بعد مرور أكثر من20 يوما علي الأحداث الدامية التي شهدتها منطقة ماسبيرو وأدت الي سقوط 25 ضحية والعديد من المصابين وتركت داخل الشعب المصري جرحاً كبيراً أراد به الأعداء إشعال الفتنة بين أقباط مصر ومسلميها المعروف عنهم النسيج المتداخل الذي لا يمكن عزله.. وفي محاولة خارجية لإشعال الفتن أدان البرلمان الأوروبي خلال تقريره حول أحداث ماسبيرو السلطات المصرية واتهامها باضطهاد الأقباط و قتل المتظاهرين وطالب المجلس العسكري بأن يكفل حماية الأقباط وضمان معيشتهم في سلام وحرية تعبير عن معتقداتهم الدينية في جميع أنحاء البلاد داعياً لحماية الكنائس ووضع حد لتدميرها والعدوان المستمر من قبل المتطرفين الإسلاميين. كما أعرب البرلمان الأوروبي عن قلقه حيال اختطاف الفتيات القبطيات وإجبارهن علي اعتناق الإسلام، وأنه علي السلطات المصرية وضع حد للتمييز ضد الأقباط المسيحيين واتخاذ التدابير الجدية حال حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان في مصر، وبينما رفضت الكنيسة الكاثوليكية التعليق علي القرار رفضت كل من الكنيسة الأرثوذكسية والطائفة الإنجيلية، والبابا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية، أي تدخل خارجي في الشئون المصرية، وقالت: "القرار لا يعنينا من قريب أو بعيد". يعلق كمال غبريال الباحث القبطي، علي الأحداث قائلا : كنت أعلم أن هذه سوف تكون نتيجة الشائعات المغرضة والمعلومات المغلوطة التي نقلها بعض الأقباط "الكاذبين" حول اضطهاد مصر للمسيحيين "وحذرت من قبل من تحول هذه الاكاذيب إلي فتن تستغلها الأيادي الخارجية في محاولة لهدم كل خطوة تتخذها السلطات المصرية لاستقرار الأوضاع الداخلية في مصر. وأكد غبريال أن الكاذبين من الأقباط هم من أبلغوا البرلمان الأوروبي بأن هناك خطفا وأسلمة إجبارية للفتيات القبطيات، قائلا: "بئس الكذب والكذابين من سائر الانتماءات". ويري الدكتور أندريا زكي، نائب رئيس الطائفة الإنجيلية ضرورة حل مشاكل الأقباط في الداخل داعيا الحكومة إلي مراعاة حقوق الإنسان وأن الأقباط يرفضون الاستقواء بالخارج وطالب بتحقيق العدالة في الداخل واحترام المواطنة. يوافقه الرأي كمال زاخر الباحث القبطي مؤكدا نحن لا نسمح لأحد بأن يستغل الأحداث الداخلية في مصر ليتدخل في شئونها وعلي الطرفين سواء كانوا أقباطا أو مسلمين إدراك مدي خطورة المرحلة التي تمر بها مصر الآن ولا نسمح لأحد بالتدخل بحجة حل المشكلات. كذلك يجب أن تقوم السلطات المصرية بمحاسبة كل من قام بإشعال الفتنة بين الأقباط والمسلمين وتسبب في أحداث ماسبيرو المؤسفة وعلي الجميع احترام الآخر وعدم تصعيد الخلافات لتتحول إلي الديانات فالمعروف عن مصر طوال عهودها السابقة أنها نسيج ممتزج من الأقباط والمسلمين لايستطيع أحد أن يقوم بعزله عن الآخر . ويقول الأب عبدالمسيح بسيط: رغم قسوة الأحداث الماضية التي مرت بها البلاد وخاصة أحداث ماسبيرو إلا أننا لانسمح بأي تدخل في شئون مصر الداخلية ويجب أن يعلم العالم أجمع أن مسيحيي مصر لا يختلفون عن مسلميها لكي يقوم أحد بالتحدث باسمهم أو حل مشكلاتهم فهم يستطيعون حل كل خلافاتهم كما انه لايوجد اضطهاد للمسيحيين في مصر فهذه مجرد شائعات أرادت بمصر السوء ونوايا خارجية مغرضة ونعلم ماتخطط له ولن تنال من مصر. ويضيف الأب عبد المسيح: علي السلطات المصرية أن تساعد أقباط مصر ومسلميها للخروج من هذه الأزمة والوصول إلي حلول مرضية والسماح للجميع بالتصريح بآرائهم دون عنف سواء علي الجانب المسيحي أو الإسلامي. ويشير القمص صليب متي ساويرس كاهن كنيسة مار جرجس، إلي أن أقباط مصر يعيشون منذ آلاف السنين في أمان تام ولا يقوم أحد باضطهادهم ومن قال ذلك فهو كاذب ويريد بمصر الشر والذي حدث يتم التحقيق فيه وسوف يحاسب كل من تسبب في إشعال الفتنة بين المسلمين والأقباط. ويضيف أن علي المجلس العسكري إدراك كامل حقوق الأقباط بمصر والوصول الي حلول ترضي جميع الأطراف والسماح للجميع بالتعبير عن آرائهم سواء كان مسلما أو مسيحيا.