أسعدني أن يحصل الكاتب الكبير أحمد رجب علي جائزة النيل وهي أعلي جائزة أدبية في مصر، فقد قدم الكثير من الجهد في مجال الكتابة الساخرة التي ترسم الابتسامة علي الوجوه، وهو يعبر بقلمه الساخر عن كل ما يجري علي الساحة من أمورنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية بأسلوب أدبي متفرد. وأذكر أنني كنت شديد الإعجاب بكتاباته عندما دخلت عالم الصحافة، حتي أنه خطر ببالي وقد وجدت أن الأدب العربي يكاد يخلو من أدب الخيال العلمي، خطر ببالي أن يكتب عدد كبير من كبار أدباء مصر قصة تتناول هذا اللون من الأدب، وتخيلتهم يقومون برحلة إلي القمر، وعرضت الفكرة علي بعض الأدباء فرحبوا بها، وبدأ كتابة الحلقة الأولي الأديب الكبير محمد عبد الحليم عبد الله، ثم الأديب الكبير أمين يوسف غراب، وعرضت علي أحمد رجب أن يكمل إحدي حلقات هذه الرواية، وكتب فصلاً جميلاً، وقابلني بعدها الفنان حسين بيكار الذي أبدي إعجابه بفكرة الرواية وبالفصل الذي كتبه أحمد رجب، وكانت فرصة أن أعرض عليه كتابة فصل من فصول هذه الرواية ووافق هو الآخر، واكتملت هذه الرواية بخاتمة كتبها الكاتب الأديب يوسف الشاروني.. ولا أعرف لماذا تداعي إلي ذهني عندما سمعت بحصول كاتبنا الكبير أحمد رجب علي جائزة النيل تساؤل حول فلسفة الضحك.. ولماذا نضحك؟ وتذكرت الكتاب الرائع للصديق الراحل الدكتور أحمد مستجير، والذي نال هو الآخر هذه الجائزة.. فقد ألف كتاباً جميلاً تحت عنوان (علم اسمه الضحك).. وفيه يستعرض أسباب الضحك من الناحية العلمية، ويشير إلي كلمة الرئيس الأمريكي الأسبق جون كيندي الذي يقول: هناك ثلاثة أشياء حقيقية: الله، وحماقة البشر، والضحك. الأول والثاني أبعد من إدراكنا.. علينا إذن أن نفعل ما نستطيعه مع الثالث.. وحول الذي يضحكنا يقول توماس فيتس: إن النكتة تصبح ظريفة عندما نتوقع شيئاً ويحدث غيره تبدأ النكتة.. فنتوقع مانتوقعه بالمنطق والعاطفة وبخبرتك السابقة، وبإعمال ذهنك، وإذا بكل هذا يتحول فجأة إلي عواطف وفكر آخر، هذا التناقض هو مايسبب الضحك.. أنت تسمع صديقك يقول: من يضحك أخيراً.. فتتوقع من خبرتك السابقة الجملة ستكون: يضحك كثيراً.. ولكنك تفاجأ به يقول: إنسان بطئ التفكير.. فتضحك كثيراً و.. ما أكثر النظريات حول ظاهرة الضحك.. و.. مهما يكن من شيء فأحمد رجب يستحق الجائزة عن جدارة.. فقد قدم الكثير من العطاء الذي جعل الجائزة تسعي إليه.