تسابق سماسرة كرة القدم في عرض خدماتهم علي اتحاد كرة القدم، عقب إقالة شوقي غريب، المدير الفني للمنتخب، وسعي الاتحاد للتعاقد مع مدرب أجنبي ممن يحملون لقب خبير. قائمة طويلة من المدربين الأجانب يقوم مجلس الجبلاية بدراستها الآن وعلي رأسهم المدرب الهولندي فرانك ريكارد الذي عمل مديرا فنيا لسنوات طويلة لفريق برشلونة ومؤخرا وحتي نهاية عام 2013 مع منتخب السعودية، وهناك العديد من الأسماء ممن يبحثون عن عمل ويحبذون المجيء إلي مصر. لعبة السماسرة وشركات توظيف المدربين تسيطر علي كل اهتمامات اتحاد الكرة الذي يقف حائرا بين المدرب المصري والمدرب الأجنبي. وقد باءت كل محاولات اتحاد كرة القدم بالفشل لإقناع الوزير خالد عبد العزيز بضرورة التدخل الحكومي والمشاركة في دفع مرتبات الجهاز الفني الجديد للفريق الوطني، وتقدم رجال الجبلاية بمشروع لكيفية اختيار المدرب الأجنبي الجديد مؤكدين أن العوائق المالية تقف حجر عثرة في سبيل إتمام أي صفقة. وانه لابد من معاونة الوزير للجبلاية لاتخاذ أولي خطوات التصحيح. ودعم مسيرة الاتحاد الذي أكد مسئولوه أنهم بالفعل بدأوا أولي الخطوات بانتظام بطولة الدوري الممتاز والذي سوف يتم الاعتماد عليها مستقبلا في اختيار لاعبي المنتخب الوطني مثلما كان يحدث من قبل في السنوات الماضية. رفض الوزير كان باتا وقاطعا لطلب أهل الجبلاية، إلا أن هناك اتصالات مكثفة تمت بطريقة فردية وبطريقة سرية بين مجموعة من الأفراد والوزير وبينهم هاني أبوريدة عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي والاتحاد الأفريقي لكرة القدم. واشترط الوزير تدخله بأن يكون الاختيار عن طريق هاني أبو ريدة نفسه وليس غيره وأن يقدم مبررات اختياراته وترشيحاته ولايترك أي خطوة من الخطوات لاتحادالكرة المسئول، وشدد الوزير علي تلك النقطة بالذات مشيرا إلي أنه لم يعد ممكنا صب أموال الدولة في البحر مثلما كان يحدث من قبل في التعاقد مع مدربين لاحول لهم ولاقوة إلا استنزاف فلوس الدولة، وتلك المعلومات وصلت بالفعل إلي اتحاد كرة القدم والذي لم يغلق ملف المدرب الأجنبي كما يحلو للبعض التحدث في هذا الاتجاه من أجل فرض الكابتن حسن شحاتة المدير الفني الأسبق للفريق الوطني الذي يحاول جاهدا العودة إلي ذات المسئولية والمنصب والذي حقق من خلاله المزيد من الشهرة والمجد علي المستوي التدريبي بعد فوزه بثلاث بطولات أفريقية متتالية، بينما فشل في الوصول إلي العالمية رغم امتلاكه وقتها منتخبا من الموهوبين والدوليين لن يتكرر الآن بسهولة علي الإطلاق بعد أن فرغ الفريق من نجومه الأكفاء والذين لديهم الخبرة الدولية خاصة مع المباريات الصعبة والحاسمة. عودة المعلم إلي قيادة الفريق القومي بدأت عن طريق خطة إعلامية محكمة عقب عودته إلي القاهرة قادما من المغرب التي تولي تدريب أحد فرقها، وترك الفريق لعدم حصوله علي مستحقاته منذ أغسطس الماضي وتنفيذ الخطة أيضا جاء بعد رفض ترشيحه لتولي مسئولية منتخب الكويت وتعاقد الاتحاد الكويتي مع نبيل معلول المدرب التونسي لتولي تلك المسئولية، وقد تصاعدت خلال الأيام الأخيرة المطالبة بعودة شحاتة الذي بالفعل لم يفاتحه أحد من أهل الجبلاية والذين بالفعل انقسموا علي أنفسهم في كل القرارات المصيرية وغير المصيرية بعد إغلاق ملف المنتخب مؤقتا كما أكدنا في العدد الأخير ولحين الانتهاء من بطولة الأمم الأفريقية نهاية يناير القادم والبعض أشار إلي أن تاريخ وبطولات شحاتة لاتكفي وحدها. وفي ذات السياق، أعلن الكابتن أحمد مجاهد عضو مجلس الإدارة أنه لا حاجة للتعجل الآن لاختيار مدير فني للمنتخب سواء كان مصريا أو أجنبيا، وأن الأهم الآن وضع رواسي قوية لتثبيت بطولة الدوري الممتاز وضرورة انتظامها لإعادة تأهيل اللاعب المصري من جديد، لأن كثرة المباريات هي التي سوف ترفع المستوي الفني لكل اللاعبين وكذا المستوي البدني والذي يعاني منه كل لاعبي مصر من حيث مستوي اللياقة البدنية والتي دائما ما وجدناها في انخفاض طوال السنتين الماضيتين لعدم انتظام البطولة والتي يرتفع مستواها الآن من أسبوع لآخر. والأمر الأكثر غرابة أن مدمني التصريحات الصحفية والفضائية أطلقوا العديد من التصريحات الخاصة بمدرب المنتخب مؤخرا ورغم الاتفاقات المسبقة بضرورة إغلاق الملف مؤقتا إلا أن هواة الكلام لم يسكتوا لحظة والمعروف أن اتحاد الكرة سوف يعقد اجتماعا منتصف ديسمبر الحالي ربما يكون هناك قرار بإسناد المهمة من جديد للكابتن حسن شحاتة إذا ما سدت كل أبواب التفاوض مع وزير الرياضة للاستعانة بمدرب أجنبي وهو الأمر الذي سيدخل الكرة المصرية في دوامة جديدة. من ناحية أخري، يبذل مسئولو الجبلاية جهودا ضخمة من أجل إقناع مسئولي الأمن بضرورة السماح بالحضور الجماهيري لمباريات بطولة الدوري الممتاز، إلا أن المفاوضات عادت مجددا إلي نقطة الصفر بعد الأحداث التي شهدها النادي الأهلي أثناء بيع تذاكر مباراة الأهلي وبطل كوت ديفوار حيث تزاحم الجمهور واندست بعض العناصر من هواة الشغب والبلطجة.. وتم القبض علي بعض منهم. أيضاً، بدأ اتحاد كرة القدم رحلة جديدة ومشوارا آخر لإعادة ترتيب كل أوراقه لتعيين مدربين جدد لفرق الشباب والناشئين وكذا البحث عن مدير فني لاتحاد الكرة بدلا من فاروق جعفر الذي تمت إقالته من منصبه وهناك أكثر من شخص مرشح لهذا المنصب وبالطبع لم تخل آراء بعض أعضاء المجلس من محاولة مجاملة مجموعة من الأشخاص إلا أن رئيس اتحاد كرة القدم ونائبه المهندس حسن فريد أكدا مجددا عدم الالتفات لأي رأي من بين أعضاء المجلس سيكون وراءه شبهة مجاملة لأحد حيث إن هناك كفاءات جيدة للغاية بين المدربين الفنيين.. والذين يحتاج اتحاد الكرة لأمثالهم في الفترة الحالية من أجل اللحاق بركب الكرة الأفريقية.