خرج الزمالك من قبل نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية، ولكنه خرج مرفوع الرأس تحيطه هالة كبرياء المنتصر.. نعم تأهل النجم الساحلي التونسي إلي نهائي البطولة، ولكنه تأهل من الباب الخلفي بفوز لطخه العار بعدما تفنن لاعبوه في الاستفزاز والتمثيل وادعاء الإصابة وإضاعة الوقت، وبعدما ساعدتهم أخطاء التحكيم في مباراتي سوسةوالقاهرة، فعلي ملعبهم بالساحل التونسي لم يحتسب الحكم ركلة جزاء واضحة وضوح الشمس وتغاضي عن طرد المدافع الذي عرقل حازم إمام داخل المنطقة وكان يحمل في جعبته بطاقة صفراء، حينما كانت النتيجة تقدم التوانسة 2-1 وفي القاهرة كان لخطأ تحكيمي فادح من الحكم الدولي الجامبي بكار ماجاسا، متمثلا في طرد علي جبر في لعبة لاتستحق أكثر من إنذار بالدقيقة الخامسة من بداية المباراة. فاز الزمالك بثلاثة أهداف نظيفة علي ملعب بترو سبورت.. سجل وهو بعشرة لاعبين في سابقة ربما لم تحدث في تاريخ كرة القدم أن يسجل فريق ما هذا العدد من الأهداف وهو أقل من الخصم بلاعب.. أدي لاعبو الزمالك بشرف ورجولة فاستحقوا احترام الجميع، وحتي أكثر الصفحات الأهلاوية تعصباً علي شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك، قدمت التحية للفارس الأبيض، كما كان الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني لمنتخب الفراعنة حريصاً علي النزول لغرفة خلع ملابس اللاعبين بعد المباراة لتهنئتهم علي خروج بطعم البطولة، أما المعلق التونسي عصام الشوالي الذي بدا متعصباً لفريق بلاده أثناء تعليقه علي المباراة فكتب بعدها علي تويتر: حدثني عن الروح.. أحدثك عن الزمالك. البرتغالي جيسوالدو فيريرا أدار المباراة باقتدار من خارج المستطيل الأخضر وكانت تغييراته موفقة بنسبة 100% ولعل التغييرات وقراءة أحداث المباريات أهم ما يميز البرتغالي العجوز، ولكن هذا لا يمنع من إبداء بعض التحفظات علي بداياته التي تأتي دائما غير موفقة لا سيما في المباريات الصعبة، وكذلك إغفاله بعض الأمور الفنية الهامة، فعلي سبيل المثال كان من الأولي أن يبدأ المباراة بطريقة 2 44 بدلاً من 1 3 2 4 وذلك لسببين أولهما:أن قلب دفاع النجم مهزوز وليس بالمستوي الفني اللائق وكان من السهل خداع قلبي الدفاع بتمريرات علي الأرض في ظل توافر لاعبين من أصحاب المهارات الخاصة، ولربما كان تواجد أحمد حسن مكي إلي جوار باسم منذ البداية مفيدا للأبيض وهو ما تنبه له فيريرا في الثلث ساعة الأخير من المباراة، والسبب الثاني هو أن باسم مرسي لا يؤدي ما هو مطلوب منه كمهاجم وحيد وهو الاستلام تحت ضغط والقيام بدور المحطة لزملائه القادمين بوسط الملعب، وتركه فيريرا وحيداً وسط مدافعين أقصرهم يبلغ طوله 186سم، وإذا كان هدف الزمالك الثالث من ضربة ثابتة علي حدود المنطقة سددها مصطفي فتحي وسجلها مدافع النجم في مرماه بالخطأ، فإن الشوط الأول شهد 6 ضربات ثابتة لصالح الأبيض علي حدود المنطقة لم يستفد الفريق من أي منها، وهو ما يدل علي أن البرتغالي لا يضع فكرة استغلال الفاولات المحيطة بالمنطقة في حسبانه ولا يدرب لاعبيه علي استغلالها ولو من خلال جمل تكتيكية. بالعودة إلي مباراة الذهاب بسوسة حيث لحقت بالأبيض هزيمة كارثية، نجد أن عدة عوامل تسببت في إصابة اللاعبين بالتشتيت الذهني وعد التركيز أولها أن البعثة رافقتها كتيبة إعلامية ضخمة علي نفقة النادي مما تسبب في إثارة الأقاويل عمن يتحمل نفقات هؤلاء، وفي الوقت نفسه شغلت مشكلة سفر 120 مشجعا من صغار السن من أفراد وايت نايتس، وقتاً وحيزاً من تركيز اللاعبين والجهاز الفني وإدارة البعثة، وتدخلت السفارة المصرية والشرطة التونسية علي الخط، ووقعت مشادات بين اللاعبين وأمير مرتضي منصور وصلت لحد تهديدهم باعتزال الكرة لو بادلوا الوايت نايتس الحوار، وبين رفض أحمد مرتضي منصور دخولهم التدريب ثم السماح لهم ثم الرفض من جديد وبين عداء هاني زادة الواضح لهم ..نشبت الأزمات بين وفد الإدارة الذي تكون من أربعة أعضاء مجلس إدارة إضافة لأمير مرتضي منصور الذي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة تخص النادي دون أي صفة رسمية.. وبعد العودة إلي القاهرة أصر رئيس النادي المستشار مرتضي منصور علي التحدث مع اللاعبين وإعطائهم نصائحه وتعليماته، ورغم أن هدفه كان رفع الضغط عن الفريق، إلا أن قسمات وجه وتصرفات ورد فعل المدير الفني فيريرا كانت تعبر عن حالة من الاستياء الشديد، حيث لم يلتفت لحوار المستشار ورفض أن يقوم المترجم بنقل ما يقوله للاعبين، وبعد مباراة العودة بالقاهرة هدد فيريرا بالاستقالة بعدما نما إلي علمه نية رئيس النادي في إيقاف باسم مرسي وعمر جابر بسبب علاقتهما الوطيدة بألتراس وايت نايتس، وكذلك علي جبر بسبب تصرفه الساذج مع الجزائري بغداد بونجاح مهاجم النجم الساحلي الذي أدي لوقوعه في فخ الطرد المجاني، وأكد فيريرا للمقربين منه أن معاقبة اللاعبين أمر يرجع إليه وحده، ولن يسمح لأحد بالتعدي علي اختصاصاته. ماحدث داخل غرفة ملابس الزمالك عقب مباراة بيتروسبورت كان فصلا من فصول المهزلة حيث دخل رئيس نادي الزمالك في وصلة توبيخ وتهديد لثلاثة لاعبين هم باسم مرسي وعمر جابر لدعمها الأولتراس والجماهير.. وعلي جبر بسبب طرده وهددهم بالإيقاف والتشريد.. مما جعل اللاعبين يردون عليه بقوة ورفضوا تهديداته.. ولكن فيريرا كان حاسما حيث رفض إيقاف أي لاعب أو التدخل في أمور الفريق.. مما ترك آثاره علي نفسية اللاعبين عقب المباراة.