قبل أن يعلن الدكتور عصام شرف التشكيل النهائي للوزارة الجديدة، أعلنت لجنة السلطة التشريعية بمؤتمر الوفاق القومي برئاسة المستشار أحمد الفضلي رفضها هذا التشكيل، ووصف أعضاء اللجنة التشكيل الجديد بأنه يعتمد علي أهل الثقة والمجاملات الموجهة لبعض القوي السياسية، وتساءل أعضاء اللجنة أين شباب الثورة الذين غيروا وجه مصر من هذا التشكيل، ولماذا تصر حكومة شرف علي اختيار أشخاص محسوبين علي النظام السابق، وتعدت أعمارهم السبعين. واتهمت اللجنة السياسات الحالية لحكومة شرف بأنها صورة بالكربون من سياسات حكومة الحزب الوطني السابقة. أسئلة مشروعة من وجهة نظري، فأيا كان الأشخاص الذين سيتولون الحقائب الوزارية، فمن حق الشعب أن يعرف أسباب اختيارهم، حتي نتأكد من أننا تخلينا بالفعل عن "شفافية" النظام السابق، وأن الثورة أصبح لها "شفافية" جديدة في التعامل مع الشعب. وفي ظل مناخ ضبابي يخيم علينا من كل اتجاه، أجد أن اتهام اللجنة للحكومة بأنها صورة طبق الأصل من حكومات العهد البائد اتهامات أيضا مشروعة، فلا يخفي علي أحد ان خروج الشعب إلي الشارع كان من أسبابه الغموض الذي يحيط أي قرار يتم اتخاذه، وأنه لا توجد معايير واضحة للاختيار. كما أن تساؤل أعضاء اللجنة أين شباب الثورة الذين غيروا وجه مصر من هذا التشكيل، تساؤل مشروع، فتقديم الشباب وتبوؤهم مناصب الوزراء والمحافظين، معناه أننا بدأنا المسير في الاتجاه الصحيح، فبدون الشباب لن يكون هناك تقدم للأمام من أجل مستقبل واعد لمصر، وتسليم الراية للشباب معناه أن التغيير الذي ننشده قد بدأ، فكلما اغتنمت الدول طاقات شبابها في كل المجالات، زاد إنتاجها وحققت أهدافها. ليطمئن الجميع، ويشعر الناس بأن مسيرة التغيير الحقيقية قد بدأت، أتمني أن يخرج الدكتور عصام شرف إلي الناس ببيان يشرح فيه أسباب اختياره، ولماذا قبل من قبل، ولماذا رفض من رفض.