بعد نحو 80 يوماً من سفر الفتاة السكندرية إيمان عبدالعاطي (36 عاماً)، التي وُصفت بأنها »أضخم فتاة في العالم» (500 كيلوجرام) إلي الهند، لتلقي العلاج علي يد الطبيب الشهير موفازال لاكدوالا، تفجرت أزمة بين شقيقة المريضة »شيماء» والطبيب الهندي وتبادلا الاتهامات، ففي الوقت الذي تزعم شيماء أن لاكدوالا »خدعهم» ويطالبها بمغادرة المستشفي والعودة إلي مصر، ينفي الأخير ذلك تماماً، ويؤكد أنه نجح في خفض وزن إيمان إلي 171 كيلوجراماً.. شيماء تتهم الطبيب الهندي بخداعهم وتشكك في خفض وزن شقيقتها 379 كيلو سفير مصر في الهند يرفض التعليق: »الملف في يد الخارجية» التفاصيل بالكامل تنشرها »آخرساعة» وكذلك حقيقة ما حدث مع إيمان منذ لحظة وصولها الهند في 11 فبراير الماضي ودخولها الغرفة رقم 701 بالطابق السابع في مستشفي »سايفي» بمدينة مومباي، وحتي لحظة مغادرتها إلي أبوظبي لاستكمال رحلة علاجها في غرفة خاصة بالطابق الأول في مستشفي »برجيل»، من خلال لقاءات حصرية عبر الهاتف والإنترنت مع شيماء ولاكدوالا، وكذلك الطبيبة الهندية التي استقالت من الفريق الطبي. قبل أقل من ثلاثة أشهر كانت إيمان أحمد عبدالعاطي مازالت ترقد علي سريرها في منزلها بمدينة الإسكندرية، وقال ذووها إنها لم تغادر غرفتها منذ نحو 25 عاماً، بسبب إصابتها ببدانة مفرطة، وزعمت شقيقتها شيماء أن إيمان هي صاحبة أثقل وزن في العالم، وعبر موقع »فيسبوك» نشرت استغاثة لمساعدة شقيقتها في العلاج، وبالفعل تحركت جهات مختلفة في الدولة إلي جانب اهتمام بعض وسائل الإعلام بالحالة، لكن الحجم الهائل لإيمان كان عقبة أمام نقلها إلي أي مستشفي، وبدا إنهاء معاناة إيمان ضربا من المستحيل. في بدايات العام الجاري، علم بحالة إيمان، الطبيب الهندي المشهور موفازال لاكدوالا وهو طبيب مسلم يُنطق اسمه بالعربية »مُفضَّل»، وسافر من الهند إلي مصر ليزور إيمان في منزلها بالإسكندرية ويطلع علي ظروفها الصحية ويقرر تبني علاجها في مستشفي »سايفي» بمدينة مومباي، ووافقت أسرة إيمان، وتم ترتيب الرحلة الطويلة عبر شركة »مصر للطيران» وإنزالها من منزلها باستخدام رافعة عملاقة بينما كانت ترقد في سرير داخل حاوية أعدت خصيصاً لهذا الغرض، وبعد ساعات وصلت إلي مومباي، وتكررت عملية نقلها إلي داخل المستشفي. بخلاف الاهتمام الإعلامي الكبير بإيمان باعتبارها حالة نادرة عالمياً، وبخلاف أيضاً الرعاية الطبية التي تحدث عن توفيرها الفريق الطبي المخصص لها برئاسة الدكتور موفازال، تعاطف الشعب الهندي نفسه مع حالة إيمان، مادياً ومعنوياً، حيث أطلقت حملة باسم »Save Eman» أو »انقذوا إيمان» وحصدت تبرعات من شخصيات عامة في الهند، أبرزهم والدة الممثل الشهير ريتيك روشان التي تبرعت بمليون روبية (نحو 270 ألف جنيه مصري). وعلي الرغم من الصور ومقاطع الفيديو التي نشرتها القناة الخاصة للمستشفي علي موقع »يوتيوب» علي مدار فترة بقاء إيمان هناك، وتشير إلي فقدانها جزءاً كبيراً من حجمها، ونجاح الفريق الطبي في إجراء جراحة »تكميم للمعدة»، خرجت شقيقتها شيماء - التي أقامت في غرفة إلي جوار أختها هناك - إلي وسائل الإعلام لتفجر مفاجأة بهجومها الشديد علي الدكتور موفازال، زاعمة أنه خدعهم، كونه وعدهم بأنه لن يتخلي عن إيمان إلا بعد أن يكون بمقدورها السير علي قديمها، في وقت طالبهم الأسبوع الماضي حسب قولها بالاستعداد لمغادرة المستشفي والعودة إلي مصر. هذه التصريحات أثارت ردود فعل واسعة سواء في الهند أو في مصر، وفي محاولة لكشف الحقيقة، تواصلت »آخرساعة» مع شيماء في مومباي، عبر الإنترنت، حيث قالت تعقيباً علي سؤالنا بشأن سبب هجومها علي الدكتور موفازال: »لأنه منذ يوم 30 مارس الماضي، قررت مستشفي (سايفي) أن تغادر شقيقتي إيمان وتعود إلي مصر، لكن في الحقيقة إيمان مازالت (تعبانة) وحجم جسمها مازال كبيراً، وتصاب بضيق في التنفس، وتتناول الطعام من خلال أنبوب.. وبالتالي كيف يمكن أن تعود إلي مصر وهي في هذه الحالة!». وألمحت شيماء إلي أن السبب وراء مطالبتها بمغادرة المستشفي أن الدكتور موفازال حقق ما كان يريده من شهرة بعد تبنيه حالة إيمان: »هو أخد اللي هو عاوزة ودلوقت خلاص مالناش لازمة»، وتابعت: »ماكنش مشهور زي دلوقت.. أنا شخصيا ماكنتش أعرفه قبل موضوع إيمان». وعلي الرغم من أن كل طرف منهما (شيماء وموفازال) ادعي أنه لم يطلب من الآخر تبني حالة إيمان، نشر أحد أعضاء الفريق الطبي في المستشفي صورة من مستند يوضح رسالة ممهورة بتوقيع شيماء تطلب فيها من الدكتور موفازال علاج شقيقتها، وهذا المستند لم تعلق عليه شيماء حتي الآن، وتنشر المجلة صورة منه. وفيما صرح موفازال ل»آخرساعة» بأنه لم يطلب من شيماء أن تغادر المستشفي هي وأختها قالت شيماء: »يا فندم لو هم فعلا كانوا مكملين علاج إيمان، والدكتور موفازال ملاك ومحترم أوي كده.. أنا كنت هاعمل الثورة دي ليه!! تفتكر إيه اللي أنا هاستفيده.. أنا سافرت الهند علشان إيمان أختي تتعالج مش مسافرة أتفسح». كما شككت شيماء فيما قاله الطبيب بأن إيمان فقدت 329 كيلو جراماً من وزنها الذي أصبح الآن 171 كيلو فقط قائلة: »طبعاً مافيش بني آدم يخس 300 كيلوجرام في غضون شهر ونصف.. ده لو حصل يموت». وفي الوقت الذي قالت فيه خلال الفيديو - إن شقيقتها تعرضت لسكتة دماغية مؤخراً عقب إجراء عملية تكميم المعدة، لم تؤكد شيماء هذا الكلام في تصريحات ل»آخرساعة» واكتفت بالقول بأن »إيمان تعرَّضت لأكثر من 8 نوبات منذ أن تم إدخالها المستشفي في مومباي»، بينما كشفت الأشعة المقطعية التي أجريت لإيمان بعد يوم واحد من هذا التصريح أنها لم تصب بأي جلطات جديدة باستثناء الجلطة التي أصابتها قبل 3 سنوات حين كانت في الإسكندرية. وكان آخر ما تردد قبيل نشر خبر عن استعداد إيمان للسفر إلي أبوظبي لاستكمال رحلة علاجها في مستشفي »برجيل»، أن شيماء حضرت اجتماعاً جمعها مع الدكتور موفازال ومدير مستشفي »سايفي» والقنصل المصري في الهند، حيث قالت شيماء لنا - والمجلة ماثلة للطبع -: »الاجتماع تم ظهر الثلاثاء الماضي، وأبلغني القنصل رسمياً أننا سنعود إلي مصر لكنه لم يسم موعداً محدداً»، وحين سألناها عن موقف السفير المصري في الهند حاتم تاج الدين والقنصل المصري اللذين قاما بزيارة شقيقتها خلال فبراير الماضي داخل مستشفي »سايفي» قالت نصاً: »قيل لي مش حنخسر علاقات دبلوماسية عشان أختك». وحين تواصلنا معها مجدداً لمعرفة المستجدات التزمت الصمت، والغريب أنها أزالت من علي صفحتها الشخصية بموقع »فيسبوك» جميع »البوستات» والفيديوهات التي تهاجم فيها المستشفي الهندي والدكتور موفازال. إلي ذلك، حاولت »آخرساعة» الاتصال هاتفياً بالسفير المصري في الهند، حاتم تاج الدين، للوقوف علي مستجدات المشكلة، لكن فشلنا في ذلك ربما لوجود مشكلة في شبكة الاتصالات، ما دفعنا إلي التواصل معه عبر تطبيق »فايبر» الإلكتروني، وسألناه عما إذا كان لاحظ أي تقصير من جانب المستشفي الهندي أثناء زيارته لإيمان الشهر الماضي، لكنه قال: »تستطيع مشكوراً توجيه السؤال لمساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية أو المتحدث الرسمي، فكلاهما علي دراية بكافة الأمور». وحين طلبت المجلة تعليقه علي ما قالته شيماء تحديداً بأن مصر لن تخسر علاقاتها الدبلوماسية مع الهند بسبب شقيقتها، شاهد تاج الدين الرسالة ولم يعلق، ورأت المجلة أن التواصل مع أي مسؤول آخر في الخارجية لن يكون مُجدياً، إذ إن الواقعة حدثت في وجود السفير تاج الدين، والكلام منسوب إليه شخصياً، وبالتالي هو صاحب الحق الوحيد في التعليق بالتأكيد أو النفي. في سياق ذي صلة، زار وزير الصحة الهندي، إيمان في مستشفي »سايفي» قبل أيام من مغادرتها إلي أبوظبي للاطمئنان علي حالتها الصحية، وذلك في محاولة للتأكيد علي اهتمام الدولة الهندية بمتابعة القضية التي أحدثت ردود فعل واسعة علي مستوي الرأي العام في الهند وخارجها. ولاتزال أزمة فتاة النصف طن تحمل العديد من علامات الاستفهام، وتلقي بظلال رمادية علي حقيقة ما جري معها علي يد الفريق الطبي في مومباي، وما سوف يجري خلال الشهور المقبلة في أبوظبي.