محمد حمص، مايسترو الإبداع في خط وسط فريق وادي دجلة، كان ضابط الإيقاع بسيمفونية الدراويش التي عزفها كثيراً مع نجوم الإسماعيلي، دماثة خلقه والهدوء الذي يمتاز به بين زملائه، لم يمنعه من التعرض في الفترة الأخيرة لأزمات مستمرة مع مسئولي قلعة الدراويش كونهم لم يراعوا إمكانياته، ولا تاريخه الكبير، والمشرف مع الفريق، ولا مع المنتخب القومي، وخططوا للإطاحة به وإجباره علي الاعتزال. هربت من نار الدراويش.. ودجلة «هيقلب» الدوري ولأنه حمص ذو المستوي الثابت والإمكانات الفنية والبدنية العالية التي لا يختلف عليها أحد، فقد سارع مسئولو نادي وادي دجلة، بخطفه وضمه لصفوف فريقهم بعد قراره النهائي بالرحيل من قلعة الدراويش بعد أن طفح الكيل به من المشاكل مع مسئولي النادي. يعيش حمص الآن أفضل حالاته الكروية، كما يروي لنا في الحوار التالي، الذي كشف فيه عن أسرار تأزم علاقته بمسئولي الدراويش، والجديد في طموحاته، وأحلامه، في رحلته الجديدة مع فريق وادي دجلة. ما تقييمك لبدايتك مع واي دجلة بالدوري؟ أعتقد أن المباريات التي لعبها فريق وادي دجلة منذ بداية موسم الدوري، كانت جيدة من حيث المستوي الفني، وبالنسبة لي كان الأصعب فيها هو ارتفاع درجة حرارة ترمومتر إثبات الذات، وخلال مجريات الأحداث من مباراة لأخري تمكنت من خلق عدة فرص للتهديف، ولكن يبدو أن الفريق مازال متأثرا بعملية جس نبض الفرق لبعضها في البداية، وهذا يعتبر وضعا أو حالة مؤقتة نظراً لأن فريقنا بالتحديد شهد بعض التغييرات في صفوفه بعد استقدام لاعبين جدد لم يحصلوا علي الوقت اللازم لتحقيق الانسجام. هل خرجت راضيا عن أدائك في المباريات التي لعبتها مع وادي دجلة؟ في الحقيقة لم أقدم كل مالديّ منذ أول مباراة شاركت فيها بالدوري ولم أظهر بمستواي الحقيقي، لأنني واجهت ضغوطا كبيرة منذ أن اتخذت قراري بعدم الاستمرار في الإسماعيلي، ولكنني شعرت مؤخراً بالاستقرار النفسي، الأمر الذي ساعدني علي تأدية تدريباتي بشكل أفضل. هل أزعجك موقف جمهور الإسماعيلي بعد قرار رحيلك؟ أنا قررت الرحيل عن قلعة الدراويش، بعدما طفح الكيل بي من كثرة المشاكل، وقد لا يعرف الكثيرون أني أنهيت مسيرة 22 عاماً مع الإسماعيلي حيث تدرجت في مختلف مراحل قطاع الناشئين بالنادي قبل تصعيدي للفريق عام 1997 وأعتقد أنني لم أبخل بأي عطاء علي النادي الذي تربيت فيه، ولكنني لا أخفي شعوري بالحزن الشديد بسبب ما تعرضت له من قبل البعض في مجلس الإدارة، بشأن تجديد عقدي مع الفريق، والجميع يعرف ذلك جيداً، وبالطبع أنا لاعب دولي، ولي اسمي وتاريخي، في الملاعب لن أنتظر التجديد لي من قبل الإدارة من باب التكريم، وفي وقت كان مفروضا أن يتم التجديد لي من منطلق، أني لاعب مؤثر مع الفريق، ولهذا كان قراري النهائي، هو الرحيل من قلعة الدراويش والانضمام لصفوف فريق وادي دجلة. هل زرت زملاءك بالإسماعيلي، مؤخراً؟ حرصت علي زيارة معسكر الدراويش مؤخرا بمدينة 6 أكتوبر للاطمئنان علي اللاعبين أصدقائي في إطار استعدادهم لمباراة الأهلي بالدوري الممتاز، وقمت بتحفيز اللاعبين الجدد، وطالبتهم بإثبات قدراتهم أمام نجوم القلعة الحمراء، وذلك قبل عقدي جلسة ودية مع حسني عبدربه وعصام الحضري، ولا أصف لك مدي سعادتي بحرص عدد كبير من لاعبي الإسماعيلي الصاعدين علي التقاط الصور التذكارية معي. مارؤيتك كصانع ألعاب للفريق لمستقبل دجلة خلال هذا الموسم؟ بطبعي أنا إنسان متفائل ولا أميل إلي التشاؤم وأري أن الفريق يمكنه حجز مكان متقدم جدا بجدول الدوري ، لأنه مازال لديه الكثير ليقدمه في الملعب، وسنسعي لزيادة رصيد النقاط خلال الفترة القادمة من عمر مسابقة الدوري واللاعبون عازمون علي استكمال المشوار بروح الإرادة والتحدي، وأنا واثق في قدراتهم، كما أن لدينا مجلس إدارة يرأسه المهندس ماجد سامي يوفر لنا كل المتطلبات التي يحتاجها الفريق، وسنعمل جميعاً علي إثبات أننا فريق قوي وقادر علي العودة لتقديم العروض القوية وتوقعوا موسما كرويا مثيرا وهذا من انتفاضة دجلة. هل تري أن شوقي غريب كان مجاملاً في اختياراته للاعبين؟ تغيير الدماء مطلوب في حد ذاته، ورغم أن كل مدير فني له رؤيته الفنية في اختياراته للاعبي المنتخب، التي يرتكز فيها علي متابعته لأداء جميع لاعبي فرق الدوري، إلا أنه هناك لاعبون في الأقاليم يحتاجون لمتابعتهم بشكل جيد لأنهم يستحقون الانضمام للمنتخب وعلي رأسهم لاعبو الإسماعيلي وغزل المحلة والمنصورة ودمنهور. هل لديك الأمل في العودة للمنتخب بعد تصريح مسئوليه بالاعتماد علي صغار السن؟ الكابتن شوقي غريب، وكل المسئولين عن اتحاد اللعبة لهم قدر كبير من الحب بداخلي وبالتالي لهم احترامهم في أي شيء يقولونه، ولكني أعتقد أن العطاء في الملعب له معيار آخر ولذا أعتقد أن المدير الفني لن يتجاوز أي لاعب متألق في صفوف ناديه مهما كان اسمه أو سنه لأنه يهمه في المقام الأول النجاح أولا وقبل أي شيء، ولذا لن أفقد الأمل طالما لديّ الثقة في نفسي علي الإبداع في الملعب، والعبرة بالأداء المتميز وتحقيق النتائج الجيدة في جدول الدوري. ما سر اعتزازك بالمانشيت الإيطالي "رجل المباراة المخضرم"؟ فوجئت بجريدة إيطالية شهيرة تتابع أداء المنتخب المصري بشكل جيد خلال مشاركته في كأس العالم للقارات عام 2009 بجنوب أفريقيا، وكنت أحد المشاركين في المنتخب خلال لقائه مع المنتخب الإيطالي، وبفضل الله نجحت في قيادة المنتخب للفوز علي إيطاليا بهدف تاريخي في الدقيقة 93، وسعادتي جاءت عند منحي اللجنة المنظمة، ومعها مسئولو الجريدة الأولي بإيطاليا لقب رجل المباراة المخضرم تقديراً لأدائي. بحكم خبرتك هل يحتاج وادي دجلة للاعبين جدد؟ رغم أن إجابة السؤال عند الجهاز الفني باعتباره المسئول، وهو الذي يدرك تماما احتياجات الفريق، لكن الفريق يمتلك لاعبين علي مستوي عال، لذا لابد أن يكون أي لاعب قادم لصفوف وادي دجلة مستقبلاً متميزاً ويفوق الجميع. أخيراً، هل أنت متابع جيد للدوريات الأوروبية؟ نعم أنا متابع جيد للدوريات الأوروبية وأستمتع من خلالها بحلاوة الفكر التدريبي المتغير والمتطور، هذا بخلاف رؤيتي لكوكتيل المهارات وحلاوة الأداء في مباريات لا يشبع أحد من رؤية فنياتها ومهارات اللاعبين وأجد نفسي منحازا للدوري الإسباني والدوري البرازيلي.