تبادل بعض المشاهير للشتائم والسباب في القنوات الفضائية، جريمة في حق المجتمع، لا يجب السكوت عليها، وعلي الدولة وليس الأفراد، أن تواجهها بكل ما لديها من وسائل، وبالقانون، فالناس تنظر لهؤلاء المشاهير علي أنهم القدوة والمثل، وتفوههم بمثل هذه الشتائم سينعكس سلبا علي أفراد المجتمع، ويقلدونهم ويتبادلون مثل هذه الألفاظ المشينة فيما بينهم، ففي مقدمة كتابه "الشكوك علي بطليموس" يقول العالم ابن الهيثم: "إن الناس مولعون بالثقة وحسن الظن بالعلماء، فذاك جزء من طباعهم، ويكفي أن ينظر المرء في كتب المشهورين ليصدق ما روجوه دونما تمحيص أو تدقيق، فهو يتماشي مع ما كتبوه، ويعده الحق النهائي، مهملا أن العلماء بشر ليسوا معصومين من الزلل وعلمهم ليس محميا من التقصير والزلل أيضا إذ لو كانت العصمة لديهم لما اختلف العلماء قط ولما تفرقت آراؤهم في حقائق الأشياء"، والمشاهير ومن خلال ما يروجونه عبر القنوات الفصائية، يصدقه الناس ويعتبرونه الحقيقة ويقلدونه، ونسي بعض هؤلاء أن الكلمة تنطق بها وتكتبها فتجد من يقبلها ويصدقها، وهناك من المشاهدين من يستمع منتبها ويأخذ ما يقال مأخذ الجد ويصدقه، بل ويعتبرها مسلمة ويبني عليها تصرفات وأحكاماً، خاصة أن نسبة الأمية في المجتمع مرتفعة، وكثير من الناس تتلقف معلوماتها وتبني أفكارها وثقافتها مما يردده المشاهير في الفضائيات، حتي صار تعبير "شفت فلان بيقول إيه في التليفزيون"، تعبيراً متداولاً بين العامة، يتناقلونه فيما بينهم، وإذا كنا نعيب علي بعض السينمائيين تقديمهم وإنتاجهم لأفلام تسببت في إفساد الذوق العام، فإن الذهاب إلي السينما قرار شخصي، أما التليفزيون فيدخل البيوت دون رقيب، وليت هؤلاء المشاهير، وهم من صفوة المجتمع لهم أسر فيها الكبير والصغير، يدركون خطورة ما يفعلونه، ارحمونا يرحمكم الله. نافذة ضوء: الطوابير الممتدة من البشر من مختلف الأعمار، أمام منافذ معرض القاهرة الدولي للكتاب، تبشر بالخير، وتؤكد أن المصريين يمضون في الطريق الصحيح، مهما فعل الجاهلون والحاقدون والمتآمرون، المجاهيل منهم والمشاهير.