لماذا نفعل الشيء ونقيضه، نحن المصريين، هل نعاني من انفصام في الشخصية، أم أنه وبالبلدي كما يقول العامه:» ده «سلو المصريين»، نثور ضد الظلم فنبهر العالم بثورتين، ورغم الحشود التي بلغت أكثر من 03 مليونا في بعض التقديرات، لم تحدث فوضي، أو أي حالات سرقة أو تحرش، وبعدها مباشرة وبدون سابق إنذار، عمت الفوضي كثيرا من مناحي الحياة، في الطرق وعلي الكباري وباعة جائلين احتلوا الأرصفة، ثم يدعي نفس الشعب للاكتتاب في تمويل القناة، بهمة ونشاط فيلبي النداء وينجز المطلوب في أقل من أسبوع، لا يوجد وسط، وفي حالة الحكومة حدث ولا حرج، نجاح في كثير من الأمور، صيف ساخن جدا بلا انقطاع في الكهرباء، نجاح منقطع النظير في منظومة الخبز والمواد التموينية، لأول مرة يشعر المواطن البسيط بآدميته يذهب إلي البقال التمويني، أو إلي أي جمعية استهلاكية ليختار ما يريد من السلع، دون إجباره علي سلع معينة، ناهيك عن جودة السلع، مقارنة بما كان يحدث في الماضي، نفس الحكومة، تتضارب مع بعضها رئيس الوزراء يستقبل طالبة صفر الثانوية العامة الشهير التي فاقت شهرتها أبا الهول، والوزير المسئول يعقد مؤتمرا صحفيا لا يجيب فيه علي الأسئلة التي تحسم القضية، وزير التعليم العالي يستثني بعض أبناء الكبار في قضية التحويل الجغرافي للجامعات، لماذا لا يشعر البعض منا نحن المصريين سواء من عامة الشعب، أو المسئولين، أن مصر بلدنا تتغير للأمام، وأن هناك إنجازات مثل قناة السويس تمت في وقت قياسي وبتمويل مصري مائة في المائة، وأن هناك مشروعات تتم في كل مكان في مصر، قد لايشعر بها البعض، وأن الله يرعانا ويسر لنا اكتشاف الغاز، وأن رئيسنا لا يألو جهدا في جذب المزيد من الاستثمارات من مختلف دول العالم، وفي جميع الاتجاهات ولعل جولته الآسيوية الأخيرة أكبر دليل، لماذا لا ننحي «سلو بلدنا: الآن جانبا ونتوقف عن إهالة التراب علي نجاحاتنا - بقصد ودون قصد- نحن نمر بمرحلة خطيرة نواجه فيها تحديات يجب أن نتغلب عليها رضينا أم لا، فليس أمامنا خيار آخر، لنحافظ علي بلدنا وعلي أنفسنا كمصريين.