في مبادرة تعتبر الأولي من نوعها، شارك نخبة من الخبراء والكفاءات العربية في المهجر في فعاليات المؤتمر الأول للمغتربين العرب الذي عقد مؤخرا بالقاهرة، باعتبار العقول العربية المهاجرة ثروة قومية ودولية يتعين الاهتمام بها ودعمها والتواصل معها، للمساهمة في جهود التنمية العربية، فالتواصل مع الخبراء العرب في المهجر، والاستفادة من المكانة العلمية المرموقة التي بلغوها في الخارج، والخبرات والابتكارات العلمية التي توصلوا إليها، تصب في المصلحة العامة وتسهم في تحقيق المزيد من القوة للقدرات العربية في كافة المجالات، وهذا من خلال توثيق العلاقات مع هذه الكفاءات والخبرات، وربطهم بالمؤسسات والكيانات العلمية العربية التي تعمل في نفس مجالات تخصصهم.. خاصة أن المؤسسات العلمية العربية شهدت خلال السنوات الأخيرة، تطورا كبيرا، وتزايد الاهتمام بضرورة ربط الجامعات ومراكز البحوث بقضايا المجتمع والتنمية، للإسهام في تحقيق المزيد من التقدم.. فتحقيق التواصل مع المغتربين العرب يمثل قيمة مضافة للقدرات العربية بالاستفادة بخبراتهم المتراكمة. ولعل المناقشات التي دارت في المؤتمر تناولت العديد من القضايا، وألقت الضوء علي ما تحقق من انجازات في البلدان العربية، حيث يتوافر لديها الكفاءات من العلماء والخبراء، ولكن جوهر مشكلة البحث العلمي في البلدان العربية، يتمثل في نقص التمويل مقارنة بالتمويل الذي ترصده البلدان المتقدمة للبحوث ومراكز البحث العلمي لديها، حيث يتم توجيه نسبة معتبرة من الناتج المحلي الإجمالي لتمويل البحوث والابتكارات والاختراعات.. وهذا التمويل يأتي من الحكومات والشركات.. وفي تصوري أنه في إطار المسئولية الاجتماعية للشركات، يتعين توجيه نسبة من أرباح الشركات لتمويل البحوث العلمية، وهذا سيكون له مردود كبير في إنجاز المزيد من الابتكارات والمبادرات التي تحقق المزيد من التقدم للشركات، ويمكنها من الاستمرار ومواجهة المنافسة في الداخل والخارج!