تسلمت القوات الجوية المصرية طائرتين جديدتين من مقاتلات الجيل الرابع من طراز ال"رافال"، والتي تمثل الدفعة الرابعة من هذا الطراز التي تتسلمها مصر في إطار اتفاق الشراكة الاستراتيجية مع دولة فرنسا ليصل عدد الطائرات التي وصلت إلي مصر اعتباراً من النصف الثاني من 2015 وحتي الآن إلي 11 طائرة. وتعد طائرات "الرافال" الجديدة هي بمثابة إضافة قوية لقدرات القوات الجوية بما تملكه من خصائص فنية وأنظمة قتالية عالية تمكنها من تنفيذ المهام بمديات كبيرة علي الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة، والتي تتيح لها التعامل مع جميع التهديدات الجوية والأرضية بكفاءة عالية، وتعد إضافة جديدة في منظومة التسليح والاستعداد القتالي للقوات الجوية كما تعد المقاتلة الأحدث داخل القوات الجوية لما لها من قدرات قتالية عالية وتتبع 40 هدفا واشتباكها مع 8 طائرات في وقت واحد. مصدر عسكري، أكد أن انضمام طائرتين متعددتي المهام من مقاتلات الجيل الرابع طراز "رافال" الفرنسية تعد إضافة هائلة لأسطول القوات الجوية، وإضافة جديدة في منظومة التسليح والاستعداد القتالي مما يعزز من القدرات القتالية للقوات المسلحة في مختلف المجالات، مشيرا إلي أن هذه المقاتلات تمثل خطوة نوعية في زيادة قدرتها القتالية علي القيام بمهامها في دعم جهود الأمن والاستقرار بمصر وبمنطقة الشرق الأوسط. وأكد أن القوات الجوية حظيت باهتمام كبير في تطوير وتحديث منظومة التسليح لدورها المحوري في منظومة الدفاع المصرية، وكان التحديث انضمام طائرات جديدة ومتطورة وفقا لاستراتيجية مصر في تنويع مصادر السلاح وشملت الصفقات التي عقدت مؤخرا مختلف أنواع التسليح والاحتياجات الفنية للطائرات. المصدر، أوضح أن ال"رافال" تعد إضافة قوية لقدرات قواتنا الجوية لأنها تمتلك خصائص فنية وأنظمة قتالية ونيرانية عالية تمكنها من تنفيذ المهام بمديات كبيرة علي كافة الاتجاهات الاستراتيجية المتنوعة والتي تتيح لها التعامل مع جميع العدائيات والتهديدات الجوية والأرضية بكفاءة قتالية عالية. وأكد المصدر العسكري، أن طائرة رافال تتميز بقدرات في القيام بالعديد من المهام القتالية في طلعة واحدة تتضمن الاستطلاع والتأمين الإلكتروني وتوجيه ضربات مختلفة وقدرتها علي حمل صواريخ "جو/ جو" من نوع سايد ويندر، ويكا، وماجيك، وتحتوي علي شبكة رادارية تستطيع تعقب 40 طائرة في وقت واحد، يبلغ وزنها بدون حمولة 9500 كجم، أما وزن الإقلاع الأقصي فيصل إلي 24000 كجم وتبلغ سرعة الطائرة القصوي في الارتفاعات العالية 2000 كم بالساعة. وأشاد المصدر، بقدرة الطيارين المصريين بسرعة العمل عليها، واندهاش الجانب الفرنسي من ذلك لأن القوات الجوية تحرص دائما علي تأهيل جميع الطيارين لتنفيذ الطلعات وبنسبة نجاح لا تقل عن 100٪ بالإضافة للتدريبات المكثفة والعمل المستمر علي مدار الساعة لرفع القدرات البدنية والعلمية والنفسية والقتالية للطيار المقاتل المصري وفقا لأحدث النظم والطرق علي مستوي العالم حتي يكون قادرا علي تنفيذ أي مهام يكلف بها في أسرع وقت وفي دقة عالية للغاية. وقال المصدر العسكري، إن الطيار المقاتل المصري يتميز بعقيدة راسخة وإيمان كبير، فإنهم رجال لا يخشون الموت في سبيل الله، وحماية أمن وسماء الوطن ضد كل من تسول له نفسه المساس بالأمن القومي المصري أو ترويع المواطنين الآمنين. من جانبه قال اللواء طيار هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن انضمام الدفعة الرابعة من طائرات الرافال الفرنسية إلي القوات الجوية إضافة جديدة لقواتنا المسلحة لحماية المجال الجوي والحفاظ علي الأمن القومي المصري، مشيرا إلي أن هذا يعد نجاحا جديدا للقيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة لانضمام هذه المقاتلات الفرنسية إلي تشكيلات القوات الجوية. أضاف أن هذه المقاتلات متعددة المهام القتالية من الجيل الرابع وتتميز بمجموعة من المزايا منها حملها كميات كبيرة من الأسلحة تصل إلي 9 أطنان، إضافة إلي قدرتها علي تعقب الأهداف العدائية بدقة متناهية وإصابتها، وإمكانياتها القتالية العالية التي تمكنها من القيام بمهام خارج الحدود لمواجهة كل أوجه العدائيات المحتملة مثل تأمين خطوط الغاز الطبيعي والبترول ورحلات السفن التجارية، معتبرًا وجودها ضمن منظومة القوات الجوية يزيد من القدرات الهجومية والدفاعية للدولة مثلها مثل حاملة الطائرات "الميسترال"، وهي تمثل قوة ردع لمن تسول له نفسه المساس بحدودنا وأمننا القومي. وأشار الحلبي، إلي سرعة استيعاب الأطقم للطيارين المصريين بكل كفاءة لبرامج التدريب في وقت قياسي قصير أشاد به الجانب الفرنسي في الوقت الذي هناك طيارون لدول أخري تجاوزوا عددا كبيرا من برامج التدريب وحتي الآن لم يستطيعوا التعامل معها. اللواء دكتور محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، اعتبر أن صفقات التسليح جاءت في إطار اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلي للقوات المسلحة بتطوير وتحديث كل أفرع القوات المسلحة في ظل ما تموج به المنطقة من الأحداث حفاظا علي الأمن القومي للبلاد، مشيرا إلي أن صفقة طائرات المقاتلات طراز "رافال" الفرنسية من أنجح الصفقات التي تحسب للقيادة العامة للقوات المسلحة والقيادة السياسية وتعتبر مصر أول دولة تحصل عليها من بلد المصنع، ويبلغ طاقم الطائرة شخصا واحدا أو شخصين فقط حال كونها مقاتلة للتدريب ويبلغ طولها نحو 15 مترا تقريبا، ومزودة بمحركين من نوع " سنيكما إم 88-2" وقادرة علي الطيران بمدي 3700 كيلو متر ويبلغ أقصي ارتفاع لها 16800 متر. أضاف، أن عدد 24 طائرة من المقرر أن تتسلمها مصر وفقاً للبرنامج الزمني المحدد في إطار اتفاق الشراكة الاستراتيجية مع فرنسا والذي يشمل العديد من أوجه التعاون في مجالات التسليح والصناعات العسكرية المختلفة. وأوضح، أن مصر اتجهت إلي التنوع في المجال العسكري بعد محاولات منع المعونة العسكرية في عهد الإدارة الأمريكية السابقة، ومن هنا اتجهت مصر إلي فرنسا والصين وروسيا لتنويع مصادر السلاح منوها إلي أنها دلالة قوية علي أن مصر تسير إلي المستقبل وتدرك جيدًا ضرورة التسلح بكل ما هو جديد. وأكد الغباري، أن القوات الجوية يقع عليها مسئولية كبيرة في تأمين الأهداف الحيوية الواقعة في المياه الاقتصادية في البحر المتوسط مثل آبار الغاز والنفط وكل الاكتشافات المستقبلية، وكذلك حماية حدودنا الغربية مع ليبيا وسيكون لها دور كبير في حماية وتأمين مصالحنا في باب المندب وحماية أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط قاعدة "محمد نجيب العسكرية" ومفاعل الضبعة وما قد يظهر مستحدثا من ثروات بالبحر الأحمر كما أنها تمثل رسالة قوية بأننا قادرون علي مساعدة أشقائنا في الخليج، وقال إن طائرة الرافال اعتمدت في خطة العمليات للقوات المسلحة بالإضافة إلي مشاركتها في توجيه الضربات للعناصر الإرهابية بدرنة بليبيا وكذلك المشاركة في عدد من الاحتفالات الوطنية وحفلات التخرج للكليات والمعاهد العسكرية. وأشار إلي أن هذا النوع من الطائرات الفرنسية الرافال متعددة المهام القتالية تنتمي إلي الجيل الرابع التي تتميز بقدرات قتالية ودفاعية عالية من خلال تتبعها للأهداف العدائية وتدميرها، وقدرتها علي الطيران لمدي بعيد وتستطيع تنفيذ مهام خارج الحدود بدقة وحرفية متناهية. اللواء محمد الشهاوي المستشار بكلية القادة والأركان وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أكد أن استلام قواتنا الجوية للدفعة الرابعة من المقاتلات الفرنسية طراز "رافال" تعد إضافة للقوات الجوية التي تحتل المرتبة الثامنة عالميا، مشيرا إلي أن هذه الطائرات تستخدم خارج المجال الجوي وحدودنا الإقليمية من خلال قيامها بالاشتراك في استهداف بعض معاقل الإرهابيين بدرنة ردا علي استهداف أتوبيس المنيا الذي راح ضحيته العديد من الشهداء خلال شهر مايو الماضي. وأوضح، أن هذه المقاتلات الفرنسية تستخدم في التعامل مع الأهداف البرية والجوية، ومجالها الحيوي واسع المدي من خلال توجيه الضربات الاستباقية للجماعات الإرهابية والبؤر بسيناء وتأمين الحدود الغربية المصرية الليبية لأنه خلال العامين الماضيين تم تدمير 200 عربة دفع رباعي محملة بالذخائر والأسلحة والمتفجرات قامت الرافال بتدميرها من خلال تعاون القوات الجوية مع قوات حرس الحدود والمخابرات الحربية لمنع هذه العربات من دخولها البلاد واستخدامها في عمليات إرهابية لبعض المواقع الحيوية والمنشآت العامة للدولة.