والاختلاط في الجامعات؟ لنا تجربة رائدة في السبعينات فحينما قمنا بتوعية الناس بمخاطر الاختلاط تم الفصل طواعية بين الطلبة والطالبات وهناك دراسات أمريكية تؤكد أن منع الاختلاط مفيد جدا للعملية التعليمية. ❊❊ كيف سيكون الاتفاق مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة علي تسليم السلطة؟ نحن نري أن البرلمان القادم مهمته استكمال الثورة في إطار التفاوض مع المجلس العسكري علي تسليم كل مؤسسات الدولة لهيئات مدنية منتخبة وسيكون للدستور الجديد الدور الأكبر في ذلك. ❊❊ ولكن الفترة الانتقالية تم تمديدها من 6 أشهر إلي 2013 بموافقة رسمية من كل القوي السياسية تقريبا وعلي رأسها الإخوان والسلفيين؟ بقاء العسكر في السلطة حتي 2013سيكون كارثيا فمصر الثورة لن تقبل أبدا بالعودة للوراء، ومعظم الأحزاب تبرأت من الوثيقة التي تم التوقيع عليها آنفا.. ونحن علي وشك التوصل لاتفاق بيننا كأحزاب إسلامية علي ضرورة إقامة الانتخابات الرئاسية بحد أقصي في أبريل 2012 وإلزام المجلس العسكري بذلك.