أشفق كثيرا علي طلبة المدراس خصوصا مما ينتظرهم في العام الدراسي القادم . فإلي جانب المناهج الدراسية المكدسة وطرق التعليم العقيمة والدروس المملة التي تعتمد علي التلقين ولاتترك أي فرصة لإعمال العقل وتنمية المهارات واكتشاف المواهب. إلي جانب كل ذلك يتعرض الطلبة لحالة من "اللخبطة" فبينما تخبرهم كتبهم المدرسية أن ماحدث في 25 يناير هو ثورة علي نظام مبارك وتعتبر حركة «كفاية» و«6 أبريل» و«شباب الغد» مجموعات شملت معارضة لنظام مبارك وكانت إرهاصا للثورة.. وبينما تمجد وزارة التعليم هذه الثورة يجد الطالب نفسه محاطا بأبواق تنعق كل يوم في وجهه تصم الثورة بأنها مؤامرة وتشوه الثوار وتتهمهم بالعمالة وتصف كل من شارك فيها بأنه مخدوع وساذج أو مأجور وممول وخائن لوطنه .فأيهما يمكن أن يصدق هذا الطالب المسكين كتاب الوزارة أم نجوم الفضائيات أبطال التوك شو منهم وضيوفهم المتلونين الوجهاء. أم ذلك المحامي الشهير الذي يصف مبارك بالوطنية ويصم الثورة بالمؤامرة الأمريكية أم تلك التسريبات التي تشوه بعضاً ممن شاركوا في الثورة وتدينهم دون أن تترك لهم فرصة للدفاع عن أنفسهم وأن في إدانتهم إدانة لكل الثوار والنشطاء وكأنهم وحدهم من فجر الثورة وقام بها. يقيني أن هذه الحالة من اللخبطة التي يمكن أن تصيب الطلاب وغيرهم بالطبع " مقصودة " ومتعمدة لكن ثقتي أيضا من أن مثل هذه "الحيل" و"الألاعيب" لن تنطلي علي أولادنا ليس فقط طلبة الثانوي وإنما أيضا الإعدادي بل والابتدائي أيضا. فهؤلاء الذين تفتحت أعينهم علي الثورة بل شارك فيها بعضهم وفقد فيها منهم صديقه أو جاره أو زميله يؤمن تماما بأنها ثورة وسيظل قابضا علي جمرتها رغم أنف المتآمرين عليها. فلاتستهينوا بعقول شعب إمتلك شبابه قبل شيوخه إرادة الرفض والقدرة علي التغيير.