قضاة الملاعب خلصوا علي بعض

بلغت الأخطاء التحكيمية، منذ بداية الموسم الحالي 2016-2017، حداً مفزعاً لا يمكن السكوت عنه، حتي أن صحفاً عالمية أفردت مساحات للحديث عن فضيحة تحكيمية مصرية فعلها وبطلها إبراهيم نور الدين باحتساب ضربة جزاء فريدة من نوعها للأهلي أمام مصر المقاصة، لدرجة أن الميرور البريطانية والآس الأسبانية والنسخة الإيطالية من موقع سكاي سبورت، أجمعوا علي أن ما فعله نور الدين هو أسوأ قرار باحتساب ضربة جزاء في تاريخ كرة القدم.
غير أن المستوي المتدني للحكام يتضاعف سوءًا بسبب الصراعات بين خبراء التحكيم، فكل منهم عينه علي رئاسة لجنة الحكام نظراً لما في المنصب من نفوذ وعلاقات أوسع مع كل رؤساء الأندية، فضلاً عن اكتساب صفة مراقب دولي وما يعنيه ذلك من بدلات وفسح وسفريات خارجية بدعوات من الفيفا. ويتجلي هذا الصراع في ظهور دائم علي الفضائيات من قبل حكام قدامي مثل جمال الغندور وأحمد الشناوي، للحديث عن أخطاء الحكام وإبرازها مما يساعد في سكب مزيد من الزيت علي نار غضب مدربي ومسؤولي الأندية المتضررة، مما جعل الهجوم علي الحكام عقب أي مباراة أمراً مألوفاً، بما يهدد المسابقة برمتها، ولكن لو كان هؤلاء يبحثون عن المصلحة العامة فعلاً لتفرغوا لإعطاء محاضرات ونقل خبراتهم للحكام.
وفي الوقت الذي قالت فيه لجنة الحكام الرئيسية باتحاد الكرة إن ظهور ناصر عباس عضو لجنة تطوير التحكيم باتحاد الكرة، كمحلل لأداء حكام الدوري عبر شاشة إحدي القنوات الفضائية، يحول بينه وبين الاستمرار بلجنة الحكام، وانتهي الأمر بتمسك عباس بالعمل في مجال التحليل بالاستوديوهات الفضائية، فإن وجيه أحمد عضو لجنة الحكام الرئيسية باتحاد الكرة أيضاً يعمل كمحلل لأداء الحكام عبر شاشة نايل سبورت ، ومع ذلك فهو مستمر بعمله في اللجنة، بل والأسوأ أن هناك من يضع نفسه موضع الشبهة ويعرض تاريخه كله لاتهامات بالرشاوي والفساد مثل أحمد الشناوي الذي عمل بعد انتهاء مسيرته التحكيمية كمحلل أداء فني للحكام علي قناة الأهلي وهو ما يكشف عن ميوله وعدم حياده طوال السنوات التي ارتدي فيها عباءة قاضي الملاعب.
ويُضاف إلي الحكام القدامي مرتضي منصور، رئيس نادي الزمالك، الذي أقال رئيس الحكام في لجنتين متتاليتين هما لجنة وجيه أحمد وجمال الغندور، وها هو بمساعدة الغندور والشناوي يوجهان الضربة القاضية للجنة رضا البلتاجي، بعدما تم الاتفاق مع هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة علي رحيل البلتاجي ولجنته في يناير المقبل، ليبقي جهاد جريشة والمساعد تحسين أبو السادات حيث سيشاركان في كأس الأمم الأفريقية المقبلة بالجابون.