طوال السنوات الماضية ظل يتردد تساؤل مهم.. لماذا لم تتم إقامة صناعة متكاملة للسيارات في مصر، رغم توافر الظروف الملائمة لذلك..؟ وبمتابعة أحدث البيانات بوزارة الصناعة والتجارة عن تصنيع السيارات محليا، تبين أن هذه الصناعة للتجميع فقط، فتوجد 16 شركة تقوم بتجميع لماركات سيارات عالمية، ونسبة المكون المحلي فيها بلغت أكثر من 60% والتي بدأت بنحو 40%، وصناعة السيارات تقوم علي قاعدة عريضة من الصناعات المغذية وهذا يعني أن هناك فرصا كبيرة لتعميق التصنيع المحلي في مجال صناعة السيارات والصناعات المغذية لها والتوسع في الإنتاج، والاستفادة من تصدير قطع الغيارات ومكونات السيارات المصرية بشرط الالتزام الصارم بالمواصفات القياسية والجودة العالمية.. الأمر الذي يسهم في جذب المزيد من الاستثمارات العالمية داخل السوق المصري، وزيادة فرص العمل والتشغيل.. فالخبرات المتراكمة التي توافرت للشركات التي تقوم بتجميع السيارات للماركات العالمية، من الممكن تطويرها، من خلال التوسع في البرامج التدريبية التأهيلية للعاملين في هذه الصناعة المهمة، وتقديم المزيد من الحوافز التي تجذب شركات السيارات العالمية، لإقامة استثمارات جديدة لها داخل السوق المصري، خاصة أن السنوات الأخيرة شهدت اتجاه شركات السيارات العالمية لنقل استثماراتها إلي العديد من بلدان العالم مثل الصين وكوريا ومصر والبرازيل والمغرب.. وأتصور أن مصر بما يتوافر لديها من خبرات في هذا المجال مؤهلة لجذب هذه الصناعة المهمة!