تأتي زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الحالية إلي روسيا في إطار العلاقات المتميزة التي تجمع القاهرةوموسكو، وتعكس الإرادة المشتركة بين البلدين الرامية لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بينهما، والارتقاء بها إلي آفاق أرحب، ومستوي أكثر تميزا، فضلا عن تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث تعد روسيا أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر. القمة (المصرية الروسية) الرابعة بين الرئيسين السيسي وبوتين، والتي عقدت بالكرملين، وتخللها غداء عمل موسع بحضور الوفدين، تركزت حول بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتنميتها في مختلف المجالات، بما في ذلك بحث المشروعات الروسية التي سيتم تنفيذها في قناة السويس الجديدة، في إطار مشروع تنمية القناة، ومنها إقامة منطقة صناعية روسية بمحور القناة، بخلاف عدد من الشراكات الأخري علي رأسها إقامة محطة الضبعة النووية، واتفاقية التعاون الجمركي، ومنطقة التجارة الحرة. الزعيمان يبحثان مكافحة الإرهاب والأوضاع بسوريا وليبيا والعراق جولة آسيوية للرئيس في الصين وسنغافورة وأندونيسيا.. سبتمبر المقبل وتُعد هذه القمة فرصة سانحة للزعيمين ليتبادلا الآراء ووجهات النظر بصورة مفصلة بشأن القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وبالدرجة الأولي قضايا الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، ومكافحة الإرهاب في المنطقة بعد تنامي أنشطة بعض الجماعات الإرهابية المسلحة، وكذلك بحث الأزمات في سوريا، وليبيا، والعراق، واليمن، وجهود دفع عملية السلام في الشرق الأوسط. يُذكر، أن العلاقات (المصرية الروسية) شهدت تطوراً إيجابياً ملحوظاً خلال الفترة القصيرة الماضية، منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة، حيث انعقدت أكثر من قمة خلال هذه الفترة القصيرة بين الزعيمين السيسي وبوتين، وكان الرئيس السيسي قد قام بزيارتين سابقتين لروسيا الأولي في أغسطس من العام الماضي لسوتشي، والثانية في مايو من هذا العام والتي شارك خلالها في الاحتفالات الروسية بمناسبة الذكري السبعين للانتصار علي النازية، كما زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصر في فبراير الماضي. زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الحالية لموسكو، تخللها عدد من اللقاءات مع كبار المسئولين الروس، وعدد من رؤساء كبريات الشركات الروسية، خاصة أن هناك رغبة مشتركة بين البلدين لزيادة حجم التبادل التجاري، والذي وصل إلي 84.5 مليار دولار تشمل 045 مليون دولار، صادرات مصرية لروسيا، و9.4 مليار دولار واردات مصرية. وتأتي روسيا في المرتبة ال 34 بين الدول المستثمرة في مصر حتي عام 4102. وقد أعربت المصادر الرسمية في العاصمة موسكو عن أن روسيا تتطلع لمزيد من التطور في العلاقات التجارية مع مصر وفي مجال تبادل الاستثمارات وترغب في استمرار التنسيق والتشاور مع القيادة السياسية المصرية حول الأوضاع بالمنطقة باعتبار أن مصر مركز لصنع القرار في الشرق الأوسط ودولة ذات أهمية في المنطقة. ومن المنتظر أن يقوم الرئيس السيسي في أوائل سبتمبر المقبل بجولة آسيوية هامة تضم الصين وسنغافورة وأندونيسيا، وسيشارك الرئيس خلال زيارته لبكين في احتفالات الصين بذكري الانتصار في الحرب العالمية الثانية بناء علي دعوة رسمية من نظيره الصيني. وستنعقد قمة (مصرية صينية) علي هامش مشاركة الرئيس في الاحتفالات لبحث تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين عقب الزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس لجمهورية الصين أواخر العام الماضي، وكذلك عقب لقائه الهام مع الرئيس الصيني تشي جين بينج، علي هامش احتفالات روسيا بعيد النصر في شهر مايو الماضي، ومن ثم فمن المنتظر أن يتم خلال زيارة الرئيس السيسي إلي بكين، ولقائه مع الرئيس الصيني، وكبار المسئولين متابعة تنفيذ خطة التعاون الاستراتيجي لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في كل المجالات التي تم الاتفاق عليها خلال زيارة الرئيس السيسي الأخيرة للصين ومن المنتظر أن يتم التوقيع علي عدد من الاتفاقيات مع الجانب الصيني في عدة مجالات بينها الكهرباء والنقل والسكك الحديدية. وتتمثل الرؤية المصرية تجاه التعاون مع الصين في الاستفادة من إمكانيات وخبرات وقدرات بكين خاصة في مجال البنية التحتية للصناعة خاصة في قطاعي الطاقة والنقل باعتبارهما عصب النهضة الصناعية تمهيدا لبناء قاعدة بنية تحتية صناعية متطورة في مصر. ووفقا للإحصاءات الرسمية فإن حجم التبادل التجاري بين مصر والصين بلغ 21 مليار دولار في نهاية عام 4102 وتتركز أهم الاستثمارات الصينية في مصر في المنطقة الاقتصادية في العين السخنة وعدد من الشركات الصينية التي تسعي إلي توسيع استثماراتها في مصر. وتعتبر زيارة الرئيس السيسي المرتقبة لأندونيسيا هي زيارة ذات أهمية خاصة لا سيما أنها تعد أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان فضلا عن أن الاقتصاد الأندونيسي يعتبر هو الأكبر في جنوب شرق آسيا بقيمة 888 مليار دولار وهي دولة عضو في مجموعة العشرين وتتميز في مجالات الصناعة الصغيرة والمتوسطة. وتأتي زيارة الرئيس السيسي لأندونيسيا كأول زيارة لرئيس مصري لجاكرتا منذ عام 3891 لتدشين مرحلة جديدة من العلاقات السياسية والاقتصادية مع واحد من النمور الآسيوية الهامة وقد بلغ حجم التبادل التجاري مع أندونيسيا 4.1 مليار دولار كما أنه جاري حاليا إنشاء مصنع للأثاث الأندونيسي وتم الاتفاق علي إعادة تشغيل خط طيران مصر جاكرتا مرتين أسبوعيا. وفيما يتعلق بزيارة الرئيس المرتقبة لسنغافورة فهي تتم تلبية للدعوة الرسمية التي تلقاها من نظيره السنغافوري وهي ستكون الأولي من نوعها لرئيس مصري وتأتي تتويجا للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين التي ترجع إلي عام 6691 حيث سيتم الاحتفال بمرور ستين عاما علي إنشائها عام 6102. وتأتي أهمية زيارة الرئيس لسنغافورة لكونها دولة استطاعت في أقل من خمسة عقود تحقيق إنجاز تنموي ضخم ومن ثم فإن دعم التعاون معها يعطي دفعة قوية للتنمية الشاملة التي تدور رحاها الآن في مصر.