الشركة قالت إن إنتاجها الفعلي خلال عام بلغ 82 مليار سيجارة بزيادة قدرها 7 مليارات سيجارة عن العام السابق، وبلغ الإنتاج المحلي من السجائر 60.8 مليار سيجارة، بزيادة قدرها 4.2 مليار سيجارة، بجانب 18 ألف طن معسل، موضحة أن ما تم بيعه بالفعل 79 مليار سيجارة، كما حققت الشركة صادرات بقيمة 73 مليون جنيه مصري،مما يعني أن معظم المبيعات البالغة 79 مليار سيجارة تم استهلاكها محليًا. وأوضحت في تقريرها إنها تواجه صعوبات في توفير احتياجاتها من العملات الأجنبية من البنوك وشراء الخامات الرئيسية لمنتجاتها وهي خامة الدخان التي يتم استيرادها بنسبة 100% من الأسواق الخارجية، بالإضافة إلي المستلزمات الإنتاجية الأخيرة التي لا يوجد لها بديل محلي بنسبة 85%، وهو ما يتطلب 30 مليون دولار شهريًا. إنفاق المصريين علي ما يضر صحتهم جاء علي حساب قوت يومهم، فوفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء الذي كشف عن انخفاض متوسط دخل الأسرة، ووفقا لإحصائيات الجهاز فإن متوسط الإنفاق الشهري (للأسر الأكثر فقرا) بلغ نحو 981 جنيها شهريا وهو ما يعكس إنفاقا يوميا للفرد يبلغ 6.8 جنيه، فكيف يمكن لمواطن دخله اليومي 6 جنيهات أن ينفق أمواله علي شراء السجائر التي قد تصل الحد الأدني منها 12 جنيها للعبوة؟! أوضح الجهاز المركزي للإحصاء في تقرير حديث له أن "منظومة رصد وتتبع حال الأمن الغذائي يوليو 2015" الذي تم من خلالها إجراء مسح علي الأسر الأكثر احتياجا كشفت أن نحو 88.5 % من الأسر الأكثر احتياجا مستوي دخلها لم يتغير خلال شهر يوليو الماضي مقارنة بشهر يونيو 2015، بينما أعرب نحو 7.9 من الأسر بأن دخلها قد انخفض بمتوسط يبلغ نحو 299 جنيها في الوقت الذي أشار نحو 3.6% من الأسر إلي أن دخلهم ارتفع بمتوسط بلغ 148 جنيها. وأشار التقرير إلي أن نحو 88.2% من الأسر التي شملها المسح إلي عدم التغير في دخلها خلال الثلاثة أشهر السابقة علي المسح، ونحو 8.6% بينوا انخفاض دخلهم خلال تلك الفترة السابقة للمسح. وعلي الرغم من قرار الحكومة برفع أسعار السجائر خلال بداية العام بعد أن أصدر الرئيس السيسي قرارا جمهوريا بزيادة ضريبة المبيعات علي السجائر بنسبة 50% من سعر البيع المستهلك وذلك بهدف زيادة موارد الدولة والحفاظ علي صحة المصريين، حيث زادت فئة الضريبة علي السجائر المستوردة والمحلية، للعبوة التي لا يزيد سعر بيعها النهائي عن 10 جنيهات، بنحو 0.5 جنيه، لتصبح 2.25 جنيه بدلاً من 1.75 جنيه بالإضافة إلي الضريبة الأساسية المقررة بنحو 50% من سعر بيع المستهلك، إلا أن القرار لم يؤثر علي المصريين بل يظل استهلاكهم للسجائر بزيادة مطردة مهما ارتفعت أسعارها، فالخروج من المشاكل الاقتصادية وأعباء وهموم الحياة يأتي من خلال السجائر، فهي وسيلة لدي المصريين لتفريغ همومهم ومشاكلهم، فكل نفس يخرج من دخان السجائر يخرج معه هم من هموم المصريين. خطورة السجائر علي المصريين لم تأت فقط في الإضرار بالصحة بل أصابت الاقتصاد وتسببت له في خسائر كبيرة، يقول الخبير الاقتصادي - محسن عادل - إن ارتفاع أسعار السجائر كان مصاحبا لانخفاض القوي الشرائية للمصريين ساهم في ارتفاع معدلات التضخم وفقا لتقريرالجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، الذي كشف عن إن معدل التضخم السنوي ارتفع من 7.9% خلال شهر أغسطس 2015 إلي 9.4% خلال سبتمبر الماضي. ويضيف عادل أن السبب الرئيسي في ارتفاع معدلات التضخم يرجع الي ارتفاع قسم المشروبات الكحولية والدخان والمكيفات بنسبة 10.6% بسبب ارتفاع أسعار مجموعة السجائر المحلية 11.4%، والسجائر المستوردة. ويبدو جليا أن صحة المصريين في خطر بسبب ارتفاع معدل المدخنين في مصر، ووفقا لدراسة حديثة فإن هناك انتشارا كبيرا لسرطان الرئة في مصر، الذي يعد أكثر أنواع السرطان انتشاراً علي مستوي العالم، حيث تمثل الإصابة بسرطان الرئة بسبب التدخين أكثر من 80%. ووفقا للدراسة فإن سرطان الرئة يعد القاتل الأول من ضمن سرطانات العالم وحوالي 6% من حالات سرطان الرئة يصاب بها الرجال،منوهة أنه من المتوقع ارتفاع نسبة الإصابة بين السيدات خلال السنوات القادمة نتيجة ارتفاع نسبة السيدات المدخنات التدخين. وبحسب الدراسة أيضا فإن الحكومة تنفق حوالي 8 مليارات جنيه لعلاج الأمراض الناتجة عن التدخين، علي رأسها السرطان ،مشيرة الي أنه في حال انخفاض معدل التدخين بنسبة 50% سيؤدي ذلك إلي انخفاض معدل الإنفاق علي الأمراض الناتجة عن التدخين بنسبة 80%. الدكتور عبدالحميد أباظة - مساعد وزير الصحة السابق - قال إن التدخين يعد خطرا كبيرا علي صحة المصريين، لأنه يعد السبب الرئيسي في انتشار أمراض سرطان الرئة، الذي بات ينتشر بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة. مشيرا إلي أن أكثر من 20% من سكان مصر مدخنون أي ما يقارب من نحو 18 مليون مصري، موضحا أن النسبة تصل إلي أكثر من 50% في بعض الفئات العمرية بين الرجال. وتزيد معدلات التدخين للذكور في الفئة العمرية من 25 إلي 54 سنة بنسبة 57% و62%، بينما الإناث فتعد نسبة المدخنين 3%، وتزيد في الفئة العمرية من 17 إلي 25 عاماً، أثناء الدراسة الجامعية إلي أكثر من 4 % ما بين تدخين السجاير والشيشة. ويأتي الأطفال في المدارس في الصف الإعدادي في سن من 13 إلي 15 عاماً يستخدمون منتجات التبغ. وأضاف: إن التدخين لا يضر الرئة فقط بل إنه يضر كل أجزاء الجسم، فهو يضر بصحة القلب أيضا ويتسبب في أمراض الشرايين وأمراض الجهاز التنفسي. وأوضح أن التدخين لفترات طويلة يؤذي اللثة، ويؤدي الي أمراض اللثة وسرطان الشفة وغيرها من الأورام السرطانية، وقد يؤدي الي تساقط الأسنان فيما بعد. كما أنه يؤثر سلبا علي المعدة وعلي الجهاز الهضمي ويتسبب في اضطرابات حادة في المعدة قد تصل إلي قرحة المعدة ، بالإضافةإلي أضراره السلبية علي القولون وعلي كل أعضاء الجسم، فضلا عن أن التأثير يزداد بشكل كبير مع تقدم عمر الشخص، وبالتالي تزداد الخطورة مع تقدم عمر الإنسان. موضحا أن المدخن لا يشعر بآثار التدخين السلبية إلا مع مرور العمر، فربما لاتبدو الآثار جلية في البداية، ولكن التطورات تأتي مع تقدم العمر، لذلك يجب علي المصريين الإقلاع عن هذه العادة السيئة التي أضرت بصحة المصريين، ووصلت إلي السيدات أيضا اللائي انتشر التدخين بينهن بصورة كبيرة، حيث يعد التدخين خطرا كبيرا علي صحة المرأة في ارتفاع نسب أورام الثدي ، كما أنه يعد سببا رئيسيا في تعرض السيدات للولادة المبكرة وأمراض القلب والأوعية الدموية. وقال إن الدراسات أكدت أن النساء المدخنات اللاتي تعرضن لولادة طفل مبتسر هن أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وكشفت دراسة طبية عن أن نحو 190 ألف مصري يموتون من التدخين سنويا، وأن مصر تعد من أكبر عشر دول في العالم استهلاكا للتبغ والأولي بالوطن العربي، حيث يبلغ عدد المدخنين 46% من البالغين يمثلون نحو 24.5 مليون مواطن، وأن التدخين له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالإصابة بالأمراض المزمنة المرتبطة بالقلب والشرايين والجهاز التنفسي والأورام، والسكتة الدماغية، وكلها تسبب نحو 82% من حالات الوفاة، فضلا عن تأثير هذه الأمراض علي الإنتاج والعائد الاقتصادي،حيث تتسبب في إهدار نحو 4 مليارات جنيه في العلاجات فقط. وأشارت الدراسة إلي أن نسبة الوفيات بسبب التدخين تفوق نسب الوفيات الناتجة عن الحوادث وتعاطي المخدرات والتلوث والحرائق ومرض الإيدز والانتحار مجتمعة.