شهدت اللجان الانتخابية في تونس. إقبالاً مكثفاً من الناخبين للإدلاء بأصواتهم حتي إغلاق اللجان أبوابها. والمشاركة في أول انتخابات رئاسية مباشرة تمثل آخر خطوات الانتقال إلي الديمقراطية الكاملة بعد ثورة 2011 التي أنهت حكم زين العابدين بن علي. وصرح مدير الدعاية الانتخابية لمرشح الرئاسة التونسية الباجي قائد السبسي للصحفيين. بانه متقدم في انتخابات الرئاسة بفارق عشر نقاط علي الأقل. ولم تعلن السلطات النتائج الرسمية بعد. وتحدثت الهيئة العليا للانتخابات في تونس عن أن نسبة المشاركة النهائية داخل تونس في الانتخابات الرئاسية بلغت 64.6% وتوقع رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. شفيق صرصار. أن يتم الإعلان عن نتائج الانتخابات خلال 48 ساعة.. وقال إن الفرز سيتم في مقار اللجان الانتخابية بحضور المراقبين وممثلي المرشحين. موضحاً أن الهيئة العليا ستقوم بالنظر في جميع النتائج من الولايات. وتأتي الانتخابات الرئاسية بعد انتخابات عامة جرت في أكتوبر وفاز فيها الحزب الرئيسي نداء تونس بمعظم المقاعد في البرلمان متفوقا علي حزب النهضة الذي فاز في أول انتخابات حرة شهدتها تونس في 2011. ويتنافس في الانتخابات الرئاسية نحو 22 مرشحاً أعلن 5 منهم انسحابهم من السباق.. لكن السباق يحتدم بين الباجي قائد السبسي "87 عاما" المسئول السابق في عهد بن علي والرئيس الحالي المنصف المرزوقي الذي يحذر من صعود شخصيات من عهد نظام الحزب الواحد مثل السبسي. وبدأ الاقبال علي مراكز الاقتراع في أنحاء تونس قليلاً ثم بدأ في الزيادة مع مرور الوقت. ويري البعض أنها أقل من الانتخابات التشريعية.. ويعتقد محللون كثيرون. أن السبسي والمرزوقي لن يحصلا علي أصوات تكفي لتفادي خوض جولة ثانية في ديسمبر.. كما أشارت معظم استطلاعات الرأي التي أنجزت خلال الأيام الأخيرة. إلي حصر التنافس في الجولة الثانية بين الباجي قائد السبسي. زعيم "نداء تونس" والرئيس الحالي المنصف المرزوقي. وبعد أن أدلي بصوته المرشح الأوفر حظاً قائد السبسي. قال. إن التونسيين سيقولون كلمتهم وإنه سيقبل بخيارهم لتعزيز الانتقال في البلاد. وسيتم تشكيل حكومة جديدة برئاسة حزب نداء تونس بعد انتخابات الرئاسة.. ولكن التفوق بفارق ضئيل علي حزب النهضة في البرلمان يعني إجراء مفاوضات شاقة بعد الانتخابات بشأن تشكيل الحكومة الجديدة. ولم يقدم حزب النهضة مرشحا ولم يدعم أحدا في انتخابات الرئاسة وترك لأنصاره حرية الاختيار لكن المرزوقي سيسعي للحصول علي دعم الاسلاميين من خلال الدعوة إلي منع عودة مسئولي عهد بن علي إلي السلطة.. ويحظي السبسي بشعبية واسعة خاصة في المدن الكبري ولدي الطبقة الوسطي.. وقد ركز في حملته الانتخابية علي "إعادة هيبة الدولة".. وفي المقابل. يتهمه خصومه بكونه يسعي إلي إعادة إنتاج نظام بن علي. وذلك لكون حزبه يضم أعضاء سابقين في حزب "التجمع" الذي هيمن علي السلطة في عهد بن علي. علي الجانب الآخر. يمثل المنصف المرزوقي الرئيس الحالي والمنتهية ولايته الطرف الآخر باعتباره مرشح الثورة. حيث يقدم نفسه علي أنه يمثل "روح الثورة". و ركز حملته علي "شيطنة" رموز النظام السابق. محذرا مما سمّاه "بعودة الديكتاتورية".. كما ركز علي مناشدة التونسيين منحه أصواتهم لمواجهة "التهديدات" المحدقة. حسب رأيه. بالحريات التي حصلوا عليها بعد الثورة.