أصبحت ضرورة ملحة الآن البحث عن الشارع المصري وتوجهاته! نعم.. نحن نسمع أصواتا.. وأصواتا كثيرة.. كلها عالية النبرات وكلها لها توجهات وكلها أيضا تختلف مع بعضها البعض.. وكلها أخيرا باسم تآلف قوي مختلفة طبعا لم نسمع بها من قبل ولكنها أيضا توحي إليك وكأنها هي التي تتحدث باسم ميدان التحرير أو 52 يناير أو 6 إبريل أو 9 مارس وبعضها أعطي نفسه قوة من القوي.. تحالف شباب 52 يناير أو تحالف القوي الصامتة أو تحالف ميدان محمود (وليس مصطفي محمود) لأنه لا يوجد ميدان بهذا الاسم وتحالف قوي الشعب العامل وتحالف أنصار شهداء التحرير وغيرها وغيرها وغيرها كل هذا جنبا إلي جنب مع آلاف الأعمدة في الصحف والمقالات.. والآراء التي ترد إلينا عن طريق الإذاعات والتليفزيونات يعني باختصار أصبح عندنا آلاف الأصوات والآراء في كل يوم آراء مختلفة عن بعضها البعض وأفكار متباينة ومتفاوتة.. وكلها وباختصار تتلخص في كلمات أو طلبات بسيطة يمكن التعبير عنها ببضع كلمات هي: سرعة محاكمة قتلة الشباب وسرعة محاكمة رموز العصر السابق وسرعة الوصول إلي إرساء أسس المجتمع المصري الجديد عصر مابعد مبارك.. ألايمكن لكل هذا أن يوضع في سياق واحد يتفق عليه الجميع؟! الإجابة هي : بالتأكيد.. وإذا ما كان هذا ممكنا، فلماذا لا تتبناه جهة واحدة متحدثة فعلا باسم التحرير أو اسم تختارونه. وإذا لم يكن هذا ممكنا فأنا أتساءل: كيف لم يحدث هذا التآلف ووضوح الرؤية بعد ستة أشهر أو يزيد من 52 يناير؟ ألا يعد هذا تباطؤا؟! وإذا كان التباطؤ قد حدث منا وفينا نحن، فلم نعيب هذا التباطؤ علي القائمين علي أمر البلاد؟.. (نعيب زماننا والعيب فينا).. ومهما يكن من أمر، فلا يجب بحال من الأحوال أن نسمح بالهجوم علي المجلس العسكري الأعلي باعتباره في الوقت الحالي وربما دائما هو حامي الحمي حافظ علي دماء أبنائنا وسوف يفعل هذا دائما بإذن الله فكيف نسمح بأن نقف منهم موقف الأعداء؟!.. ببساطة إن هذا يعني تحطيم ما قمنابه لكي تنتكس الثورة بأيدينا نحن لنرجع كثيرا كثيرا إلي الوراء والله المستعان!