تنطلق السبت المُقبل فعاليات مُنتدي شباب العالم، والذي تستضيفه مدينة السلام شرم الشيخ، ويستمر حتي الجمعة 10 نوفمبر، ويمثل نقلة كبري لمصر فيما يتعلق بالاستثمار في قدرات الشباب والبشر علي التعايش والتحاور من أجل إحلال السلام العالمي، ومواجهة التطرف، والأفكار الهدّامة.. ومع بدء العد التنازلي لانطلاق الفعاليات، تحول فريق عمل المنتدي الذي يُشرف عليه مكتب رئيس الجمهورية مُباشرة، إلي خلية عمل تواصل الليل بالنهار، فالعمل مُكثف ومتواصل لإخراج المنتدي في أبهي صورة، خصوصًا بعد النجاح الباهر الذي تحقق في المؤتمرات الدورية المحلية للشباب، التي استضافتها مدن شرم الشيخ والقاهرة وأسوان والإسماعيلية والإسكندرية، والتي مثلت كافة أطياف المجتمع المصري بتنوعه الثقافي. وتزين مطار شرم الشيخ الدولي، لاستقبال المشاركين بمنتدي شباب العالم، وظهرت شعارات وصور المؤتمر بالمطار، وصالات الوصول وعلي أسطول النقل الداخلي بالمطار، وبدأت حملة تسويقية وترويجية موسعة للمنتدي داخل وخارج مصر للتعريف بمنتدي شباب العالم ودعوة جميع الشباب للتسجيل لحضور المنتدي وضمت الحملة إنتاج أفلام دعائية متنوعة ضمت نماذج شبابية من مختلف دول العالم، وأفلاماً قصيرة تعريفية بالمنتدي والجلسات، وأفلاماً تناقش قضايا عالمية وتبرز شخصيات عالمية لها إسهامات في تاريخ البشرية. بينما ارتدت مدينة شرم الشيخ ثوب الجمال، حيث تتزين وتتجمل استعدادًا لاستقبال المنتدي العالمي، وبحسب اللواء محمود السولية، رئيس مدينة شرم الشيخ، فإن العمل يجري علي قدم وساق في كل أرجاء المدينة، السوق التجاري وشارع السلام وخليج نعمة ونبق ومقر إقامة المنتدي لإظهار المدينة في أحسن صورة لاستقبال الشباب المشارك في المنتدي، وإعداد برنامج ترفيهي للشباب المشارك من مختلف جنسيات العالم. 100 جنسية مُنذ اللحظة الأولي، والرئيس عبد الفتاح السيسي، يضع ثقته الكاملة في شباب مصر لتنظيم هذا المنتدي العالمي، دون الاستعانة بأي جهات غير مصرية، وهو ما يمثل جرأة كبيرة في القرار، خصوصًا أن المنتدي سيشهد حضور عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات، وعشرات الشخصيات العالمية المؤثرة. وبحسب عمرو عصام الدين، الدبلوماسي بوزارة الخارجية، فإن العمل يمتد علي مدار الساعة بمقر البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، وكذلك مركز العمليات بشرم الشيخ للتعامل مع كل التفاصيل التنظيمية والموضوعية الخاصة بالمُنتدي بما في ذلك صياغة الملامح النهائية للجلسات النقاشية والمتحدثين خلالها وكذلك تلقي طلبات المشاركة من الشباب المصري والأجنبي، وفحصها وتولي الترتيبات الخاصة بضمان مشاركة كوادر شبابية متميزة في مختلف التخصصات من مختلف دول العالم. وأكد المنسق العام، أن التنوع في جنسيات وتجارب الشباب المشارك فاق كل التوقعات بما سيسهم بشكل كبير في إثراء النقاش وإجراء حوار معمق حول مختلف القضايا والتحديات العالمية التي تؤثر وتتأثر بالشباب، وأوضح أن من تأكدت مشاركتهم حتي الآن ينتمون لأكثر من 100 جنسية من بينهم عدد من أبرز الشخصيات الشابة المؤثرة علي مواقع التواصل الاجتماعي. أضاف، أن الجلسات ستشهد نقاشًا تفاعليًا بين قيادات سياسية واقتصادية وثقافية وشخصيات عامة من ناحية، وكوادر شبابية واعدة في مجالات العمل العام وريادة الأعمال والأدب والفنون والرياضة من ناحية أخري، مُوضحًا أن هذه الجلسات تُمثل فرصة نموذجية لفتح الباب أمام الدمج الفعال لمنظور الشباب واحتياجاتهم وتحدياتهم في عملية صناعة السياسات والنقاش المجتمعي في إطار من الشراكة القادرة علي التعبير عن وجهة نظر المجتمعات بشكل شامل. اجتماعات عمل مُستمرة علي قدم وساق استغرقت وقتًا وجهدًا كبيرًا، تم خلالها وضع تفاصيل دقيقة لكل الاجتماعات والمناقشات والمحاور وورش العمل، بما في ذلك الجزء اللوجيستي المتعلق بالاستضافة، ومتابعة إصدار تأشيرات دخول الضيوف، وإصدار تذاكر السفر، وترتيبات الإقامة في الفنادق وغيرها، وأيضًا إعداد مركز صحفي عالمي يستوعب مئات الإعلاميين، ووكالات الأنباء العالمية، التي وافقت علي الحضور للتغطية، وكذلك إعداد مركز ضخم للترجمة يقوم بالترجمة الفورية بست لغات عالمية. لم يتم الاستعانة بأي شركة علاقات عامة أجنبية لتنظيم المنتدي، حيث تشكلت مجموعات عمل شبابية مصرية متطوعة، وطرحت أفكارًا وأجرت اتصالات مع شباب العالم رغم أن الموارد محدودة، واستخدمت وسائل التواصل الاجتماعي للاتصال بمجموعات شبابية في مختلف دول العالم تهتم بقضايا ومشكلات ذات اهتمام عالمي مشترك. منصة للحوار فكرة تنظيم المؤتمر مصرية خالصة إعدادًا وتنظيمًا، وقد استجاب لها الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث كانت الفكرة المطروحة في البداية هي تخصيص جانب من المؤتمرات الدورية للشباب لمناقشة القضايا الدولية، غير أن الفكرة تطورت وتحولت إلي منتدي يشارك فيه شباب العالم. الفكرة تتلخص في إقامة منصة للحوار بين شباب العالم، واستضافة مجموعة منهم لطرح قضايا تهم الرأي العام الدولي، حيث من المتوقع أن يشارك فيه أكثر من ثلاثة آلاف ضيف من مختلف أنحاء العالم، من بينهم رؤساء دول وحكومات ومبعوثون شخصيون لرؤساء، ووزراء ومفكرون وشخصيات عامة مؤثرة وإعلاميون ونشطاء مؤثرون علي مواقع التواصل الاجتماعي، كما وافق عدد من الرؤساء علي المشاركة في المناقشات وطرح وجهة نظر دولهم إزاء عدد من القضايا العالمية المهمة. وتم توجيه الجهات المعنية بدراسة كل المؤتمرات الشبابية المماثلة التي تعقد في العالم، حتي يكتب للمنتدي النجاح ولا يكون مجرد تكرار لفعاليات أخري أو تقليداً أعمي لها، وإنما ليكون منصة جديدة ومبتكرة تجمع بين شباب العالم علي طاولة الحوار لمناقشة قضاياه بكل الصراحة والشفافية، باعتبار أن هؤلاء الشباب هم قادة الغد وحاملون شعلة التطوير والتقدم في مجتمعاتهم، كما تمت دراسة أهم القضايا التي يمكن أن تطرح علي بساط البحث وتكون محور اهتمام مجموعات متباينة الثقافات في مختلف دول العالم، خاصة القضايا الإنسانية التي يلتف حولها الجميع، والتي تحدد مسار البشرية في العصر الحديث. تفاعل عالمي من جانبها، قالت جيهان الحديدي، مدير عام منتدي شباب العالم، والدبلوماسية الشابة بوزارة الخارجية، إن حملة الترويج للمنتدي علي مواقع التواصل الاجتماعي تشهد تفاعلًا كبيرًا علي المستويين المحلي والدولي، مشيرة إلي أن عدد متابعي الصفحة الرسمية للمنتدي باللغة الإنجليزية علي موقع "فيس بوك"، تجاوز النصف مليون متابع، في حين وصل نطاق انتشار الصفحة إلي ما يقرب من 90 مليون شخص حول العالم منذ تدشينها في شهر أغسطس وحتي الآن. وأوضحت مدير عام منتدي الشباب أن الصفحة الرسمية علي "فيس بوك" لا تقتصر فقط علي المواد الترويجية للمنتدي، وإنما تتضمن مقتطفات ومقاطع معلوماتية حول أهم المحاور الموضوعية التي سيتم التطرق لها خلال الجلسات مثل الفقر، والتغير المناخي، واللاجئين، وهي القضايا التي تحظي بأولوية متقدمة علي أجندة العمل الدولي. أضافت، أن الموقع الرسمي للمنتدي يتصدر محرك البحث الشهير "Google" كما لاقي الهاشتاج الخاص بالمنتدي والذي يحمل اسم "We Need To Talk " انتشارا واسعًا علي "تويتر"، باعتباره انعكاسًا لرسالة مصر الحضارية بأهمية الحوار بين الشعوب والثقافات المختلفة للتعامل مع التحديات المعاصرة. وجددت جيهان، التأكيد أن حملة الترويج للمنتدي علي مواقع التواصل الاجتماعي تدار بواسطة فرق عمل شبابية بالكامل تتابع كافة ما يرد من مقترحات وردود أفعال في نوع من التفاعل الحي والبنّاء مع الشباب من مختلف الجنسيات، وأشارت إلي أن فعاليات المنتدي تشهد حضور عدد كبير من ال"Social Media Influencers" وهم نشطاء من الشباب يدعمون قيم الحوار والسلام وتعزيز الشراكة الدولية في مواجهة التحديات العالمية من خلال تأثيرهم علي مواقع التواصل الاجتماعي داخل مجتمعاتهم، ويعد هذا المنتدي أول محفل من نوعه في مصر يشهد هذا الحضور الكبير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي. المنتدي سيُحقق أهدافاً سياسية واقتصادية وسياحية تؤكد تعبير "امتلاك القدرة" الذي أطلقه الرئيس السيسي لأن هذا المؤتمر من الألف إلي الياء صناعة مصرية خالصة، حيث يقوم بكل العمل شباب متطوع، قام أيضا بتصميم لوجو المنتدي وشعاره، وصاحب المنتدي الحقيقي هو شباب مصر حيث بلغ عدد المشاركين في الإعداد نحو ألف متطوع، ويحمل المؤتمر شعار "الجميع من أجل السلام والتنمية". وأدرجت اللجنة المنظمة للمنتدي، ضمن أجندتها، موضوع العام الذي تبناه الاتحاد الأفريقي خلال قمته الأخيرة، بعنوان "تسخير العائد الديموجرافي من خلال الاستثمار في الشباب". جدول الجلسات الجلسة الافتتاحية للمنتدي تبدأ يوم الخامس من نوفمبر المُقبل، وتتضمن جلسات اليوم الأول "السادس من نوفمبر" العديد من القضايا تتمثل في اختلاف الحضارات والثقافات صدام أم تكامل، ومناقشة موضوع العام للاتحاد الافريقي المتمثل في تسخير العائد الديموجرافي من أجل الاستثمار في الشباب لتحقيق مفهوم التنمية المستدامة، ورؤية شبابية لتحقيق التنمية المستدامة في العالم، وتجارب دولية لتحقيق استراتيجيات التنمية المستدامة، وحلقة نقاشية حول التأثير السلبي للهجرة غير المنتظمة علي الشباب حول العالم، وسبل التعاون في مجال الهجرة غير المنتظمة بمنطقة البحر المتوسط، وكيف تصلح الآداب والفنون ما تفسده الصراعات والحروب، وكيف يصنع العالم قادته، واستعراض التجربة المصرية في صناعة المستقبل. بينما تتضمن جلسات اليوم الثاني، التحديات التي تواجه شباب العالم وسبل المواجهة لصناعة المستقبل، وريادة الأعمال والابتكار والتجربة المصرية في استضافة اللاجئين، وتجارب شبابية مبتكرة في ريادة الأعمال، وتوظيف طاقات الشباب من أجل التنمية والحوار بين الأجيال، والبعد الثقافي للعولمة وأثره علي الهوية الثقافية للشباب، والقضايا الإنسانية والسلام العالمي، وتعزيز مشاركة الشباب في صنع واتخاذ القرار، ونماذج شبابية ملهمة حول العالم. بينما تُركز جلسات اليوم الثالث علي قضايا دور منظمات المجتمع المدني في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومستقبل تغير المناخ في العالم، وتأثير التكنولوجيا علي التعليم، ودور المرأة في دوائر صنع القرار، وكيفية تعزيز المشاركة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمرأة والشباب وعصر التكنولوجيا، وإعادة بناء مؤسسات الدولة في مناطق الصراع، ومساهمة الشباب في بناء وحفظ السلام في مناطق الصراعات والمناطق الخارجة من الصراعات، والمسئولية المجتمعية والعمل التطوعي للشباب، ودور السينما في مواجهة التطرف، والهوية الثقافية كسلاح لمواجهة العنف والتطرف الديني، وأثر الحروب والنزاعات علي اختفاء الهوية للشباب، والقيادة في عصر التكنولوجيا، بينما يشهد اليوم الرابع الجلسة الختامية والتصويت علي مشروع التوصيات، وتغادر الوفود المشاركة في العاشر من نوفمبر.