يقول سعد الراوي ل"آخرساعة": خلال السنوات الأخيرة عانت مصر كثيراً من نقص الطاقة وبخاصة الطاقة الكهربية، ما دفعني للتفكير في اختراع أجهزة محلية رخيصة لتوفير الطاقة المتجددة وأتمني إقامة ممر للطاقة الشمسية يغذي البلاد بالكهرباء اللازمة وأقترح أن يكون علي طريق سوهاجالبحر الأحمر حيث إن مناخ سوهاج موات لعمل الخلايا الشمسية نظراً لزيادة مدة سطوع الشمس وعدم وجود حرارة شديدة صيفاً قد تؤثر علي كفاءة هذه الخلايا. يتابع: لديّ أكثر من ثلاثين اختراعاً في جميع المجالات الصناعية وبعد أن سجلت بعضها وحصلت علي براءة اختراع نهائية لاختراعات أخري، راسلت الدكتور محمد الغمراوي وزير الإنتاج الحربي آنذاك لتنفيذ هذه الاختراعات في المصانع الحربية وبالفعل استجاب وأمر بتشكيل لجنة من المصانع لتصنيع ثمانية أجهزة ومعدات وآلات زراعية كنت قد عرضتها عليه، واتصل بي اللواء علاء ثابت واللواء مجدي عبدالغني وكانا متحمسين لتصنيع هذه المعدات وبالفعل أقرت اللجنة بعد مناقشتي في الوزارة تصنيع هذه الأجهزة ووزعتها علي المصانع الحربية لتصنيعها، وكنت أتردد علي المصانع لمتابعة التصنيع دون جدوي، وكنت أراسل عدداً من الجهات الأخري لتصنيع هذه الاختراعات وبدون جدوي أيضاً وهذا جعلني أعزف عن تسجيل معظم اختراعاتي حتي الآن. ومن بين حزمة الاختراعات التي قدمها الراوي، ثلاثة اختراعات مهمة لحل أزمة الطاقة الكهربائية جاري تسجيلها خلال أيام بفرع أكاديمية البحث العلمي في سوهاج، أولها "محطة توليد طاقة شمسية هجين"، وهي كما يقول محطة متكاملة تعمل علي مدار الساعة صيفاً وشتاءً بقوة منتظمة وتدور فكرتها حول استغلال الطاقة الشمسية في تسخين المياه بواسطة عمل وحدة غلايات شمسية تصب في مراجل بخارية حتي تحتاج إلي قليل من الوقود الذي يستخلص من وحدة تحليل المياه كهربياً من الخلايا الشمسية إلي عنصري الهيدروجين والأكسجين اللذين يستخدمان في الوقود الخاص بالمراجل البخارية لتشغيل توربينات توليد الطاقة الكهربية، ويتم تخزين جزء من الماء الساخن في خزانات معزولة حرارية للاستخدام الليلي وكذلك تخزين جزء من الهيدروجين والأكسجين عن طريق تسييلهما في خزانات أو أنابيب لنفس الغرض. وتمتاز هذه المحطة بأنها تعطي كميات كبيرة من الطاقة الكهربية تفوق ما تعطيه المحطات البخارية الأخري المماثلة لها في الحجم نظراً لكثافة البخار الناتج لاستخدام الماء الساخن في عملية التبخير، ما يدر قوي دوران أكبر للتوربينات البخارية ينتج عنها طاقة كهربية أكبر. أما الميزة الكبري فإن المحطة لا تحتاج إلي وقود حفري مثل الغاز أو السولار أو الفحم، ما يوفر مبالغ طائلة في التكلفة الإنتاجية للمحطة. أما الاختراع الثاني فهو "وحدة توليد الطاقة الكهربية من حركة تدفق مياه النيل"، حيث تركب هذه الوحدات الصغيرة أسفل الكباري النيلية وتنتج كميات كبيرة من الكهرباء وبالنظر إلي أن فارق ارتفاع انحدار المياه من أسوان إلي القاهرة يفوق الفارق عند السد العالي عشرات المرات، فإن هذا من شأنه أن يعطي طاقة ضخمة تساوي أضعاف طاقة السد العالي، حال استغلال مجري النيل بالكامل. ويمكن استغلال الوحدات كهربائياً تحت كوبري واحد بقدرة حوالي 100200 ميجاوات دون عمل خزان. أما الاختراع الثالث فهو "محطة لتوليد الطاقة الكهربية من حركة أمواج البحر"، وتتكون المحطة من مجموعة وحدات توضع في المياه قرب الشاطئ وتقوم كل وحدة برفع مياه البحر إلي حوض أعلي الشاطئ بارتفاع مناسب ويتم ضخ المياه من الحوض إلي البحر من أحد جانبي الحوض المرتفع واستغلال سقوط المياه من الحوض لتشغيل توربينات تدير مولدات كهربية لتوليد الطاقة الكهربية، وعند تركيب وحدات من هذا النوع علي مسافة 1 كيلومتر بطول الشاطئ يمكن الحصول علي ألف ميجاوات من الكهرباء تقريباً.