يخضع الأشخاص المائة المرشحون لمهمة الإقامة الدائمة علي سطح المريخ لاختبار في الأشهر الستة المقبلة، يشكّل المرحلة الثالثة من اختيار الأفضل من بينهم لهذه المهمة الفريدة من نوعها والمثيرة للجدل، وتقدّم حتي الآن 200 ألف شخص من 140 بلدا في العالم للمشاركة في هذه المهمة التي تقضي بإرسال فريق إلي كوكب المريخ، في رحلة ذهاب فقط، ليقيموا هناك إلي الأبد وينشئوا مستعمرة بشرية، وهو مشروع تقوم عليه شركة مارس وان الهولندية. والسبب في كون الرحلة رحلة ذهاب من دون إياب، هو أنّ التقنيات العلمية المتوفرة حاليا تتيح الهبوط علي كوكب المريخ، لكن لا تتيح الإقلاع منه للعودة إلي الأرض، لأنّ جاذبيته كبيرة، بخلاف القمر ذي الجاذبية الصغيرة الذي يمكن الإقلاع منه. ويدرك المشاركون في هذه المهمة أنهم ذاهبون بلا عودة، وأن عليهم تدبير أمورهم علي كوكب المريخ، من حيث بناء مساكنهم الصغيرة التي تقيهم من جو المريخ وحرارته، وأن يبحثوا عن الماء، وأن ينتجوا الأوكسيجين، وأن يزرعوا طعامهم داخل حجرات مغلقة. ولا يبدو أن هذه المتطلبات الضرورية لحياة البشر سهلة التحقيق علي سطح كوكب قاحل ذي غلاف جوي غني بغاز ثاني أكسيد الكربون، حيث متوسط درجة الحرارة 63 درجة مئوية تحت الصفر، وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية؛ إن الشركة طرحت علي المرشحين سؤالا حول استعدادهم ليصبحوا من أكلة لحوم البشر إن استدعي الأمر ذلك للبقاء علي قيد الحياة.