اتجوز بجنيه واحد فقط .. حملة شبابية انطلقت مؤخرا علي فيس بوك في محاولة لتقديم حلول سريعة وعصرية لمشاكل العنوسة وتأخر سن الزواج.. الفكرة تتلخص في أن كل فرد بجنيه واحد يوميا بما يعادل 30 جنيها شهريا بحيث إذا شارك مليون فرد فقط في هذه الحملة تصبح الحصيلة في النهاية 30 مليون جنيه، يمكن أن تتولي جهة حكومية استخدام هذه الأموال في إقامة المشاريع المختلفة التي تخدم هؤلاء الشباب وبالتالي توفير فرصة عمل وحل أزمة البطالة التي تعد العقبة الأولي أمام الشباب المقبل علي الزواج. فقد كشفت الأرقام عن تنامي ظاهرة تأخر الزواج في مصر حيث أعلن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أن أعداد المصريين الذين بلغوا الثالثة والثلاثين ولم يتزوجوا بعد بلغ 8 ملايين و963 ألفا منهم نحو 4 ملايين امرأة ، أما عدد الذين بلغوا سن الزواج ولم يتزوجوا فقد تخطي ال 13 مليون. كما كشفت دراسة لمركز الجبهة للدراسات الاجتماعية والاقتصادية أن ارتفاع أسعار الذهب من أهم أسباب ارتفاع سن الزواج في مصر بالإضافة إلي ارتفاع نسب البطالة بين الرجال وتزايد الأعباء المادية لتوفير مستلزمات الزواج المختلفة وتجهيز مسكن الزواج ، فقد تكون فكرة »اتجوز بجنيه واحد« عاملا في القضاء علي هذه المشكلة خاصة أن من أولوياتها القضاء علي البطالة والمشاكل الاقتصادية التي تعوق الزواج. يقول أكرم سامي صاحب الفكرة ومؤسس الصفحة علي الفيس بوك إنه من الممكن تقديم بعض المقترحات التي تساعد في حل مشاكل تكاليف الزواج فلو افترضنا أنه يوجد700000 مواطن يقطنون أحد الأحياء الشعبية ،فلو قمنا بجمع جنيه واحد يوميا من 500000 مواطن منهم سيؤدي ذلك إلي جمع1500000جنيه مصري تساهم في تكاليف 4 زيجات يوميا إذا قسمت إلي 1250000 وبذلك يمكن شراء الشقة بحوالي 90000 بالإضافة إلي الأجهزة والمستلزمات الأخري التي من الممكن أن تتكلف30000 ومن المقترح أيضا أن تهتم جهة حكومية بهذا المشروع لإنشاء مشاريع إسكان يستفاد منها الشباب وتقضي علي البطالة وترفع من مستوي المعيشة. وأضاف إنني في بادئ الأمر كنت متوقعا أن يستقبل الشباب هذه الفكرة بالسخرية لأن الأمل في هذه الأفكار يظل منعدما نتيجة لعدم ثقة الناس في الجهة التي تستقبل أموالهم ولكن مع عمل الجروب وفي بداية الحملة وصل عدد المشتركين في الصفحة حتي الآن إلي 1600 مشترك وهو ما يضمن نجاح الفكرة إلي حد ما . وأشار إلي أنه من المؤكد أنه سيراعي بعض الضوابط والشروط في الشباب المشترك في الحملة من أهمها معيار السن فهو العامل الأول في أولويات إتمام الزواج بالإضافة إلي أنه من الممكن أن يكون هناك بعض الأشخاص المخطوبين بالفعل وغير قادرين علي إتمام الزواج وفي هذه الحالة بالطبع سيكون ذلك من أولويات الحملة.
ويري أن هذه الفكرة ستساعد بشكل جدي في حل مشكلات تأخر الزواج والذي يعمل فيها العامل الاقتصادي الدور الأول ، وهو ما اعتمدت عليه فكرة اتجوز بجنيه واحد لكسر الحاجز الاقتصادي الذي يحول دون إتمام بعض مشاريع الزواج. فاطمة مجدي ( 23 سنة) إحدي رواد الصفحة علي الفيس بوك تقول الفكرة ممتازة جدا لكنها تحتاج إلي تحضير وتطبيق والأهم أنها تحتاج إلي ضمان اولا يضمن نجاح الفكرة وثانيا يضمن الفلوس التي سيتم جمعها من الشباب حتي يكون هناك نوع من الثقة لابد أن يكون هناك جهة ما تتبني رعاية الفكرة وجمع الفلوس. وتوافقها في الرأي خلود محمد (25 سنة) أنه لابد أن يكون هناك جهة ترعي الفكرة ومن الممكن أيضا أن يقوم كل حي أو منطقة بجعل شخص موثوق فيه يتولي هذا الأمر ويقوم هو بجمع الفلوس من الشباب وفي آخر الشهر يتم تحصيل الفلوس كلها من جميع المناطق من جهة حكومية ما. ويري أنس إبراهيم ( 23 سنة) أن الفكرة جيدة ومن الممكن أيضا أن تشترك فيها الأسرة بأكملها وليس الشباب فقط ، فيشترك مع الشباب الأب والأم ويقوم كل فرد منهم بدفع جنيه يوميا وهذا سيساعد بشكل أفضل وبالتالي من الممكن أن يتم إتمام أكثر من أربع زيجات في شهر واحد ويضيف محمد كمال 27 سنة: أنا من أوائل الذين اعجبوا بالفكرة وانضموا إلي صفحة "اتجوز بجنيه واحد" فالفكرة جميلة جدا وستساعد علي حل مشاكل الشباب فهي من الشباب وإليهم ولكن لضمان النجاح تحتاج إلي التخطيط ووضع الضوابط والتوضيح فيجب وضع المعايير للشباب المشارك بالحملة والشروط التي تمكن شخصا من إتمام زواجه قبل الشخص الآخر . وأشار إلي أنه من المفروض أن يشارك الشباب بالحملة حتي بعد إتمام زواجهم لمساعدة باقي الشباب المشتركين في الحملة حتي يتم زواج أكبر عدد ممكن من هؤلاء الشباب. ومن جانبها تقول د. سامية خضر أستاذ علم الاجتماع أن الفكرة ممتازة وضرورية جدا في ظل المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها والبطالة التي يعاني منها معظم الشباب وتأخر سن الزواج بين الفتيات نتيجة للاعباء المالية وتدبير مستلزمات الزواج من شبكة ومسكن إلي آخره وفكرة "اتجوز بجنيه واحد" يمكن أن تساهم بشكل كبير في حل مشاكل الزواج فكثير من الأفكار قامت علي نفس نظامه من جمع للمال ثم إعطائه لمستحقيه مثل مشروع القرش ومعونة الشتاء وكثير من الدول تقوم علي هذا النظام ، الإمارات علي سبيل المثال تتبع هذا النظام علي الرغم من أنها دولة غنية وأعداد سكانها أقل بكثير من أعداد سكان مصر ، ونجد أيضا في أوربا وأمريكا وهي أغني دول العالم يوجد بها فكرة جمع المال لحل المشاكل الاجتماعية مثل نظام الجمعيات وفي الحفلات الكبيرة في أمريكا وفي المهرجانات ورؤوس الأموال يتم اتباع هذه الفكرة. ويتفق معها في الرأي رشاد عبد اللطيف أستاذ علم الاجتماع أن هناك مشكلة حقيقية في تأخر سن الزواج في مصر وأن مصاريف الزواج هي من أهم الأمور التي تعوق خطوة استكمال الزواج وهذه الفكرة المقترحة يمكن أن تخفف من حدة المشكلة وتساعد الشباب في هذه الخطوة وهناك افتراض كبير لنجاح هذه الفكرة لأننا مجتمع كبير يتبني هذه الأفكار .
تضيف عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أنه مما لا شك فيه أن أي مشكلة في المجتمع يمكن أن تتضافر الجهود الاجتماعية وجهود الشعب كله لكي يعملوا علي حل هذه المشكلة، ومبادرة الشباب في وضع حل لتأخر سن الزواج ذلك في حد ذاته شيء ممتاز ، ولكن في اعتقادي أن جنيها يمكن أن يكون كثيرا علي بعض الشباب وهذا سوف يحول دون اشتراكهم في الحملة مع أن هذه الفئة هي الأحق بالمشاركة بها ولذلك أقترح أن تكون المشاركة في الحملة للأسر بأكملها وبذلك بالفعل نتمكن من جمع الملايين من الجنيهات ويتم مساعدة هؤلاء الشباب.