صراع الانسان نحو غزو الفضاء ابدا لن ينتهي وإذا ما طال سباق البقاء للإنسان، فعليه أن يحتل كوكبا آخر. إن كان من خلال إفراغ الأرض من سكانها أو عبر انتهائها بفعل ضعف مقاومتها لمشاكل الطبيعة. المريخ هو الكوكب الأمثل للعيش في مجرتنا الشمسية، ولكن هناك الكثير من الكواكب التي تحيط بنجوم أخرى خارج المجموعة الشمسية وقد تكون خير بديل للأرض. ولكن ما هي التكنولوجيا اللازمة لذلك؟وما الذي نحتاجه اذا اردنا العيش في الفضاء؟ رحلة فضاء أوروبية للتأكد من وجود حياة على المريخ انطلقت مركبة فضاء أوروبية إلى المريخ في مهمة يأمل العلماء في أن تساعد في الإجابة على أحد أهم الأسئلة في تاريخ علم الفضاء، وهو هل هناك حياة على كواكب أخرى غير الأرض أم لا؟، وقد انطلقت المركبة – التي تعد رحلتها جزءا من برنامج " إكسو مارس" الأوروبي الروسي المشترك – من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان على متن صاروخ "بروتون" في الساعة 09:31 بتوقيت غرينتش الاثنين، وتستغرق الرحلة سبعة أشهر عبر الفضاء. وتحمل المهمة مسبارا فضائيا لدراسة الغازات النزرة مثل الميثان حول المريخ ومسبارا آخر لاختبار التقنيات المطلوبة لمركبة أخرى تابعة للبرنامج نفسه من المقرر أن تزور المريخ في 2018. وكان مسبار الفضاء "كيوريوسيتي" التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" قد عثر في نهاية 2014 على آثار غاز الميثان في الغلاف الجوي، وهي المادة التي تعني بقوة إمكانية وجود حياة على الكوكب الأحمر، ويعتقد العلماء أن الميثان ربما أنه نتج عن كائنات حية دقيقة انتهى وجودها قبل ملايين السنين وتركت غازا مجمدا أسفل سطح الكوكب، أو أن بعض الكائنات المنتجة للميثان لا تزال على قيد الحياة. وقال رولف دي غروت، رئيس مكتب تنسيق استكشاف الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، لرويترز إن "إثبات وجود حياة أو أنه كانت هناك حياة على المريخ سيظهر أن الأرض ليست منفردة في وجود حياة عليها، وهذا سيزيد بكثير من احتمال أن هناك أماكن أخرى في الكون يوجد عليها حياة أيضا". ومن المقرر أن تنطلق المهمة الثانية "لاكسو مارس" في عام 2018 وستحمل مسبارا أوروبيا على سطح المريخ، وسيكون المسبار الأول الذي بإمكانه الانتقال عبر سطح الكوكب والحفر في الأرض لجميع وتحليل عينات من الكوكب الأحمر.
تربة المريخ القاحلة قد تُنبت الطماطم و9 غلال أخرى نجح باحثون في جامعة هولندية من استخدام تربة تحاكي في تركيبتها تلك الموجودة على سطح المريخ لزرع نباتات يستعملها الإنسان في غذائه. بحوث قد تزيح عقبة جديدة من طريق "استيطان" البشر لكوكب المريخ. لكل من شاهد فيلم "المريخي" (The Martian – 2015) ومحاولات رائد الفضاء مارك واتني (الذي أدى دوره مات ديمون) لزرع بطاطا على سطح المريخ قد تتحقق فعلا على أرض الواقع، والخيال العلمي الذي جاء به الفيلم قد يصبح حقيقة علمية بفضل جهود باحثين من جامعة واغنينغن الهولندية. بحسب فرانس برس. وقام هذا الفريق من الباحثين بزراعة نباتات في تربة تشبه في تركيبتها تلك الموجودة على أقرب جُرمين للأرض: المريخ والقمر. وشملت التجربة عشرة نباتات من بينها الطماطم والبازلاء والشيلم المزروع (أو حبوب الجاودار) وغيرها. وبدأت التجربة في أبريل/نيسان من العام الماضي ودامت ستة أشهر. وتحمل النتائج بشرى لكل من يريد "استيطان" المريخ، فإنتاج الكتلة الحيوية في التربة التي تحاكي تربة المريخ كان أقل مما تنتجه تربة كوكب الأرض، لكن الفرق يبقى ضئيلا بحسب قائد فريق البحث، الدكتور فيغر واملينك. ويضيف واملينك "شكل الأمر مفاجأة حقيقية بالنسبة لنا. لقد أظهرنا أن التربة التي تشبه تلك المتواجدة في المريخ تملك قدرات واعدة إذا تم تحضيرها وسقيها بالطريقة الصحيحة"، ولمحاكاة التركيبة الكيميائية لتربة المريخ والقمر، استقى فريق البحث عينات كافية من أوعر المناطق على سطح الأرض: من بركان في جزر هاواي يشبه المريخ ومن صحراء أريزونا الأمريكية التي تضاهي قحولة القمر. تم خلط هذه الأتربة بعشب مقصوص ثم وضعت في صواني لتسهيل سقي النباتات المزروعة فيها. وتضمنت صواني أخرى عيناتِ مقارنة تحتوي على تربة أرضية عادية مع سماد. وتمكن الباحثون من زرع تسع غلال غير الطماطم وهي الفجل والسبانخ والبازلاء والرشاد والثوم المعمر والشيلم المزروع (أو حبوب الجاودار) والكينوا والجرجير المزروع (أو الكثأ) والكراث (أو البقل)، لكن، على الإنسان أن يتريث قبل أن يرى فعلا نباتات تنمو على سطح المريخ أو القمر، فالتجربة يجب أن تمر بسلسلة من التحقيقات والاختبارات كما هو معهود في عالم الاكتشافات والعلوم. إذ لم تنشر بعد جامعة واغنينغن وفريق البحث نتائج التجربة في مجلة علمية متخصصة، رغم أن الإعلان جاء من مركز بحث واغنينغن ذي المصداقية الكبيرة والسباق في المجال. ويفرض المنهج العلمي التحقق من نتائج أي تجربة من طرف ثلاثة زملاء متخصصين قبل نشرها في مجلة علمية. هذا المسار قد يأخذ عدة أشهر. بالإضافة إلى ذلك، الدراسة تحاكي تركيبة تُربتيْ المريخ والقمر فقط، ولا تهتم بالظروف الأخرى على سطح الجُرمين كالإشعاعات الفضائية القوية ودرجات الحرارة التي قد تكون عالية أو منخفضة بشكل كبير. فقد نمت النباتات خلال الدراسة في دفيئة من زجاج وضمن الغلاف الجوي للأرض مع احترام درجات حرارة ورطوبة وإضاءة مستقرة. لكن فيغر واملينك يشرح : "عندما تتم عملية زرع تلك النباتات في المريخ والقمر، نتوقع أن تكون في غرف تحت السطح لحماية النباتات من الظروف القاسية هناك". غير أنه يبقى من الصعب توقع مدى تأثير ظروف كوكب آخر على العملية، ويظل الهاجس الأكبر أمام هذه التجربة هو تحديد ما إذا كانت النباتات التي زرعت قابلة للأكل أم لا "فتربة المريخ تحتوي على معادن ثقيلة كالرصاص والزئبق والكثير من الحديد" يقول فيغر واملينك. وتكمن أهمية تجربة جامعة واغنينغن، ورغم المشاكل التي ما زالت معلقة، في أنها تثبت مرة أخرى أن الإنسان يقترب بخطى ثابتة نحو توفير غذائه في المريخ وزرع خضر ونباتات في الفضاء. وكان فريق من العلماء نجح العام الماضي في زراعة خضراوات في المزرعة الفضائية المتواجدة في محطة الفضاء الدولية، والتي بدأت العمل في 2002 في مهمة هي الأولى من نوعها، وهي دراسة وتطوير التكنولوجيات اللازمة لنمو النباتات في ظروف خاصة متعلقة بالجاذبية والمتغيرات الأخرى في مدار الأرض.
مستعمرة فابلة للسكن على المريخ لدينا اليوم مستعمرة في الفضاء وهي محطة الفضاء العالمية، ولكنها تبعد 360 كيلومترا فقط عن الأرض وتحتاج إلى إعادة إمدادها بالموارد بين الحين والآخر، ومع العلم بأن التكنولوجيا المستخدمة في هذه المحطة قابلة للعب دورها في مشروع السكن في الفضاء، إلا أن بناء مستعمرة كاملة على سطح كوكب جديد يبرز تحديات جديدة. مسكن صناعي أول المتطلبات للسكن في الفضاء، هو إيجاد مسكن، وبيئة مناسبة تستطيع الحفاظ على الضغط الجوي، وتحافظ على كمية الأكسجين في الهواء وعلى الحرارة، وتحمي السكان من الإشعاعات. بالطبع لا بد أن يكون هيكلا كبيرا وثقيلا. ولكن إطلاق أجسام ثقيلة يبدو أمرا صعبا ومكلفا. البديل لذلك يكمن في حمل "صندوق عدة" من الأرض لتصنيع مسكن باستخدام الموارد المتوفرة والمكتسبة. تحديدا، الطابعات الثلاثية الأبعاد التي يمكن أن تستخدم في تحويل المعادن الموجودة في التربة إلى هياكل فيزيائية. وقد بدأنا بالفعل باستخدام هذه الطابعات، فوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، قد أرسلت طابعة ثلاثية الأبعاد إلى محطة الفضاء العالمية لتثبت أنها تعمل في مناطق انعدام الجاذبية، كما قامت شركة خاصة باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لمواد خام متوفرة في عينة مادة "الأستيرويد" الغنية بالمعادن والموجودة على الأرض.
الحفاظ على المواد السائلة عندما يبنى المسكن، سيحتاج السكان إلى الماء والأكسجين والطاقة والغذاء، اذا افترضنا أن المسكن بني في كوكب لا يمتلك هذه الموارد. الماء أساسي للحياة كما نعلم، ولكنه قد يستخدم أيضا في الحماية من الإشعاعات وفي صناعة مواد تتفاعل نع بعضها لإنتاج الطاقة. سيحتاج المسكن الجديد إلى حمل كمية معينة من المياه وإعادة تدوير جميع الموارد المائية المهدرة، وهذا ما يحدث بالفعل في محطة الفضاء العالمية، حيث لا تهدر قطرة مياه واحدة، ولكن علينا أيضا استخراج المياه من الكوكب المسكون. وتوفر المياه أيضا موردا للأوكسجين، إذ يقومون في محطة الفضاء باستخدام وسيلة استخراج الأكسجين من الماء عبر فصله عن الهيدروجين، كما تسعى ناسا إلى إيجاد طرق تقنية لإعادة توليد الأكسجين من منتجات الغلاف الجوي، كثاني أكسيد الكربون الذي نطلقه في عملية الزفير. زراعة الطاقة انتاج الطاقة في المستعمرة الجديدة هو الأمر الأسهل بفضل الألواح الضوئية التي تعمل على الطاقة الشمسية. ولكن ذلك يعتمد على موقع كوكبنا الجديد، فقد نحتاج إلى تطوير هذه التكنولوجيا بشكل أكبر. فوفقا للمسافة التي تبعد الأرض عن الشمس، فإننا نستطيع الحصول على 470 واط من الطاقة الكهربائية لكل متر مربع من الخلايا الشمسية. ولكن هذا القدر أقل على سطح المريخ بسبب بعده عن الشمس وسمك غلافه الجوي الذي يحجب أشعة الشمس، كما أن أجواءه تعج بالعواصف الرملية التي تحجب ضوء الشمس، ولكننا اكتشفنا أن الرياح على المريخ تقوم بإزالة الغبار بشكل دوري. إضافة إلى ذلك، فعلينا أن نزرع الكوكب الجديد، كي نحقق الاكتفاء الذاتي، وكي نحول ثاني أكسيد الكربون إلى أكسجين صالح للتنفس، فالزراعة على الأرض أمر سهل لأن البيئة كانت صالحة للزراعة منذ آلاف السنين وقد اعتادت النباتات عليها، أما في الفضاء فالأمر قد يكون أكثر صعوبة، والحل الأمثل لذلك قد أثبت على الأرض، وهو استخدام طريقة "الزراعة المائية"، أي الزراعة بدون استخدام تربة، وقد تمت تجربتها على نباتات الخس والبصل الأخضر والفجل. التغير المناخي التحدي الأخير للعيش على الفضاء هو الحفاظ على مناخ صالح للحياة، فتركيبة الغلاف الجوي والمناخ في الفضاء مختلفان عن الأرض. علما بأن القمر لا يحتوي على غلاف جوي والغلاف الجوي للمريخ يتكون معظمه من ثاني أكسيد الكربون، فإن السكان سيحتاجون إلى عزل أنفسهم في بيوت مغلقة، وإلى ارتداء سترة الفضاء في حال أرادوا التنزه. حل آخر لهذه المشكلة، يكمن في تغيير مناخ الكوكب المسكون، ونحن بالفعل بدأنا بدراسة الهندسة الجيولوجية لمعالجة التغير المناخي على سطح الأرض. ولكن ذلك سوف يحتاج لجهد كبير مع استخدام تقنيات مشابهة في كواكب أخرى كالمريخ. فالطرق الممكنة تشمل الهندسة البيولوجية للكائنات الحية، لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى أكسجين في الغلاف الجوي، أو جعل قطبي كوكب المريخ مظلمين للتقليل من انعكاس أشعة الشمس عليهما وزيادة درجة حرارة سطح الكوكب.
روسيا:نستطيع الوصول للمريخ في 45 يوماً فقط أعلن خبراء روس أنهم قادرون على ابتكار المحرك النووي الفريد من نوعه والذي سيسمح لملاحين فضائيين بالوصول إلى كوكب المريخ في غضون شهر ونصف فقط، أي خلال 45 يوماً ليس أكثر. وأكد الخبراء في مؤسسة «روس آتوم» الحكومية الروسية للطاقة النووية أنهم يعملون على اختراع محرك دفع نووي لا مثيل له في العالم حاليا، مشيرين إلى أنه سيمكن رواد الفضاء من الوصول إلى الكوكب الأحمر في 45 يوماً. وتجدر الإشارة إلى أن الطريق إلى المريخ من خلال استخدام التكنولوجيات الفضائية الحالية يستغرق عاماً ونصف العام. كما قال الخبراء إن ابتكارهم المستقبلي سيكون مزودا بكمية من الوقود كافية لإيصال الملاحين الفلكيين إلى المريخ وعودتهم إلى الأرض، والأمر هذا غير وارد في أيامنا هذه. وكان تقرير صادر عن وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» قال إن الوصول إلى كوكب المريخ لا يزال أمراً بعيد المنال، حيث شددت على العوائق الكثيرة التي لا يزال ينبغي تجاوزها قبل ان يتمكن الإنسان من الهبوط على أرض المريخ. لكن الوكالة أكدت امكانية «حل» هذه الصعوبات لكنها لم تحدد أي موعد لمهمتها الأولى إلى المريخ أو كلفتها المحتملة. ويشير المسؤولون حتى الآن بشكل عام إلى العام 2030 كموعد محتمل للوصول إلى الكوكب الأحمر. وأعرب تشارلز بولدن رئيس «ناسا» عن تفاؤله مؤكدا ان «الوكالة لم تكن يوما قريبة مثلما هي الآن من ارسال رواد أمريكيين إلى المريخ»، مشددا أيضا على أهمية التعاون مع شركاء دوليين والقطاع الخاص في هذا المشروع. وجاء في التقرير ان «العيش في الفضاء والعمل فيه يتطلبان تقبل المخاطر إلا ان الأمر يستحق ذلك. والهدف قابل للتنفيذ». والمخاطر كثيرة خلال الرحلة إلى المريخ التي قد يمضي رواد الفضاء خلالها ثلاث سنوات في الفضاء، فإلى جانب الإشعاعات الكونية التي تزيد كثيرا من مخاطر الإصابة بالسرطان، فان غياب الجاذبية خلال فترة طويلة يؤدي إلى تراجع في كثافة العظام وكتلة العضلات وضعف في النظام المناعي، بحسب ما جاء في تقرير «ناسا» المكون من 36 صفحة. ويقول التقرير إنه ينبغي على «ناسا» تطوير بزات جديدة منها تلك المخصصة للسباحة في الفضاء وتطوير نظام دفع كهربائي للمركبة يعمل بالطاقة الشمسية، وهي بحاجة أيضاً إلى استحداث نظام هبوط للمركبة البالغ وزنها عدة أطنان وهو أمر معقد جدا على ما يجمع الخبراء، فالمركبة الأثقل التي نجحت الناسا في جعلها تهبط على سطح المريخ هي المسبار كوريوسيتي البالغ وزنه طنا، كذلك ينبغي ان تكون المركبة قادرة على الاقلاع من على سطح المريخ. واوضح التقرير ان «رفع كل هذه التحديات سيكون أساسيا للقيام بمهمة على المريخ»، مشيرا إلى استراتيجية بثلاث مراحل، حيث بوشرت المرحلة الأولى مع رواد فضاء يتناوبون على مهمات طويلة في محطة الفضاء الدولية من بينهم أمربكي وروسي سيبقيان مدة سنة فيها لدرس انعكاسات الإقامة المطولة في الفضاء على جسم الإنسان. يشار الى أن المريخ هو الكوكب الرابع في البعد عن الشمس في النظام الشمسي وهو الجار الخارجي للأرض ويصنف على أنه كوكب صخري، من مجموعة الكواكب الأرضية (الشبيهة بالأرض). ويبلغ قطر المريخ حوالي 6800 كلم وهو بذلك مساو لنصف قطر الأرض وثاني أصغر كواكب النظام الشمسي بعد عطارد. وتقدر مساحته بربع مساحة الأرض. يدور المريخ حول الشمس في مدار يبعد عنها بمعدل 228 مليون كلم تقريبا، أي 1.5 مرات من المسافة الفاصلة بين مدار الأرض والشمس. ويعتقد العلماء أن كوكب المريخ احتوى على الماء قبل 3.8 مليار سنة، مما يجعل فرضية وجود حياة عليه متداولة نظريا على الأقل. وفيه جبال أعلى من مثيلاتها الأرضية ووديان ممتدة، وبه أكبر بركان في المجموعة الشمسية يطلق عليه اسم «أوليمبس مونز".
في ذكرى ميلاد جاجارين.. 40 متطوع للسفر إلى المريخ بلا عودة يخضع حاليًا 40 شخص تم اختيارهم من جميع أنحاء العالم، لتدريبات مكثفة من أجل التاقلم على الحياة في الفضاء، استعدادا لرحلة «مارس 1» المتجهة إلى كوكب المريخ بلا عودة، ويتعلم هؤلاء العيش وفقًا لمنظومة تحدي الغذاء والماء والأكسجين والهواء، وتمارين الجسم والعقل والتفاعلات الاجتماعية والدعم الطبي والتحكم في المناخ. غزو بشري للمريخ وكانت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، قد أعلنت عن رغبتها في خلق حضور بشري على المدى الطويل، فوق سطح المريخ، وإرسال البشر لبحث كيفية استمرار الحياة على هذا الكوكب المجاور للأرض العام الماضي. ومازالت «ناسا» مستمرة في دراسة ظروف الحياة على سطح الكوكب الأحمر، وأطلقت الإثنين الماضي، صاروخًا من منشآتها في «والوبس فلايت» بولاية فرجينيا، يحمل 3 مشروعات تكنولوجية لدراسة الفضاء، وقالت على موقعها الإلكتروني، إن الصاروخ يحمل 3 تكنولوجيات جديدة لدراسة ظاهرة انعدام الجاذبية في الفضاء الخارجي. ويتم حاليًا اختيار ما بين 4 أو 6 أشخاص كدفعة أولى للسفر بلا عودة إلى كوكب المريخ، ليقيموا مستعمرة إنسانية هناك عام 2021، ثم تلحق بهم دفعة أخرى في عام 2023، وبحلول عام 2033 سيكون هناك أكثر من عشرين شخصًا يعيشون ويعملون على سطح المريخ. وحاليا يتم الاستعداد لتوفير أساسيات الحياة الأولى وإرسال 25 ألف كلجم من الطعام إلى جانب قمر صناعي، بينما يتم إرسال مركبة استكشافية عام 2018 لسطح المريخ، للبحث عن أفضل الأماكن للاستقرار على الكوكب، قبيل سفر المتطوعين.
مستوطنون على المريخ وخلال عقد من الزمن يقضي المشروع بأن يكون هناك حوالى 50 من المستوطنين المستكشفين للكوكب، تحضيرًا لإقامة محطة انطلاق للإنسانية نحو بقية المجموعة الشمسية. وفور الإعلان عن رحلات إلى كوكب المريخ بلا عودة كان هناك 78 ألف طلب للسفر، معظمهم من الشباب الذين يبحثون عن فرصة لحياة أفضل وتحقيق أحلام السلام الذي لم يتحقق على سطح الأرض. قدّم الراغبون في العيش على المريخ أسباباً مختلفة دفعتهم للتطوع، منها الحصول على فرصة لإنجاز شيء مميز، لم ينجزوه على الأرض، أو الفرصة لتوسيع آفاق الإنسانية، والرغبة في الحصول على أشكال فريدة من الإثارة، أو تحفيز الجيل القادم بهذه الخطوة الجريئة، أو السعي وراء حلم ما. ويخلف المتطوعين رائد الفضاء والطيار الروسي الراحل يوري جاجارين، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم 9 مارس، أول إنسان يتمكن من السفر إلى الفضاء الخارجي، في 12 أبريل/ نيسان 1961، على متن مركبة الفضاء السوفيتية «فوستوك1» والذي خلدت ذكراه بوضع نصب تذكاري يحمل اسمه على سطح القمر. مستعمرة مارس وان وكما يخضع اليوم المتطوعين المسافرين إلى المريخ لتدريبات قاسية، بدأ العاملون على برنامج الفضاء السوفيتي عام 1960 بعمليات بحث دقيقة للعثور على الأشخاص المناسبين من أجل تدريبهم وتجهيزهم للمهمه المرتقبة، التي ستحدث تغير كبير على الساحة الدولية، ووقع الاختيار على يوري جاجارين من بين 20 آخرين تم تدريبهم على تحمل الظروف النفسية القاسية لنجاح المهمة، وفي ال12 من أبريل 1961، أصبح يوري أول رائد فضاء يرى الأرض من الفضاء الخارجي على متن «فوستوك 1». رائد الفضاء الروسي يوري جاجارين توفي 27 مارس 1968 و كان رائد الفضاء الروسي يوري جاجارين أول إنسان يتمكن من الطيران إلى الفضاء الخارجي والدوارن حول الأرض في 12 أبريل1961على متن مركبة الفضاء السوفيتية «فوستوك 1»، وجاجارين مولود لإحدى الأسر الفقيرة في غرب موسكو في روسيا في التاسع من مارس عام 1934م. عانت أسرته الأمرين خلال الحرب العالمية الثانية وعنيت شقيقته بتربيته، وعانت أسرته أثناء الحرب حيث قام الألمان بأسر أخويه ولم يعودا حتى نهاية الحرب وأثناء عمله في أحد مصانع الحديد والصلب تم اختياره لبرنامج تدريب في معهد التكنولوجيا في مدينة سرتوف ثم التحق بنادٍ للطيران، وتدرب على التحليق بالطائرات الخفيفة حتى استطاع إتقان فنون الطيران بشكل ممتاز مما شجعه على الالتحاق بالكلية الحربية للطيران في سنة 1955 وبعد تلقيه التدريب الكافي على طائرة ميج-15 تم تعيينه في قاعدة جوية بالقرب من الحدود النرويجية في إقليم مورمانسك وفي 1960م. بدأ العاملون على برنامج الفضاء السوفيتى عمليات بحث دقيقة للعثور على الأشخاص المناسبين من أجل تدريبهم وتجهيزهم للمهمة المرتقبة التي ستحدث تغييرا كبيرا على الساحة الدولية، فبرنامجهم لسبر الفضاء يعنى أنهم قد سبقوا أمريكا في أبحاث الفضاء، ووقع الاختيارعلى عشرين شخصا من بينهم يورى ووحضعوا لشتى أنواع الاختبارات الجسدية والنفسية القاسية ثم كان على القائمين في البرنامج السوفيتى أن يختاروا أحد الاسمين الباقيين يورى جاجارين أو جيرمان تيتوف ليكون أول شخص يرسل للفضاء، ووقع الاختيار على قصير القامة يورى جاجارين. وفي الثاني عشر من أبريل 1961 كان يورى أول رجل يرى الأرض من الفضاء الخارجي على متن «فوستوك1»وبعد عودته إلى الأرض سالماً أسرع نيكيتا خروتشوف إلى جعل يورى بطلاً قومياً وأصبح يورى أحد أهم المشاهير،وراح يجول العالم في حملة إعلانية للاتحاد السوفيتى، أبدى أداءً جيداً جدا بتعامله مع الشهرة وعمل بعد ذلك نائباً في المجلس السوفيتى الأعلى إلى أن عاد مجدداً إلى سيتى ستار ليساعد في تصميم مركبة فضاء قابلة للاستعمال لأكثرمن مرة. ووفقاً لطبيعة منصبه الجديد كان عليه أن يقوم بالطيران مجددا على متن ميج-15 و«زي النهارده» في 27 مارس1968وأثناء قيامه بطلعة تدريب روتينية تحطمت طائرته وهو ما أودى بحياته وحياة المدرب الذي كان برفقته. خلّد رائد الفضاء الروسي يوري ألكسيافيتش جاجارين اسمه في سجلات التاريخ العلمي كأول إنسان ينجح في السفر إلى الفضاء الخارجي والدوران حول الأرض، وذلك في رحلته التاريخية على متن مركبة الفضاء السوفيتية "فوستوك1" في الثاني عشر من أبريل عام 1961ن وفي ذكرى وفاته منذ ايام في 27 مارس، نستعرض أبرز اللمحات من حياته. ولد جاجارين في التاسع من مارس عام 1934 بغرب روسيا لأسرة فقيرة حيث عمل والده نجارًا، وزاد على فقر أسرته، معاناتها خلال الحرب العالمية الثانية، حيث فقد اثنين من أشقائه بعد أن أسرهما الألمان ولم يعودا حتى بعد نهاية الحرب، ومع هذه المعاناة أبدى جاجارين مهارة وذكاءً خلال مراحل دراسته وحظى بإعجاب معلميه. التحق بالعمل في أحد مصانع الحديد وأثناء تلك الفترة تم اختياره لخوض برنامج تدريبي في معهد التكنولوجيا في مدينة سرتوف، وخلال فترة تدريبه التحق بنادي الطيران وتدرب على التحليق بطائرات خفيفة، وشجعه اهتمامه بهواية الطيران على الالتحاق بالكلية الحربية للطيران في أورنبيرج عام 1955، وفي تلك الأثناء بدأ الاتحاد السوفيتي في الإعداد لبرنامج فضاء يهدف إلى إرسال بشر لأول مرة للفضاء الخارجي وهو الإنجاز الذي كانت الحكومة السوفيتية تسعى لسبق الولاياتالمتحدة فيه. وقع الاختيار على جاجارين ضمن 20 شخص لتنفيذ برنامج الفضاء السوفيتي، وبعد أن خضع لكافة الاختبارات البدنية والرياضية والنفسية اختير جاجارين من بين العشرون ليصبح أول رائد فضاء في تاريخ البشرية. وعقب عودة جاجارين سالمًا من الفضاء تولى منصب مركز تدريب للطيران، اقتضت طبيعة دوره أن يقوم برحلة على متن الطائراة ميج 15، وفي 27 مارس عام 1968 وخلال إحدى الرحلات التدريبية تحطمت الطائرة التي استقلّها جاجارين نتيجة عطل فني غير واضح السبب مما أودى بحياته وحياة المدرب الذي كان برفقته، وما أثيرت الكثير من الشكوك حول ما إذا كان عملًا مدبرًا.
تم تكريم جاجارين بإدراج اسمه ضمن 14 اسم لرواد فضاء راحوا ضحية البحث العلمي، حيث نحتت هذه الأسماء على لوحة وضعت على سطح القمر جنبًا إلى جنب مع تمثال من الألومنيوم يعرف باسم "رائد الفضاء الفقيد" يبلغ طوله نحو 8.5 سم، والذي يعتبر العمل الفني الوحيد على القمر. مرحبًا بكم في منزل رواد الفضاء على سطح المريخ!
تمكن فريق من العلماء من محاكاة الظروف المعيشية في المريخ على الأرض، في مشروع أطلق عليه اسم Hi-Seas بتمويل من وكالة ناسا. وقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى والثانية من المشروع وتم البدء في الثالثة. المشروع الذي يهدف إلى محاكاة الحياة على الكوكب الأحمر، حيث قام العلماء بمراقبة طاقم في منزل مجهز في هاواي، وقد استمرت المهمة الأولى والثانية أربعة أشهر، بينما ستصل مدة الثالثة ثمانية أشهر، أما المهمة الأخيرة فستستمر سنة كاملة ابتداءًا من شهر أغسطس 2015 وحتى أواخر 2016. المنزل يتسع لستة أشخاص ويشمل كل وسائل الراحة، كما يضم غرفة نوم وحمام ومساحات عمل وحتى غرفة الطعام، وتصل مساحته إلى 11 قدمًا لمنع الخوف من الأماكن المغلقة. التمرين مستمر طيلة المدة المخصصة للمهمة ولا يُسمح للطاقم بالخروج إلا إلى المساحة التي تمثل الفضاء وذلك بعد ارتدائهم بدلات الفضاء المناسبة، تمامًا مثل رواد الفضاء على سطح المريخ في المستقبل، ومن المأمول أن يوفر المشروع بيانات ومعلومات من شأنها أن تكون مفيدة لبعثة مأهولة إلى المريخ في المستقبل. وتمثل الألواح الشمسية الخارجية المحرك للموائل التي تبدو على شكل قبة ذات سقوف عالية تجعلك تشعر بالراحة، وغير بعيد توجد طابعة ثلاثية الأبعاد لإنتاج أدوات جديدة. وقد يعتقد البعض أن العيش على الكوكب الأحمر حلم بعيد المنال، ولكن هذا السيناريو قد لا يكون بعيدًا جدًّا في المستقبل، حيث أن هذه الدراسة تدخل في إطار استعدادات ناسا لأول بعثة إلى المريخ والتي من المتوقع أن تُنظم في 2030.