في العام 2009 تاهت في شوارع الزمالك لتقودها قدمها إلي استراحة أمام كلية الفنون الجميلة هناك، ولعبت الصدفة دورها في تغيير مسار حياة سماح إمام خريجة الحقوق والمحامية بالاستئناف، عندما وجدت يافطة علي جدران الكلية تعلن عن الالتحاق بالدراسات الحرة، فالتحقت بقسم الجرافيك والتصوير الزيتي لتنسي الحقوق وكارنيه نقابة المحامين وتبحر في عالم جديد مع الفن التشكيلي بألوانه الزيتية التي تحمل لوحات لقصص من أساطير قديمة واستغلت ألوانها وفرشاتها لرسم البسمة علي شفاه أطفال مستشفي السرطان ورغم الألم والمعاناة استطاعت أن تجسد مشاعر الفرح وحب الحياة بلوحات ترسم وجوهاً بريئة بألوان تبكي رغم الفرح؛؛ تقول سماح إمام عن رحلتها مع الفن التشكيلي: لم يكن في مخيلتي أن أكون فنانة تشكيلية. كنت أريد فقط تعلم شيء جميل، وعندما التحقت بالفنون الجميلة شاركت في معرض مع فناني اللقطة الواحدة مثل الفنان عبدالعزيز الجندي، وأقيم المعرض في المكتبة الموسيقية بدار الأوبرا، مشيرة إلي أن أول لوحة لها بيعت في 2010 ب 900 جنيه.؛ تتابع: لم أكن أتخيل أن لوحاتي لها قيمة لهذه الدرجة، وبعد هذا المعرض شاركت في حوالي 24 معرضا جماعيا في قاعات الأوبرا وقصر الأمير طاز، كما شاركت في المعرض العام في دروتة ال 36 وبعدها كانت بداية عملي الثنائي مع المصور الفوتوغرافي جلال المسري، حيث أقمنا معرضا للصور الفوتوغرافية والرسم بالألوان الزيتية لنفس الصور الفوتوغرافية.؛ وتحكي سماح تاريخها التشكيلي الذي بدأ في العام 2009 وتقول: لفيت العالم حيث شاركت في بنيالي فلورانس في إيطاليا بلوحتين بعد عودتي من الخارج، وقررت تحويل مسار ريشتي إلي العمل الخيري الذي يحاكي الواقع، حيث أردت أن أستغل ألواني في رسم بسمة علي وجوه بريئة.؛ وتقول: هناك أناس ارتبطت بهم ماتوا بسبب السرطان هذا المرض اللعين الذي يصيب كثيرا من الأطفال.. والدتي أيضا توفيت بهذا المرض، فقررت القيام بجولات إلي مستشفي السرطان لرسم ضحكة علي وجوه الصغار. وتؤكد أن الفن شفاء للقلوب والأمراض، حيث تأتي فكرة المعرض من منطلق دور الفن في خدمة المجتمع، وبرغم الألم علي وجوه الأطفال، إلا أن الأمل في شفائهم قوي، ربما من خلال مشاهدة أنفسهم في بورتيرهات وهم أقوياء في مواجهة مرضهم، وربما بالدعم المادي الذي سيعود بالنفع علي تطوير أجهزة العلاج بالمستشفي بشكل أكبر.؛ وانطلاقاً من تلك الفكرة أقامت سماح منذ أسابيع معرضاً بعنوان "أمل"، تعرض فيه لوحاتها المتمثلة في بورتيرهات أطفال مستشفي السرطان وذلك بمركز الهناجر للفنون، وقدمت من خلال هذا المعرض دعوة لوزير الثقافة لكي يحضر الافتتاح لكنه لم يرد بالموافقة أو الرفض, وكان من المفترض أن يذهب عائد المعرض بالكامل لصالح أطفال المستشفي لكن من يشتري لوحة لصورة طفل مريض بالسرطان!؛ سماح كانت تعي تماما أن لوحاتها لن تباع وبالفعل تبرعت بجميع اللوحات لمستشفي السرطان لتتزين بها حوائط وطرقات المستشفي.؛ اللوحات الفنية ليست كما يظن البعض أنها لمجرد المشاهدة فحسب، لكن يمكن من خلال تلك اللوحات توصيل رسالة لا يستطيع الإنسان توصيلها في الأحوال العادية، كما يمكن لتلك اللوحات أن تخاطب المشاعر الإنسانية بداخل كل من يشاهدها، فقد رسمت سماح كل طفل بصورته الحقيقية وهو يتألم مرة ويبتسم مرة أخري.؛