البداية نحو 70 ألف مواطن طالبوا من خلال شبكات التواصل الاجتماعي بمحاكمة الإعلامية ريهام سعيد، بعد بث صور شخصية لفتاة المول في برنامجها صبايا الخير، ثم تشكل رأي عام سريع وقوي نجح في الإطاحة بالبرنامج ودفع قناة النهار للاعتذار، بصرف النظر عن صحة الاتهامات المنسوبة لفريق الإعداد بسرقة الصور الشخصية للفتاة من هاتفها المحمول، أو أن المذيعة حصلت علي الصور من مصدر مجهول، فإن بث الصور يمثل اعتداء وتشهيرا، يتكرر في قنوات أخري، في ظل غياب نقابة للإعلاميين تستطيع التصدي لمثل هذه الحالات، وغالبا ما يتجاهل القائمون علي القنوات التجاوز في حق الأداء المهني والمشاهدين، لكن في أزمة فتاة المول، نجحت السوشيال ميديا في تهديد المصالح، والضغط علي الشركات الراعية للإعلانات للانسحاب، مما يؤكد أهمية التوقف أمام هذه الظاهرة المهمة، والتطور المتزايد والقدرة علي صناعة رأي عام سريع وقوي، والتأثير علي صانع القرار، هذه القوة الإعلامية الهائلة التي تجاوزت في تأثيرها المجتمع المدني والجمعيات الحقوقية ووسائل الإعلام التقليدية تحتاج لفهم ودراسة ووعي وقدرة علي التوجيه، نحو البناء، وليس الهدم.