مالحقناش نفرح أسبوع واحد، بهجمة وزير التعليم علي مدرسة الخلفاء الراشدين بحلوان .. ولمت نفسي علي اندفاعي بالتفاؤل، وفكرت في تعليق يافطة علي سن قلمي " حرمت أتفاءل .. سامحوني" .. أسوة بمعلمي المدرسة الذين هرولوا إلي الوزارة هاتفين "حرمنا ياوزير .. باغتنا تاني وجربنا".. ورفعوا لافتات تأييد لسيادته علي سياسته لإصلاح العملية التعليمية .. يعني علي عقابهم!!.. سائرين في درب أبوس القدم وأبدي الندم!!.. وساقوا عليه النبي، ونائب دايرتهم، وزميله في الوزارة د. سيد مشعل وزير الإنتاج الحربي، ليتشفع لهم عشان خاطر ولادهم .. وطبعا النائب عاوز أصوات، والأصوات عاوزة تشفعات، والتشفعات لازمها يافطات، والتعلب فات فات .. وعفا الوزير عن المحظوظين الذين لم تصدر لهم أوامر النقل كتابية، فقط لمجرد تواجدهم ! د. مشعل أعلن أن تدخله هو من منطلق إنساني، وهو الحفاظ علي استقرار أسرهم .. وهو تبرير مرفوض لأسباب كثيرة .. أولها فشلهم تعليميا وتربويا، ثم علانية الفضيحة، والاعتراف، وأسلوب الاعتذار .. ثم أين الاستقرار وسط الجرسة !!.. وكيف سيواجهون نفس التلامذة .. واي قدوة سيقدمون .. وكيف يستعيدون احترامهم!.. وكنت توقعت معاقبتهم بنقلهم إلي أعمال إدارية، ومنعهم من التدريس .. ولكن انتصرت القبيحة "معلش" تحت ضغط وساطة النائب وضعفه الإنساني أمام أصوات الدايرة!.. وعشان كله يجي ينتخب وهو مبسوط ثم فاجأ د. بدر خمسة مدارس .. وكافأ إحداها بمرتب شهر لانتظام الدراسة وحضور المدرسين ! .. أليس مجرد الحضور هو أدني واجباتهم !!.. ماعلينا .. أرجو في الزيارة القادمة أن تفتش عما يفعله المدرس بحضوره .. ماهي قيمة المنتج – التلميذ - الذي سيخرج من فصله .. اجتمع بالمدرسين وفتش عقولهم، امتحن ثقافتهم وسلوكهم الفردي .. أسألهم كم تلميذ موهوب اكتشفوه ودعموه .. وكم عنيف أو كسول أو مهزوم ساعدوه . فإذا وجدت النتيجة صفراً، فاختم علي باب المدرسة بعنوان قصيدة صلاح جاهين " الدرس انتهي .. لموا الكراريس " التي رثي فيها أطفال بحر البقر .. فما نفعله نحن بأبنائنا فاق قسوة العدو.