"مش كلنا بنعرف نرسم، لكن اعتمدنا علي إننا نجمع نفسنا لمجرد تلوين حيطان شوارع المعادي القديمة من جديد بطريقة سهلة، كمبادرة نرجّع بيها شكل المعادي الحلوة، وفي نفس الوقت نبعد عن الرسومات والعبارات السياسية اللي غيرت ملامح الشوارع"، هكذا تحدثت سلوي أحمد، من أعضاء مبادرة "فرشة ودهان"، عن تجربتها مع نحو 50 مشاركا في الحملة لإعادة المعادي القديمة إلي رونقها الجميل. سلوي، أكدت أن بعض أجانب سكان المعادي تجاوبوا مع مبادرتهم في تلوين جدران شوارع المعادي القديمة، وقالت "كُنا 50 مشاركا من شوارع مختلفة في المعادي، ولما بدأنا نتجمع ونلون الحيطان ويسألونا بنعمل إيه ويعرفوا هدفنا، بأن رسالتنا مجرد إحياء حيطان المعادي القديمة، فكتير من الأجانب اللي عايشين في المعادي شاركوا معانا ولونوا الحيطان برغم إن سنهم كبير، وبقوا هما اللي بيدوروا علي العبارات السياسية والمسيئة علي الحيطان ويلونوها ويرسموا مكانها كأنهم فاهمينها". سلوي وأصدقاؤها لم يكونوا بمفردهم، فانضم إليهم مجموعة من طلاب كلية الفنون الجميلة لتلوين جدران كوبري "الفاروق"، يطلقون علي مبادرتهم "تلوين المدينة الرمادية"، بل وانضم إليهم المارة، وسكان منطقة المعادي معبرين عن فرحتهم بالرسومات الزاهية التي تسهم في نشر البهجة والسعادة علي مشاهديها. إبراهيم صابر خليل، رئيس حي المعادي، قرر أن يتخلي عن بدلته الرسمية ويشارك الشباب في تلوين الجدران بابتسامة وجدت طريقها علي وجوههم جميعاً، وقالت مروة ناصر، طالبة بقسم ديكور كلية الفنون الجميلة بالزمالك: "أنا ومجموعة مكونة من 15 شخصاً قررنا نغير واقع المدينة الرمادية اللي بتؤذي العين ونلونها بعيدا عن الشعارات السياسية والألوان الكئيبة"، مشيرة إلي أن تلوين كوبري الفاروق في المعادي لم يكن الأول من نوعه، حيث لونت المجموعة سلم كوبري 15 مايو، وسلم محطة مترو غمرة، وغيرهما من المنشآت الباهتة - علي حد تعبيرها-. 8 ساعات، المدة التي قضاها الشباب في تلوين جدران شوارع المعادي القديمة بمختلف المناطق، ومنها شارع 9 بطوله لأنه أطول شارع في المعادي، ومنطقة بورسعيد بشوارعها، والجولف، وكوبري الفاروق من ميدان الحرية القديم إلي ميدان سوارس، وشارع 77، وغيرها. وتقول أميرة، إحدي المشاركات في الحملة: "خلينا الشوارع كلها ألوان وبهجة، مش برسمات معينة كنا مختارينها، أكتر من إننا اعتمدنا علي الألوان اللي تدي البهجة وتعيد للحيطان روحها من جديد"، مضيفة: "مفيش حد من السكان شافنا إلا ونزل اشترك معانا في التلوين، أو شجعنا علي أن نكمل تجميل في الجدران اللي غير ملامحها التراب والعبارات اللي مكتوبة عليها من غير أي تجميل فيها، وبحبة ألوان رجعت المعادي حلوة من تاني".