الحب نعمة الحب قيمة الحب جمال الحب حياة.. تعيس من يخلو قلبه من الحب شارد متخبط في الحياة.. لايعرف طريقا لبر الأمان.. الحب.. والمحبة.. والتسامح في الحياة مع القناعة والرضا هي السعادة الحقيقية.. بعيدا عن الجاه والمال والمناصب.. ومع ذلك هناك أناس يعذبون أنفسهم بالحب.. ويقسون علي الآخرين. علي مدي أسبوع كامل.. كان «الحب» هو القاموس.. ولغة التحاور والخطاب في مدينة «مونز» البلجيكية المختارة عاصمة للثقافة الأوروبية سنة 5102.. وذلك من خلال الاحتفال بالدورة الحادية والثلاثين لمهرجان مونز السينمائي الدولي لأفلام الحب. الحب بكل صوره وأشكاله تمت ترجمته من خلال أفلام.. جعلتنا نحلق عاليا بسعادة بالغة.. وأخري جعلتنا نبكي تأثرا لعواطف ومن عواطف ضاعت بين ثنايانا.. لكي يبقي الحب خالدا في حياتنا.. وواحدا من أهم المفاتيح التي تجعل الحياة أكثر سعادة.. فلينعم به الجميع. وسط السكون.. والفضاء اللامتناهي.. والظلام الدامس.. والصمت الرهيب، كتب علي الصغيرة «ماري هنتر» أن تعيش بعد أن ولدت «كفيفة» «صماء» «بكماء» وسط الريف وبين المروج حيث كانت تعيش مع والديها تأكل الحسرة قلبهما، كانت تعيش «كحيوان صغير» متوحش لاتريد لأحد أن يغير لها ملابسها.. لا حذاء في قدميها.. لا أحد يقترب من شعرها كي يسرحه. ويوما بعد يوم كان خوف الأب يزداد متسائلا ماذا ستفعل صغيرته عندما يرحل.. حتي هداه تفكيره إلي أحد الأديرة الصغيرة.. حيث ترعي الراهبات عندهن الفتيات «الصم.. البكم».. وبالفعل ذهب بها إلي هناك لكن الأم رئيسة الدير رفضت قبولها كحالة شاذة.. ليعود بها الأب من جديد والدموع تملأ عينيه والحسرة تأكل قلبه.. لكن كان هناك قلب رئيف شعر بمحبة تجاه تلك الفتاة الراهبة «مارجريت» التي ظلت تتوسل إلي «الأم» الرئيسة بأن تأتي «بماري» وسوف تقوم بتعليمها.. لترضخ الأم الرئيسة في النهاية.. وبالفعل تذهب لإحضارها رغم مشقة الطريق وصعوبته وعدم تمكنها من السيطرة عليها.. وفي الدير تبدأ محاولات مميتة مع الأخت «مارجريت» لترويض «ماري» التي تحاول أن تقاومها بكل شكل وطريقة.. حتي تشعر ماري بالأمان تجاهها وتستجيب لها.. وذلك بعد شهور طويلة عديدة.. لتصل معها في النهاية لتعلم أشياء كثيرة وتكتب إلي والديها ليحضرا لمشاهدة ابنتيهما التي تبدلت تماما.. فقد أصبحت نظيفة.. تعرف كيف تأكل.. تتكلم بلغة الإشارة.. تعرف كيف تقرأ.. لقد تحولت تماما هذه الفتاة إلي مخلوق آخر يعيش ويشعر بقيمة الحياة.. لكن تحدث انتكاسة غير متوقعة عندما تصاب الأخت «مارجريت» بأزمة صدرية ويتوجب عليها الرحيل للراحة في الجبال.. لتصاب «ماري» بحالة تمرد ورفض تام للأكل حتي إنها تعود للنوم علي الأرض.. والاختباء بين الأشجار.. وعندما تعلم بذلك الراهبة «مارجريت» تطلب العودة.. وبالفعل عند عودتها للدير تقوم «ماري» علي رعايتها والاهتمام بها. وعندما تشعر بدنو أجلها وبأنها سترحل من الدنيا تبعد «ماري» عنها إلا أن الأم الرئيسة تقول لها.. أنت تفعلين ماتفعلين دون أن تكوني مقتنعة به أو مستعدة له.. لأنه لابد أن تساعديها علي تقبل رحيلك وتؤهليها لذلك.. فكلنا راحلون.. ويكون هذا هو الدرس الأخير الذي تتعلمه «ماري».. التي تقف أمام «مارجريت» لتؤكد لها أنها ستظل في قلبها وإنها ستحبها دوما.. خاصة أن اليوم أتت إلي الدير فتاة «صغيرة» تعاني من نفس حالتها.. وإنها تعدها أنها سوف تهتم بها. إن الحب يفعل المعجزات في الحياة خاصة إذا اقترن بالإيمان.. وقد عاشت «ماري» حتي سن الثالثة والثلاثين سعيدة في حياتها بالدير.. بطلة الفيلم هي بالفعل طفلة «صماء» «بكماء» في أول دور لها في السينما.. وبطولة الممثلة القديرة «إيزابيل كارييه» ومن إخراج الرائع «جان بيير أميري» الذي شارك في كتابة السيناريو.. والفيلم يحمل اسم بطلة القصة الحقيقية «ماري هورثيني».. والحمدلله علي نعمة البصر.. لكن فقدان البصيرة أقوي بكثير.. المهم أن يجد المريض المحتاج من يؤمن به.. ويمد يد المساعدة إليه.
من الأشياء المؤلمة للنفس أن تسود العادات أو التقاليد فوق القانون والنصوص الدينية.. ويصبح لا مرجعية.. رغم أن في تطبيقها مايحطم الكثير من حياة البشر.. ويجور عليهم وعلي حظهم في الحياة.. ومن أسوأ العادات التي كان مسموحا بها في بعض بلدان أفريقيا وخاصة «أثيوبيا».. هو لو أن رجلا أعجبته فتاة لا يهم عمرها لأنها عادة ماتكون مابين الثامنة والرابعة عشرة فإنه يقوم باختطافها.. ومن ثم اغتصابها.. حتي لاتكون لأحد غيره. هذا الاغتصاب يدمي الجراح النفسية والجسدية للفتاة.. وهكذا تشاهد أمهات صغيرات «أطفالا» يحملن صغارهن.. أي أطفال أمهات يحملن صغارا». وقد حاولت فرق كثيرا تابعة لمنظمات أوروبية أو الأممالمتحدة للعمل علي زيادة التوعية حتي لا تسري هذه القوانين موضحة الأضرار النفسية والصحية.. علي هؤلاء الفتيات ومن بعدهن صغارهن. وقد أثارت قضية هؤلاء الفتيات اهتمام النجمة العالمية «إنجلينا جولي» سفيرة النوايا الحسنة.. وقامت بإنتاج فيلم «ديفريت» من إخراج «زيريسنيه برهان ميهاري»..وبطولة «ميرون جيتنيه» و«تيزيتا هاجري». الفيلم مأخوذ عن قصة واقعية حدثت وبسببها بعد ذلك تم تغيير العديد من العادات والأعراف التي كانت فوق القانون.. والفيلم يحمل اسم بطلته «ديفريت» فتاة صغيرة لم تتخط الثانية عشرة من عمرها تعيش مع أسرتها في أحد الأكواخ.. معلمها يري فيها مستقبلا باهرا في التعليم.. يتقدم لها أحد الشباب لكن والدها لايوافق ولايعطي كلمته.. لكن الشاب الأهوج مع أصدقائه يقرر اختطافها واغتصابها بعنف عدة مرات لكن يحدث أنها تستطيع الهروب خاصة عندما تعثر علي بندقية في الغرفة التي كانوا يحتجزونها فيها.. وفي أثناء الفرار يقوم الشاب وأصدقاؤه بتتبعها والعدوان عليها بقسوة مما يجعلها تطلق رصاصة من البندقية تصيب الشاب ويلقي حتفه.. ويتم القبض عليها ويحكم عليها المجلس العرفي بالإعدام.. لكن تعرف بحكايتها إحدي المحاميات الشابات المنوطة بحقوق الإنسان من خلال إحدي الجمعيات التي تشارك فيها.. ويبدأ الصراع قويا بين هذه المحامية الشابة والسلطات القانونية والشرطة التي تؤيد حكم الإعدام فلا يجوز لفتاة أن تقتل رجلا حتي ولو كان ذلك دفاعا عن النفس وهو حق أصيل. وتطالب المحامية بانعقاد المجلس العرفي من جديد لتوضح للجميع أن الفتاة لم توافق هي أو أبوها علي الزواج.. وتخفف العقوبة لطرد الفتاة الصغيرة من القبيلة كلها.. إلا أن المحامية تتبني الأمر مع وسائل الإعلام وتنجح في النهاية بالحصول علي براءتها.. لكنها ستظل دوما طريدة من قبيلتها.. وبسبب هذه الحادثة، ومنذ مايقرب من أربع سنوات فقط تم إلغاء هذا العرف الذي كان سائدا، وأصبح مجرّما من يقوم به يتعرض للسجن مدي الحياة ولغرامة كبيرة. نسبة الفتيات اللاتي تعرضن للخطف والاغتصاب لايقل بأي حال من الأحوال عن ثلاثين ألف فتاة لايتعدي عمر أكبرهن الرابعة عشرة من العمر. ولهذا تحية إلي فنانة قديرة تنتمي إلي الإنسانية وتدرك جيدا أهمية الفن كسلاح قادر علي التغيير.
إلي أمي.. من كانت سببا في وجودي وحياتي.. إلي أمي التي أعيش وأموت برضاها عليّ.. إلي أمي التي ضحت في شبابها من أجلي.. وعندما أضحت عجوزا كان يجب عليّ أن أرد الجميل لها.. وسعيد كل من واتته الظروف وأسعده الحظ وقدم لها فروض الطاعة والولاء في أيام كبرها.. وقدرها وأعانها علي تحمل شيخوختها وأيامها الأخيرة فذهبت إلي خالقها في سعادة.. ورقدت في قبرها تستقبل دعاء أبنائها. «أغنية إلي أمي» واحد من أجمل الأفلام التي عرضت في المهرجان.. وهو إنتاج تركي فرنسي.. ألماني.. مشترك .. وقد استحق جائزة لجنة التحكيم الخاصة.. وجائزة أحسن ممثل لبطله «فايزدومان»، ومن إخراج إيرول مينتاس. وهو يروي قصة «علي» المدرس مع والدته في إسطنبول.. في منطقة يسكنها العديد من اللاجئين الأكراد منذ أكثر من تسعين عاما.. وترغب الأم مثل العديد من جيرانها في الرحيل والعودة لأقرب نقطة من قريتها القديمة حيث تشعر بأنها يجب أن تمضي أيامها الأخيرة في بلدها.. «علي» رغم رفضه التام لفكرة الرحيل إلا إنه لا يستطيع أن يتركها بمفردها.. ليعلن لها عن موافقته علي الانتقال.. لكنه يكتشف أن رفيقته حامل.. ويجد نفسه ممزقا بين حبيبة لاتريد الرحيل وابن قادم يشعر بأبوة وحنين تجاهه وتجاه مستقبله.. وبين أمه التي أفنت حياتها من أجله (وبقلب) الأم.. تشعر والدته بما يعانيه لكنها تلزم الصمت.. وكأنها عثرت علي الحل.. فلقد عاشت حياتها كلها من أجله.. فماذا أيضا لو غادرت الدنيا للقاء ربها.. فرغم ألم الفراق الذي سوف يشعر به الابن إلا أن استمرارية الحياة ضرورة.. وكأنها تري الموت أمامها وتشعر به.. لترحل بهدوء.. تاركة ابنها لحياته الجديدة.. ليبكيها «الابن».. ونبكي جميعا معه أمهاتنا رمز التضحية.. وليرحم الله آباءنا وأمهاتنا جميعا.
من منا يستطيع أن يتحدي قدره.. ويحاول أن يغيره نحن لا نملك إلا الرضوخ للأقدار والاستسلام لها مهما حاولنا مقاومتها.. فقط علينا التعايش معها بأسلوب حياة دون أي تصادم معها فهذه أفضل طريقة.. لأنه لامعني لمعاندة القدر.. وكما يقول مثلنا (المكتوب علي الجبين لابد أن تراه العين». وقد حاولت بطلة فيلمنا (صوت من الخارج) وهو إنتاج فرنسي - شيلي مشترك للمخرج كريستيان جيمينز المولود في شيلي وقدم وأخرج العديد من الأفلام القصيرة، بالإضافة لكونه مدرسا للسيناريو في الجامعة، أما البطولة فهي لأنجريد أنساسيه وماريا سيدالب وبولينا جارسيا. صوفيا بطلة الفيلم انفصلت مؤخرا عن زوجها الذي هجرها بعد أن ترك طفلين معها.. تحاول رغم الانفصال الاحتفاظ بعلاقة جيدة معه من أجل الصغار.. لكنها مع إحساسها بالألم الشديد.. فإنها تقرر أن تقاطع كل وسائل التواصل الاجتماعي إلا مع عائلتها.. ولذلك فهي تلقي بتليفونها المحمول في النهر لاتحاول الاستماع إلي الأخبار وامتنعت نهائيا عن مشاهدة التليفزيون.. دون أن ننسي أنها أجبرت طفليها علي أن يكونا «نباتيين» لايتناولان اللحوم. الحياة الهادئة بعد الانفصال التي تحياها شجعت والدها علي الانفصال عن والدتها.. لتأتي الشقيقتان الأخريان لمعرفة ماذا يحدث لعائلتهما الصغيرة.. بالتأكيد هناك تناقض شديد بين الشقيقات فكل منهن لها طبيعة خاصة.. ولذلك رغم الحب كثيرا مايكون الخلاف والصراع بينهن.. وتكون صدمتها مروعة عندما تكتشف أن لوالدها علاقات كثيرة متعددة.. وإنه مريض.. وعندما يتوفي يجتمع الجميع بجوار الأم التي تدرك أنها كانت الحب الحقيقي في حياته.