الأحزاب الليبرالية، عددها نحو 20 حزباً أبرزها الوفد، والدستور، ومصر الحرية، والمصريين الأحرار، واليسارية عددها نحو 15 حزباً منها التجمع، والكرامة، والتحالف الشعبي الأشتراكي، والتيار الشعبي المصري، أما القومية فعددها 25حزباً أبرزها الشعب الديمقراطي، ومصر العروبة، ومصر العربي الاشتراكي، والحزب العربي الديمقراطي الناصري، بينما الدينية عددها نحو 14 حزباً منها النور السلفي، والوطن السلفي، والأصالة السلفي، والبناء والتنمية التابع للجماعة الإسلامية، وغيرها. سلامة: مُجرد لافتات وأسماء علي الورق ولا وجود لها في الشارع السيد: ضعيفة وهشة ولا يعرفها أحد خارج القاهرة بعض الخبراء، يرون أن المشكلة ليست في عدد الأحزاب، ولكن في تواجدها بالشارع، وانتشارها بين المواطنين وقوة تأثيرها، فهذه الأحزاب الموجودة حاليا ليست مؤثرة وليس لها تواجد حقيقي في الشارع، فهي عبارة عن كيانات إعلامية لا يثق فيها المواطن، ليس هذا فقط، لكنها تعاني من خلافات وصراعات بداخلها، ومن هنا فإن هذه الأحزاب عليها أن توحد صفوفها، وأن تضع خططا مرحلية، وبرامج قابلة للتنفيذ حتي تستحوذ علي ثقة المواطن، مشيرين إلي أن صعود التيارات الدينية بعد ثورة 25يناير، وتصاعد العنف والإرهاب بعد ثورة 30 يونيو، أدي إلي وجود بيئة سياسية غير مناسبة للعمل والانتشار. الدكتور جمال سلامة، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، يري أن الواقع يؤكد أن الأحزاب غائبة تماماً عن الشارع وعن المشهد السياسي، مشيراً إلي أن البيئة المصرية لا تقبل بفكرة الأحزاب ولا تقبل بفلسفة وجودها، وساعد علي ذلك عدم وجود كيانات حزبية تمتلك برامج وخطط عمل، ورغم انطلاق المنابر الحزبية في سبعينيات القرن الماضي، إلا أننا لم نر حزبا سياسيا واحدا استطاع ان يكسب ثقة الشارع ويقدم للمواطنين إنجارات وبرامج في مختلف المجالات الاقتصادية، والسياسية، وطرح حلولاً للمشكلات المجتمعية المتعددة التي نعاني منها، لافتاً إلي أن الضعف الذي تعاني منه الاحزاب في هياكلها التنظيمية، وضعف إمكاناتها المالية وأيضا البشرية، صعّب عليها الوصول إلي رجل الشارع وكسب ثقته لصالحها. سلامة، أشار إلي أن هناك عوامل أثرت علي دور الأحزاب منها استبدال الأنظمة السياسية، واستمرار الملاحقات الأمنية المتكررة لقيادات بعض الأحزاب، فضلا عن قانون الطوارئ القائم منذ العام 1981، الذي كبل العمل السياسي، فكل هذه العوامل وغيرها أثرت بشكل ملحوظ علي دور الأحزاب منذ انطلاق المنابر الحزبية عام 1976، إضافة إلي النظام السياسي الذي ولدت في رحابه الاحزاب. الخبير السياسي، أشار إلي وجود عوامل أخري تتمثل في المشكلات الداخلية داخل الأحزاب التي ساهمت بشكل ملحوظ في ضعف الحياة الحزبية في مصر كعدم وجود تمويل كاف، وغياب التناوب الداخلي علي رئاسة الحزب، وضعف التنظيم وافتقاد معظم الأحزاب للعمل الاجتماعي، والتواجد بين المواطنين، ومساعدتهم في إيجاد حلول لمشاكلهم، واقناعهم ببرامجها، كل هذا أدي إلي غيابها عن الشارع وأصبحت مجرد مقرات بعضها يصدر صحفا ومواقع إلكترونية لا يقرؤها أحد. أضاف، علي الأحزاب أن تراجع نفسها وأن تقوم بدور فعّال في الشارع، وأن تعمل علي إيجاد حلول للمشكلات السياسية والاقتصادية، وتبحث عن حلول لملفات البطالة والتعليم والصحة ومحو الأمية والعشوائيات، فتلك هي المشكلات التي تواجهها الحكومة، وعليها أن تكون رقيبة علي ما تقوم به الحكومة والقيام بعمل برامج قابلة للتنفيذ. الدكتور مصطفي كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية، أكد أن الحالة التي وصلت إليها الأحزاب سببها القيود الداخلية، والصعوبات الموجودة داخل هذه القوي المدنية، فالخطاب الذي تتبناه لا يلقي استجابة من الشارع، وعليها ان تغير من خطابها بحيث يكون له صدي وسط المواطنين هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية فإن تنظيمات القوي المدنية ضعيفة للغاية، وليس لها تواجد خارج القاهرة، وبعضها يعتمد فقط علي امتلاك الصحف، ثم إن قيادات هذه القوي تعتمد علي الحديث في وسائل الإعلام. السيد، أضاف أن البرامج التي تطرحها هذه الأحزاب قد لا تكون واقعية، ولا تتفق مع الظروف السائدة في الشارع، فرغم ارتفاع الوعي لدي المواطنين إلا أن الخطاب الديني لا يزال مؤثراً علي الكثير من المواطنين، ومن ثم لا يزال مفهوم الليبرالية أو الاشتراكية يشوبه الكثير لدي بعض المواطنين الذين يعتبرون أن هذه الأفكار لا تتفق مع التقاليد الإسلامية، وبالتالي فالمطلوب من هذه القوي إنهاء الانقسامات الموجودة فيما بينها، وأن تطور خطابا وبرنامجا واقعيا يتواصل مع المواطنين خاصة في القري والنجوع والأحياء الفقيرة حتي يكون لها تواجد قوي في الشارع. أستاذ العلوم السياسية، أضاف قائلاً "أعتقد أن الاغلبية الساحقة من المقاعد في الانتخابات المقبلة ستكون مخصصة للنظام الفردي وأن البرلمان القادم لن يكون فيه حزب يمتلك الأغلبية". الدكتورة مني مكرم عبيد، القيادية السابقة بحزب الوفد، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية، طالبت الأحزاب بأن تغير من استراتيجيتها القديمة وتتبني هموم المواطنين الاقتصادية والاجتماعية وعدم التركيز فقط علي الإصلاح السياسي، كما يجب عليها أن تنشط في القري والنجوع وتتبني مطالب المواطنين البسطاء والضغط علي الحكومة لتنفيذها حتي يشعر المواطن بأن الأحزاب جزء منهم وتعمل علي حل مشكلاتهم، ومن ثم تتعامل معها، وتهدم جدار الحاجز النفسي بين المواطنين والعمل الحزبي في ظل شعور قطاع عريض من المواطنين بأن السياسة هي عمل نخبوي فقط. ويتفق مع الرأي السابق، الدكتور محمد حبيب، القيادي السابق بجماعة الإخوان، مشيراً إلي أن الأحزاب بات وضعها سيئ للغاية، وغير قادره علي عمل تكتلات انتخابية قوية، وليس لها تأثير في الشارع، كما أن أغلبها لا يوجد له هياكل داخل القري والنجوع وبعض المدن، فالكوادر والرموز الوطنية بهذه الأحزاب ليست علي المستوي الذي يقنع رجل الشارع العادي، وبالتالي فهذه الهشاشة وهذا الضعف يصب بالتأكيد في اتجاه الأحزاب الدينية.