علاقاتهم القوية بالتنظيم الدولي للإخوان وتمويلهم للكيانات التابعة له، وعلي رأسها حماس "المنظمة الإرهابية" باعتراف واشنطن، ورغم ما كشفته تحقيقات الصحف الغربية حول دعمهم وتسليحهم للتنظيمات الإرهابية ك"داعش"، و"جبهة النصرة"، إلا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تزال تمد تركياوقطر بالأسلحة والصواريخ الدفاعية المتطورة دون تردد، بينما تحرم طفلها المدلل "إسرائيل" وتعلق الإمدادات العسكرية له، مما يطرح مجال التساؤلات حول موقف إدارة أوباما من تزويد أنقرةوالدوحة لتل أبيب بالأسلحة والوقود دون اعتراض أمريكي. ففي الوقت الذي تتظاهر فيه الولاياتالمتحدة بمساعيها لوقف نزيف دماء الفلسطينيين، وتظهر ردعها "غير الحقيقي" لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خضم حربها في قطاع غزة، قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عدم إرسال أسلحة لها دون موافقته السابقة خاصة شحنة صواريخ "هيلفاير". "الدوحة" و"أنقرة" سمسارا سلاح تل أبيب بينما نقلت صحيفة "وورلد تريبيون" عن مسئولين أمريكيين القول إن مجلس الشيوخ وافق علي منح "تل أبيب" 351 مليون دولار لتمويل مشروع "مقلاع داود"، الذي لديه قدرة خاصة في معالجة الثغرات الأمنية الموجودة في نظام "القبة الحديدية"، لاعتراض الصواريخ المقاومة ومن المتوقع الانتهاء منه خلال 3 سنوات. ومن المعروف أن أي إدارة أمريكية سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية لن تتخلي عن إسرائيل مهما كان الثمن فما حدث ما هو إلا دعوة تحذيرية ومحاولة من البيت الأبيض لتجميل وجهها وامتصاص غضب المجتمع الدولي بعد القصف الوحشي وعمليات الإبادة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني علي يد الكيان الصهيوني، وهذا ما أكده "إدموند غريب"، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون في واشنطن، خلال مداخلة له عبر شبكة (CBS) الإخبارية. فيما أبرم وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هيجل، مع نظيره القطري، حمد بن علي العطية، اتفاقاً الشهر الماضي تم بموجبه الحصول علي أكبر صفقه سلاح في تاريخ الدوحة، وأكبر صفقة سلاح أمريكية منذ مطلع هذا العام بقيمة 11 مليار دولار لشراء طائرات عسكرية مثل التي صدرتها طوكيو إلي واشنطن من طراز"اباتشي" وصواريخ "باتريوت، فالولاياتالمتحدة تري أن قطر تلعب دوراً مهما في مكافحة الإرهاب في المنطقة، والحقيقة أنها تسلح الجماعات الجهادية المتطرفة لتحقيق مصالحها بالمنطقة. وتأتي هذه الصفقة في وقت تتزايد فيه المخاطر بالمنطقة علي ضوء استمرار الحرب في سوريا وتطورات الأوضاع في لبنانوالعراق ومحاولات إقامة دولة كردية والقصف الإسرائيلي لغزة. فمن المعروف أن قطر تدعم الإرهاب وتتحالف مع الولاياتالمتحدة عن طريق إيواء جهاديين وإرهابيين وتكفيريين وعلي رأسهم تنظيم القاعدة، وتأمين الدعم المالي والعسكري من أجل تنفيذ المخطط الأمريكي-الإسرائيلي لتفتيت الشرق الأوسط. ذلك الأمر، أكده تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الذي أوضح تتبع وزارة الخزانة لتمويلات مؤسسات خيرية في الدوحة، لدعم جبهة النصرة في سوريا، وجماعات جهادية علي صلة بالقاعدة. ومن ناحية أخري، كشف البنتاجون عن صفقة بيع صواريخ "جو-جو" متوسطة المدي من نوع "AMRAAM" إلي تركيا بناء علي طلب تقدمت الأخيرة به لتسليحها باعتبارها إحدي الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلنطي "الناتو"، في ظل تزايد المخاطر الأمنية في المنطقة، وفقاً لما نشرته صحيفة "واشنطن فري بيكون"، فتحت عنوان "وزارة الدفاع الأمريكية تبيع أسلحة لتركيا رغم علاقاتها بحماس" تساءل لماذا تم الاستجابة لأنقرة عن تل أبيب ؟ إلا أن ماري هارف، نائبة المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، رفضت المقارنة بين البلدين، واعتبرت أنه من الضروري تزويد حلفاء واشنطن باحتياجاتهم، فيما أكدت مارف علي استمرار العلاقة مع إسرائيل وليست هناك سياسة لإيقاف هذه الأسلحة، رافضة الدخول في تفاصيل هذه العملية. ومن هنا أوضحت بعض التقارير الغربية والعربية علي قوة العلاقة التركية- الإسرائيلية وحجم الاتفاقيات التجارية والعسكرية والتي تصل إلي 60 اتفاقية في مجال العسكري فقط، بالإضافة إلي التعاون الأمني الواسع في إطار ما يسمي بمكافحة الإرهاب. وتشترك كل من واشنطن وطفلها المدلل إسرائيل ودول الناتو وبعض الدول العربية مع أنقرة كل عام في مناورات عسكرية مشتركة المعروفة باسم "نسر الأناضول"، وتعتبر من أكبر المناورات العسكرية المشتركة في العالم، حيث تجري بقاعدة كونيا الجوية وسط تركيا منذ أكثر من عقد. فرغم إعلان أنقرة تعليق التعاون العسكري بين البلدين عام 2010، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي علي قافلة المساعدات التركية إلي غزة، الذي أسفر عن مقتل عشرة أتراك علي متن السفينة "مافي مرمرة"، إلا أنها زودتها بالوقود الذي تستخدمه الطائرات الصهيونية لقصف قطاع غزة. وكشف موقع (liberation) الأخباري بالمستندات ووفقاً لبيانات رسمية من معهد الإحصاء التركي (TurkStat) عن قيام "رجب طيب أردوغان" ببيع معدات عسكرية لإسرائيل 11 مليون دولار وإمدادها بالوقود بين شهري مارس وأبريل الماضي، حينما كان رئيساً للوزراء، هذا بجانب، استعمال قاعدة الإنذار المبكر في ملاطيا، لصالح القبة الجديدة الإسرائيلية لرصد أي صواريخ يطلقها الفلسطينيون وتساعد قوات الإحتلال علي تحديد مكانها. وتشير، الإحصاءات التي أصدرها المعهد التركي أيضاً، إلي وصول التبادل التجاري بين البلدين إلي أكثر من 3 مليارات دولار أمريكي، في حين أن العلاقات التجارية بين تركيا وفلسطين لم تتجاوز 44 مليون دولار. ويبرر "تانر يلدز" وزير الطاقة التركي نقل بلاده للنفط إلي إسرائيل حيث قال "إنهم مجبرون علي إيصاله لمن يريد لأنهم لا يمتلكون القرار في اختيار الدولة التي ستشتري النفط العراقي." فيما كشف رسم كاريكاتير تناقض تصريحات أردوغان وعلاقته ب"تل أبيب" علي حساب غزة. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية مطلع العام الحالي أن شركة "بوينج" الأمريكية تعاقدت مع "إيلتا" الإسرائيلية لتزويد الطائرات التركية بالنظم الدفاعية المتطورة في إطار صفقة تقدر بنحو 200 مليون دولار. وعلي صعيد آخر، يري الكاتب الأمريكي دانيال بايبس، أن زعماء تركيا يدعمون تنظيم داعش في العراقوسوريا، نظراً لأن الأخيرة بانوا يمثلون لها أزمة، فالرئيس بشار الأسد لا يزال في منصبه والأكراد يزدادون قوة، ويريدون إقامة دولتهم- التي توافق عليها تركيا- بعد انزلاق العراق نحو صراع طائفي، ينتهي بتقسيم البلاد إلي 3 دويلات (شيعة وسنة وأكراد)، ولهذا السبب قدمت أنقرة ملجأ آمنا، لتنظيم الخلافة الإسلامية، ووفرت له التمويل والخدمات اللوجستية والتدريب والأسلحة والعلاج علي أراضيها.