أعلنت الهيئة العليا المستقلةللانتخابات الرئاسية في تونس أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية التونسية بلغت 64% ممن يحق لهم الانتخاب. جاء ذلك في وقت تواصلت فيه عمليات فرز أصوات الناخبين، والمجلة ماثلة للطبع، في أول انتخابات رئاسية حرة مباشرة في البلاد منذ سقوط نظام حكم الرئيس زين العابدين بن علي في عام 2011. وكانت مراكز الاقتراع قد أغلقت أبوابها عند الساعة السادسة بتوقيت تونس، ومن المتوقع أن تعلن النتائج الرسمية للانتخابات خلال 48 ساعة من إغلاق المراكز الانتخابية وبدء الفرز. حزب نداء تونس سارع إلي إعلان تقدم مرشحه الباجي قائد السبسي، علي بقية المرشحين بعد فترة وجيزة من إغلاق مراكز الاقتراع وبدء عمليات الفرز، بيد أن مراقبين توقعوا عدم حصول أي من المرشحين المتنافسين علي ما يؤهله لفوز حاسم في جولة الاقتراع الأولي، مرجحين إجراء جولة انتخاب ثانية في ديسمبر المقبل. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مدير الحملة الانتخابية للرئيس الحالي المنصف المرزوقي، قوله إنه سينجح في الصعود الي جولة انتخابات الإعادة دون إعطاء أي تفاصيل أو بيانات أخري عن نسبة الأصوات التي سيحصل عليها. بينما قال محسن المرزوق مدير الحملة الانتخابية للسبسي للصحفيين، إنه متقدم بشكل كبير علي منافسيه بحسب النتائج الأولية، لكنه استدرك ثمة احتمال لخوض جولة إعادة. ويخوض المنافسة الرئاسية 22 مرشحاً، بينهم أعضاء سابقون بنظام بن علي، لشغل منصب الرئيس الذي أصبح الآن شرفيا إلي حد كبير، ويتصدر المرشحين الباجي قائد السبسي (88 عاما)، وهو سياسي مخضرم لعب أدوارا بارزة في مؤسسة الدولة قبل اندلاع الثورة، ومن أبرز المنافسين الرئيس المنتهية ولايته، منصف المرزوقي، وهو ناشط بارز في مجال حقوق الإنسان، حُكم عليه بالسجن إبان النظام السابق، وانتخبه المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) رئيساً مؤقتاً في عام 2011. ومن أبرز المرشحين الآخرين رئيس البرلمان مصطفي بن جعفر، وأحمد نجيب الشابي زعيم الحزب الجمهوري، والقاضية كلثوم كنو، ورجل الأعمال سليم الرياحي، ومحافظ البنك المركزي السابق مصطفي كمال النابلي، ووزير الخارجية السابق كمال مرجان. ويري بعض المراقبين، أن موقف حركة النهضة الداعي إلي الحياد في هذه الانتخابات، لا يعدو كونه انحناء أمام العاصفة، وما كان له من داع، ولا مبرر، سوي الخوف من تجرع الحركة لكأس الهزيمة مرة أخري في أقل من شهر، وإلا فإن دعم منصف المرزوقي، الأقرب لنهج الثورة ولحركة النهضة كان واجباً عليهم، لاسيما وأن التنافس يكاد يكون محصوراً بين المرزوقي الذي يري فيه ثوار تونس الوجه الأبرز والأقرب لطموحاتهم وتحقيق تطلعاتهم، وبين الباجي قائد السبسي، المحسوب علي النظام التونسي السابق، والذي تقف خلفه قوي محلية ودولية. فيما يري محللون آخرون، أن حركة النهضة بحيادها في الانتخابات الرئاسية قد ضربت عصافير كثيرة بحجر واحد، فمن جهة أثبتت أنها حركة تفي بوعودها التي أطلقتها سابقا والتي أكدت فيها أنها لن ترشح أحدا للانتخابات الرئاسية وهو ما يزيد من مصداقيتها لدي شركائها السياسيين، الذين يتخوفون من استئثارها بالكعكة السياسية، إضافة إلي أن حركة النهضة ربما قد قرأت المشهد بشكل واضح وانحنت أمام العاصفة التي تهب من أتباع حزب بن علي وقوي دولية لاترغب في وصول حركة النهضة ولا منصف المرزوقي إلي سدة الحكم في تونس. ولا يتوقع أغلب المحللين وحتي استطلاعات الرأي المحلية فوز أي مرشح بأكثر من 50% من الأصوات وهي النسبة اللازمة للفوز مباشرة وتجنب دور ثان. ومن المعروف أن الرئيس الجديد في تونس والذي حدد الدستور الجديد مدة ولايته ب5 سنوات قابلة للتجديد لمرة واحدة سيكون له صلاحيات محدودة مقارنة برئيس الوزراء، وهذه الصلاحيات تتعلق بالسياسة الخارجية والدفاع، بينما ستكون اليد الطولي لرئيس الوزراء الذي سيعينه الحزب الحاصل علي الأغلبية في البرلمان.