وفقًا لآخر إحصائية للأمم المتحدة يبلغ عدد الصم والبكم في مصر 7 ملايين، إلا أنهم يعاملون علي أنهم قلة في المجتمع، بمبدأ ال 5 ٪، في حين أنه يجب معاملتهم علي أنهم مواطنون ولهم حقوق بغض النظر عن أي شيء آخر أو العدد الذي يمثلهم. التعليم، والصحة، وعدم وجود من يمثلهم أبرز المشكلات التي تواجه الصم والبكم ويبحثون عن سبل لحلها حتي يكونوا أفرادا صالحين بالمجتمع بعد حصولهم علي حقهم في قسط وافر من التعليم والعمل والقدرة علي تكوين أسرة. في الوقت الذي تطمح فيه الدولة إلي تحسين الخدمات الصحية والتعليمية والإسكان وقع من حقيبتها الصم والبكم دون أي إشعار، فهذه الفئة تواجه بالمجتمع عدة مشكلات تجعل منهم أشخاصا غير قادرين علي مواجهة الحياة فلا تأمين صحيا يكفل حق الأصم، ولا مناهج خاصة بهم تمنحها لهم خصيصاَ وزارة التربية والتعليم متجاهلة لغة الإشارة الخاصة بهم، غير أنهم لم يسمح لهم بالإعفاء الجمركي للسيارات كخطوة لمساعدتهم علي تخطي مشكلات النقل كما سمحت لذوي الإعاقة الحركية من الإعفاء الجمركي للسيارات علي الرغم من أن القانون لم يخص بالذكر إعاقة معينة. وفي ظل عدم وجود مترجمي إشارة كان من الصعب التواصل مع الصم والبكم لأن المقابلة الشخصية بهم أو محادثتهم عبر ال»فيديو كول» يستلزم وجود مترجمي إشارة، تواصلنا معهم علي إحدي صفحات التواصل الاجتماعي التي أنشأها الصم والبكم بعدما يئسوا من استجابة الحكومة لشكواهم. عادل جلال من الصم والبكم ، يتحدث عن أزمتهم في المجتمع حيث إنهم يعانون من التهميش المستمر، حتي أننا لم نعامل كذوي الإعاقة علي الرغم من أننا نمتلك ما يؤهلنا للتعليم والعمل فقط نريد من يمثلنا بكافة قطاعات الدولة والاعتداد بلغة الإشارة علي أنها لغة رسمية، والاهتمام بوجود مترجمي الإشارة في كل مكان فنحن نحتاج إلي التواصل مع الآخرين، بالإضافة إلي أن الصم والبكم محرومون من التعليم، فلا يوجد مناهج خاصة بنا أو مترجمي إشارة فلابد من الالتحاق بمراكز خاصة بالصم والبكم وهي إما أنها ذات أسعار مرتفعة أو مستواها التعليمي سيئ جدا. أما مروان محمد فيحكي عن تجربته الخاصة: »كان والداي يطمحان في أن أحصل علي تعليم جيد كأي شخص عادي، ولكنهم اصطدما بالواقع فلا أحد يعترف بلغة الإشارة داخل المدارس، فهم يحاولون التحدث إلينا لنفهم عن طريق الشفاه ولكنها طريقة خاطئة لأننا لا نترجم ما يقولون، حتي التحقت بمدرسة خاصة بالصم والبكم، إلي أن أردت استكمال تعليمي الجامعي، ولكن وجدنا بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية أنه لا يحق لنا الالتحاق بالجامعات، فالدولة تحصر تعليم الصم والبكم في التعليم الفني الصناعي ولو وجد، فرفضت جامعة بالقاهرة تقبل التحاقي بها إلي أن التحقت بمعهد خاص. يري مصطفي السيد يعاني من ضعف السمع أن الصم والبكم محكوم عليهم بالتهميش فأبسط الحقوق بالنسبة لهم مهضومة فهم محرومون من التأمين الصحي علي الرغم من أنهم في أمس الحاجة له، لأن تغيير سماعة الأذن يتم كل 4 سنوات بمبلغ وقدره، أو وسائل النقل التي تمثل مشكلة يومية للصم والبكم نتيجة لعدم فهم الآخرين، فغالباً يحدث سوء فهم وتحدث الخلافات، وفي المقابل نحرم من الحق في التخصيص الجمركي للسيارات، بالإضافة إلي اختبارات القيادة التعجيزية التي تمر بها فئة الصم والبكم، وفوق ذلك نحرم من عرض مشكلاتنا علي أي فرد أو جهة مسئولة فلا نجد من يستمع لنا ونعلمه كم المشكلات التي تواجهنا. ومن جانبها أوضحت نادية عبد الله رئيسة المؤسسة المصرية لحقوق الصم والبكم أن حقوق الصم والبكم مهضومة فلا اهتمام بوجود مترجمي الإشارة بالمدارس أو الجامعات، فميزانية الدولة لا تسمح، وبالتالي يعاني الصم والبكم من عدم الحصول علي التعليم المناسب، والاهتمام بتعليمهم الحرف والمهن الصناعية فقط، كما أنه لا يوجد مترجمو إشارة بالبرامج الإعلامية المختلفة، أو قناة متخصصة للصم والبكم تترجم برامجها إلي لغة الإشارة. مشيرة إلي أهمية تمكين الصم والبكم داخل المجتمع، ومعاملتهم علي أنهم أشخاص مثل الآخرين ولا يجوز التفرقة، فمن حقهم التعلم والانخراط بالمجتمع فهم ليسوا قلة كما يظن البعض، كما يجب عقد دورات تدريبية للأصحاء لفهم لغة الإشارة حتي يستطيع الصم والبكم التواصل مع الآخرين وتجنب سوء الفهم. تشير إلي أن معظم الصم والبكم متسربون من التعليم إما للحاجة المادية حيث إن المدارس المخصصة للصم والبكم لا تزيد عن 250 مدرسة، فيما عدا المدارس الخاصة التي ترتفع المصاريف الخاصة بها أو لطول المسافة بين البعض وبين أقرب مدرسة لهم وهذا أيضاً ناتج عن قلة المدارس الخاصة بالصم والبكم، أو أن هناك بعض الأسر التي لم تلحق أبناءها من الصم والبكم بالمدارس لمعرفتهم بمستوي التعليم السيئ. يري أشرف وحيد مدير معهد أصداء للصم والبكم أن الصم والبكم فئة مهمشة بالمجتمع، لابد من مشاركتهم في جميع الأنشطة التعليمية والرياضية والثقافية، والاهتمام بالمواهب التي يتمتعون بها واستغلالها حتي يعود نفعها عليهم وعلي المجتمع، ولا يحدث ذلك غير بالاهتمام بهم أولا وإقناعهم بأنهم مثل أي فرد بالمجتمع صالح له حقوق وعليه واجبات . ويوضح: يجب الاهتمام باعتماد لغة الإشارة داخل المدارس والجامعات والقطاعات الحكومية، ليجد الصم والبكم لغة تواصل بينهم وبين الآخرين، لتمكنهم من قضاء مصالحهم دون أي مشكلة، فهم يشعرون بالأذي عند العجز عن توصيل أفكارهم إلي الآخرين، لذلك نطالب بتخصيص أماكن خاصة بالصم والبكم داخل المدارس والجامعات واعتماد لغة الإشارة بداخلهم لحصولهم علي التعليم مع توفير فرص عمل مناسبة لهم. يقول عبد القوي عباس حزين رئيس الاتحاد النوعي لجمعية الصم والبكم، إن فئة الصم والبكم تمثل جزءا كبيرا من المجتمع علي عكس ما يشاع، ونتيجة لتهمشهم يعاني الصم والبكم من عدة مشكلات، علي رأسها التعليم، فهناك لا مبالاة بتعليم الصم والبكم وكأن الأمية نصيبهم، فيهتمون بتعلمهم الحرف دون القراءة والكتابة، وحتي إن حصل علي قسط من التعليم في ظل المشكلات الموجودة لا يجد بعد ذلك مكانا للعمل، فيظل حبيس إعاقته طوال عمره. يتابع أن معالجة مشكلة التعليم تكمن في اعتماد لغة الإشار كلغة رسمية من قبل وزارة التربية والتعليم، ووضع مناهج خاصة للصم والبكم، حيث إن المنهج التعليمي الموحد للصم والأصحاء أمر في غاية الصعوبة لأن المدرس مطالب بشرح المنهج بطريقته العادية للإصحاء وبلغة الإشارة للصم والبكم وهو في الواقع أمر صعب تنفيذه، لذلك فالصم والبكم في حاجة إلي توفير مدارس خاصة بهم مع منهج خاص ومعلم قادر علي التواصل معهم. يشير إلي أن التعليم هو الأساس، وإذا فشل الصم والبكم في الحصول علي قسط معقول من التعليم سيؤثر ذلك علي مشاركتهم في أيٍ من الأنشطة، ولا يجدون سوي البطالة أمامهم، فمعظمهم يعجز عن تكوين أسرة والمضي في الحياة مثل أي شخص عادي، طالب حزين جميع الجهات المعنية بحقوق الصم والبكم بالالتفات لهم وإيجاد حلول للمشكلات التي تواجههم. ومن جانبه أوضح خالد علي ممثل وزارة التضامن الاجتماعي لشئون الإعاقة أن وزارة التضامن الاجتماعي تطور من جهودها لخدمة ذوي الإعاقة باختلاف إعاقتهم ومنها الإعاقة السمعية، حيث تمنح الأشخاص ذوي الإعاقة شهادات تأهيل من خلال مكاتب التأهيل الاجتماعي التابعة للوزارة لحصولهم علي مهن مناسبة لإعاقتهم، وتمكنهم من الحصول علي بطاقات تسمح لهم باستخدام عربات مترو الانفاق والسكك الحديدية بالمجان. تتابع كما نقوم بتوفير فرص إقامة للأشخاص المعاقين للإعاشة بالمؤسسات الإيوائية بنفقات بسيطة، مع توفير خدمات طبية لهم بأسعار مناسبة من خلال المراكز التابعة للوزارة، وتوفير برامج اللفظ المنغم للأطفال المعاقين سمعيا لحصولهم علي التعليم ودمجهم بالمجتمع .