لم تكن استقالة وضاح خنفر مدير عام شبكة الجزيرة مفاجأة كبيرة. ولعل الربط بين استقالة مدير عام الشبكة وتعيين نائب لمدير قناة الجزيرة مباشر مصر يكون مسئولا أمام مجلس إدارة الشبكة في قطر متجاوزا بذلك مديره قد يفسر الأمر قليلا فمنذ أقل من شهر تم تعيين عبد الله ماجد الغانم في قناة الجزيرة مباشر مصر دون منصب محدد وفجأة تقرر أن يكون نائبا لمدير القناة ومسئولا أمام الادارة في قطر عنها وهي احدي عجائب العمل الاعلامي في ظاهرها لكن اختيار الشيخ أحمد بن جاسم آل ثاني صاحب الخبرة في العمل بشركة قطر غاز والذي لم يكن يوما علي علاقة بالعمل الإعلامي يؤكد أن الأمر قطري – قطري بالضرورة اذ لا يخفي علي الجميع اختلاف التوجهات داخل الاسرة الحاكمة القطرية فقد كان مدير الجزيرة السابق علي خنفرو محمد جاسم العلي صاحب التوجه القومي المعروف بينما جاء وضاح خنفر وهو القيادي الإسلامي في مكتب حماس بالخرطوم أثناء دراسته هناك قبل سفره لجنوب أفريقيا لاستكمال هذه الدراسة وقد جاء التغيير تابعا لتغيرات في توازنات القوي داخل الأسرة الحاكمة في دولة قطر. وقد حقق خنفر إنجازات كبري للجزيرة حولتها من قناة إلي شبكة تضم خمسا وعشرين قناة وتم اختياره كثامن أكثر الشخصيات تأثيرا في الوطن العربي عام 9002 وأخيرا يزعم الكثيرون أن الجزيرة تزن نصف الثورات العربية وبالتالي فقد غيرت الخريطة السياسة للأنظمة الحاكمة في المنطقة وبالتالي فإن الخريطة الجديدة قد تحتاج مديرا مختلفا للشبكة وبوضوح أكثر فإن دور خنفر عبر السنوات الماضية قد لا يعادله في دعم الاتجاه الإسلامي وخاصة الإخواني في دول المنطقة العربية سوي دور الإمام حسن البنا مؤسس الجماعة نفسه وهو ما أدي بالضرورة إلي انعكاس هذا الدور علي دولة المقر نفسها فضلا عن نشوء جيل قطري جديد يتساءل "أين القطريون من القيادة ؟" وهو الجيل الذي بدأ بالمؤسسات الأصغر نسبيا من الجزيرة ولعل تجربة موقع اسلام اون لاين الشهيرة والذي كان واحدا من أكبر المواقع الصحفية الإسلامية في العالم كله هي الدليل القاطع والمرشد لمستقبل الجزيرة الغامض. ورغم قوة الشيخ يوسف القرضاوي في قطر والاحترام الذي يحظي به فلم تتورع قطر عن الإطاحة به من مجلس ادارة الجمعية المالكة للموقع عن الإطاحة به من رئاسة مجلس إدارتها بقرار وزاري. وقيل في تفسير قرار الإجهاز علي موقع إسلام اون لاين ما قيل من وجود ضغوط أمريكية وأخضع لتفسيرات تدخل في إطار اللامعقول أحيانا لكن تكرار الظاهرة التي اعتبر اسلام اون لاين في فترة سابقة توأمها علي الشبكة العنكبوتية يؤكد أن الهوية القطرية للمواقع الإعلامية الكبري قضية أصبحت تحتل أهمية كبري داخل قطر ويتبناها جيل جديد نشأ علي مجد الجزيرة ونفوذها. وقد أخضع البعض تفسير إقالة خنفر للقاء تم بينه وبين مسئول من السفارة الأمريكية بمكتبه في الجزيرة وقد نشرت الوثيقة التي تحتوي علي فحوي اللقاء علي موقع ويكيليكس الشهير وزايد البعض علي ارتباط الرجل بالولايات المتحدةالأمريكية أو بالأحري بالتنسيق معها وهو ما ينفيه كون اللقاء تم بمكتبه علي مرأي ومسمع من الجميع فضلا عن ترجمة الوثيقة التي تحوي انزعاج المسئول الأمريكي من أحد التقارير التي نشرت علي قناة الجزيرة ورد خنفر بأنه عليهم أن يوجهوا شكاواهم أو ملاحظاتهم إلي إدارة الشبكة ومن ثم يتم التعامل معها.