الرئيس فى اجتماعه مع المجلس الأعلى للشرطة لا تسامح مع من يحاول المساس بوحدة أبناء الشعب ولا تهاون مع أي تصرفات ذات أبعاد طائفية شهد الرئيس محمد حسني مبارك من منطلق حرصه كل عام علي مشاركة رجال الشرطة الاحتفال بعيدهم التاسع والخمسين والذي يوافق ذكري معركة الشرف لجنود الشرطة بالإسماعيلية ضد جنود الاحتلال البريطاني يوم 25 يناير من عام 1952. في هذا اليوم أيضا يحرص الرئيس مبارك علي تكريم شهداء الشرطة والضباط المتميزين في أدائهم الأمني حيث قام الرئيس مبارك الرئيس الأعلي لهيئة الشرطة بمنح الأوسمة لأسر شهداء الشرطة من الضباط والأفراد والجنود الذين استشهدوا أثناء تأدية واجبهم دفاعا عن أمن الوطن والمواطن وقلد الرئيس أنواط الامتياز للضباط المتميزين الذين يبذلون أقصي جهدهم في خدمة أمن بلادهم. وقد أشاد الرئيس مبارك في بداية خطابه الهام الذي ألقاه بهذه المناسبة بالسجل الوطني المشرف لهذه المؤسسة العريقة وعطائها عبر تاريخ مصر حربا وسلاما بتضحيات رجال الشرطة في المعركة مع الإرهاب والتطرف. وقال الرئيس مبارك في مستهل خطابه يأتي احتفالنا بعيد الشرطة هذا العام وقد تعرضت مصر لهجمة جديدة من قوي الإرهاب استهدفت أمن الوطن واستقراره كما استهدفت وحدة أبنائه من المسلمين والأقباط. وأضاف الرئيس مبارك: لقد جاء العمل الإجرامي الآثم في الإسكندرية ليوحد المصريين جميعا في مواجهة الإرهاب وليدق في عقولنا وضمائرنا جرس الإنذار من جديد كي نتذكر أن مصر كانت وسوف تظل مستهدفة ولكي نستحضر في قلوبنا الجهود المضنية لرجال الشرطة في تصديهم لشرور الإرهاب ومكائده والمسئولية التي ينهضون بها دفاعا عن أمن مصر وأمان شعبها. وقال الرئيس مبارك: إننا إذ نحتفل بالذكري التاسعة والخمسين لأحداث الإسماعيلية نؤكد اعتزاز الشعب بالشرطة ورجالها ونخلد ذكري شهدائهم ونجدد تقدير مصر لجهودهم وتضحياتهم فهم جزء لايتجزأ من أبناء الشعب وهم الساهرون دوما علي أمن الوطن والمواطن. الانتصار مرة أخري لقد خاضت مصر معركتها مع الإرهاب والتطرف منذ سبعينات القرن الماضي وانتصرت عليه وأوضح الرئيس مبارك في خطابه أن مصر خاضت معركتها مع الإرهاب وحدها وقبل أن يتحول إلي ظاهرة عالمية لم يعد أحد بمنأي عن تهديداتها أو محصنا من شرورها وضرباتها. وأضاف الرئيس مبارك: لقد حذرنا آنذاك من الإرهاب ومخاطره فلم يستمع أحد لتحذيرنا بل ومنحت دول صديقة حق اللجوء لإرهابيين لطخوا أيديهم بدماء المصريين فأصبحت بلادهم ملاذا آمنا لإرهاب أعمي سرعان ما امتدت إليهم عملياته ومخاطره وطالتهم مخططاته وشروره. وأشار الرئيس مبارك: لقد استهدف الإرهاب المصريين في أرواحهم وفي أرزاقهم واستهدف مصر برمتها فسعي واهما للتأثير علي مواقفها من قضية السلام ولعرقلة جهودها للنمو والتنمية والمستقبل الأفضل. تلك هي أهداف الإرهاب ومخططاته ضد مصر وشعبها وكما أوضح الرئيس مبارك فإن جهاز الشرطة ومؤسسات مصر الأمنية استطاعت توجيه ضربات موجعة لقوي الإرهاب والتطرف، تراجعت معها أعمالهم الإجرامية إلا من عمليات متفرقة تطل علينا بين الحين والحين.. ووصف الرئيس مبارك العملية الإجرامية الأخيرة بالإسكندرية بكونها محاولة يائسة للإرهاب للعودة بشروره إلي أرض مصر بمدخل جديد ونهج وأسلوب جديد يحاول الوقيعة هذه المرة بين الأقباط والمسلمين ويسعي إلي شق صفهم والنيل من تماسكهم ووحدتهم كأبناء وطن واحد تعرض عبر السنوات الماضية لإرهاب لايعرف وطنا أو دينا ولم يفرق يوما بين أرواح ودماء قبطي أو مسلم. وأضاف الرئيس مبارك: نهج وأسلوب جديد لإرهاب غريب عن مجتمعنا يحمل بصمات أصابع خارجية يستدعي لأذهاننا أشكالا دموية للإرهاب لا عهد لنا بها ويلفظها المجتمع المصري بشخصيته وقيمه وتراثه وثقافته.. وأكد الرئيس مبارك ثقته في رجال الشرطة ومؤسساتنا الأمنية وفي أبناء الشعب أقباطا ومسلمين بأن مصر ستنتصر مرة أخري في معركتها مع الإرهاب وسنلحق به الهزيمة من جديد ولن نسمح للإرهاب بزعزعة استقرار مصر أو ترويع شعبها أو النيل من وحدة مسلمينا وأقباطنا.. وقال الرئيس: ولن نزداد إلا تصميما علي محاصرته وملاحقته وقطع يده واقتلاع جذوره.. خندق واحد لقد أثبتت مصر عبر تاريخها أنها أقوي من الشدائد والمحن وأننا شعب متماسك وعنيد تصقل معادنه وتوحده المخاطر والتحديات.. وكما أوضح الرئيس مبارك في خطابه.. أن العمل الإرهابي الأخير لابد أن يستدعي ذلك في عقول ووجدان المصريين وضمائرهم.. فلقد جاء ليذكرنا بأننا جميعا في خندق واحد وأننا جميعا مصريون قبل أي شيء يجمعنا التاريخ والمصير والوطن الواحد.. كما جاء امتزاج دماء الأقباط والمسلمين في الإسكندرية ليطرح أمامنا من جديد أن مصر هي المستهدفة في أمنها واستقرارها وفي حاضر ومستقبل شعبها مسلميه وأقباطه. الاستقواء بالأجنبي مرفوض وأوضح الرئيس مبارك: »لقد أرسي الدستور مبدأ المواطنة كأساس وحيد لمساواة كافة المصريين في الحقوق والواجبات وأقول بعبارات لا تحتمل الجدل أو التأويل إنني لن أتسامح مع من يحاول المساس بوحدة أبناء الشعب والوقيعة بين الأقباط والمسلمين ولن أتهاون مع أية تصرفات ذات أبعاد طائفية من الجانبين علي السواء وسأتصدي لمرتكبيها بقوة القانون وحسمه. وأضاف الرئيس مبارك: »وأقول للقلة من أبنائنا دعاة الاستقواء بالأجنبي إن دعواهم مرفوضة وتأباها كرامة مصر أقباطا قبل المسلمين. وأقول لمن يطالبون في بعض الدول الصديقة بحماية أقباط مصر أن زمن الحماية الأجنبية والوصاية قد ذهب إلي غير رجعة وأقول لهم إننا لا نقبل ضغوطا أو تدخلا في الشأن المصري وأقول لهم إننا أولي منكم بأقباطنا فهم مصريون قبل أي اعتبار آخر وحماية المصريين كل المصريين هي مسئوليتنا وواجبنا. وقال الرئيس مبارك: لقد شنت دول كبري حروبا استباقية خارج حدودها في أفغانستان والعراق ورفعت شعار الحرب علي الإرهاب وأراقت ولا تزال الكثير من الدماء حماية لأمنهم القومي وأمان شعوبهم. وأكد الرئيس مبارك حرصه وحرص مصر في مكافحة الإرهاب بقوة القانون وحسمه.. وأكد الرئيس مبارك حرصه كل الحرص علي المزيد من ترسيخ حقوق المواطنين وحرياتهم وصون كرامتهم ولكننا سوف نتصدي لدعاة الفتنة ونحاسب المروجين وسوف نتصدي للإرهاب ونهزمه وسنتعقب مرتكبيه ونلاحقهم في الداخل والخارج ولن يفلتوا أبدا من العدالة.. تحية وتقدير وفي ختام خطابه قال الرئيس مبارك: إنني ومعي كل المصريين نتوجه بالتحية والتقدير لرجال الشرطة في عيدهم ونؤكد الاعتزاز بدورهم وتضحياتهم ونقول معا بصوت واحد إن الإرهاب لن يثني مصر عن مسيرتها وسوف نهزمه كما هزمناه من قبل وسنمضي في طريقنا صفا واحدا نحمي أمن مصر القومي وأمن شعبها ونصون وحدة المسلمين والأقباط. تجديد العهد في بداية الاحتفال بالعيد التاسع والخمسين للشرطة ألقي حبيب العادلي وزير الداخلية كلمة أكد فيها أن رجال الشرطة وفي هذه الذكري يجددون العهد بإسهام جاد من أجل صون أمن مصر القومي وحماية أمن وسكينة المواطن وقيم المجتمع ونظامه العام من أجل ترسيخ دعائم الدولة المدنية.. وقال العادلي: لقد تخيرت مصر بقيادة الرئيس مبارك مسار التطور والتحديث خيارا لابديل عنه يتدفق بإرادة وطنية هادرة تجرف في مجراها كل عثرة وكل محاولة لإثارة الفرقة والخلاف بين أفراد المجتمع ومكوناته.. وقد حرص الرئيس مبارك خلال مشاركته رجال الشرطة الاحتفال بعيدهم وبصفته الرئيس الأعلي لهيئة الشرطة علي عقد اجتماع مع المجلس الأعلي للشرطة بكامل هيئته تناول عددا من القضايا المتعلقة بالعمل الوطني خلال الفترة المقبلة وقام أعضاء المجلس في نهاية الاجتماع بتقديم هدية تذكارية للرئيس مبارك بمناسبة العيد السنوي للشرطة.