وسط تعنت حركة "حماس" بموقفها الرافض للمبادرة المصرية لوقف النار، يتزايد عدد الشهداء الذين يتساقطون في الحرب التي تشنها إسرائيل علي قطاع غزة، وطورتها بتحركات عسكرية برية تنذر بتفاقم الأوضاع، فيما قال السفير الفلسطيني في القاهرة جمال الشوبكي في حوار ل"آخر ساعة" إن رفض حماس للمبادرة المصرية منح إسرائيل غطاء دولياً لاقتحام غزة برياً، مشيراً إلي أن "حماس" تنازلت عن الحكم صورياً لكنها في الواقع صاحبة القرار الفعلي. وإلي التفاصيل. ٭ حدثني عن نتائج زيارة الرئيس محمود عباس إلي القاهرة؟ - هناك اتفاق بين وجهتي النظر المصرية والفلسطينية بناء علي المحادثات التي تمت بين الرئيسين، أهمها الاتفاق علي استمرار الجهود لتنفيذ المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار وإنهاء هذا العدوان، لذلك غادر الرئيس أبومازن القاهرة متوجها إلي تركيا لإجراء مباحثات مع رجب طيب أردوغان لمحاولة الضغط علي "حماس" لقبول المبادرة، بعدها سيتوجه الرئيس إلي قطر لنفس الغرض، لأن كل لحظة تمر يسقط شهداء والعملية العسكرية البرية بدأت وتتطور وهي مازالت في بدايتها، وللأسف الشديد معظم الشهداء من المدنيين أطفال ونساء علاوة علي الجرحي ودمار الممتلكات والبنية التحتية. الوضع في غزة شديد الصعوبة وإمكانيات المستشفيات محدودة للغاية لا تتناسب مع حجم الجرحي والشهداء. ٭ هل أصبحت تركياوقطر طرفا في الوساطة لحل الأزمة وإنهاء العدوان؟ - ليستا طرفا بقدر ما لهما علاقات مميزة مع "حماس" ويمكن استغلال هذه العلاقة لإقناع الحركة بقبول المبادرة المصرية، وهناك جهود كبيرة تبذل من الرئيس أبومازن ووزارة الخارجية المصرية وجهات أخري لتنفيذ المبادرة، فنحن نريد وقف هذه الحرب، ولا يمكن المقارنة بين إمكانيات المقاومة وإمكانيات الجيش الإسرائيلي. ٭ برأيك لماذا رفضت حماس المبادرة؟ - الحركة تدعي أن الشروط الموجودة لا تلبي أهدافها، علي سبيل المثال إطلاق سراح الأسري الذين تم اعتقالهم خاصة الذين خرجوا من سجون الاحتلال في صفقة شاليط وأعيد اعتقالهم مجدداً، أيضا تريد حماس أن تنص المبادرة علي رفع الحصار عن غزة وفتح المعابر وأن تكون هناك ضمانات لعدم تكرار هذه الحرب. ٭ ما الفارق بين اتفاق التهدئة في 2012 وبين المبادرة المصرية الحالية؟ - اتفاق 2012 كان برعاية مصرية وبنفس الشروط، حيث نص الاتفاق وقتذاك علي وقف الأعمال العدائية من الجانبين. أما المبادرة الحديثة فتطالب بوقف إطلاق الصواريخ علي إسرائيل، وخلال 48 ساعة يعقد اجتماع بين الجانبين في القاهرة لتسير مفاوضات غير مباشرة علي وضع المعابر والحصار وكل القضايا. ونتعجب لموقف حماس ونقول لهم لماذا تضعون هذه الشروط وكنتم قد وافقتم علي اتفاق 2012 بدون هذه الشروط.. ويجب أن أذكر هنا أن المبادرة المصرية لو كانت قبلت وتم إيقاف الحرب كنا تجنبنا عشرات الشهداء غير الدمار والجرحي.. ٭ علي ماذا تعول حماس في إصرارها علي مواصلة الحرب؟ - هذا الذي لا نفهمه، لكن أعتقد أن الإخوة في حماس يريدون أن يفكوا عزلتهم.. ويريدون أن يقولوا نحن أصحاب القرار.. نحن الذين نوقف الحرب.. ولكن هذا علي حساب الشعب الفلسطيني.. نحن نتفق معهم من حيث المبدأ أن المقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني لأنه مازال تحت الاحتلال.. لكنهم عندما رفضوا المبادرة أعطوا إسرائيل غطاء دوليا بأن إسرائيل قبلت المبادرة وحماس هي التي رفضت ومن ثم أعطوا مبررا للعملية البرية. ٭ لكن حماس تنازلت عن الحكم بقبولها المصالحة وتشكيل حكومة وفاق وطني وليس لها الآن أي مقرات حكم في القطاع؟ - حماس تنازلت عن الحكم نظريا.. لكن عمليا هي التي تحكم وصاحبة القرار.. المفروض أن الرئيس محمود عباس قبل المبادرة وهو رئيس السلطة ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.. كذلك قبلت حكومة الوفاق الوطني المبادرة فكان علي حماس أن تلتزم بقرار الرئيس والحكومة.. وهذا يعني لنا أن حماس غير جادة في المصالحة. ٭ هل قامت حكومة الوفاق الوطني بأي دور سياسي أو لوجيستي في غزة منذ بدء العدوان؟ - مساعدات الحكومة منذ اللحظة الأولي قدمت أدوية وغذاء.. وذهب وزير الصحة إلي غزة.. وأنا مع أن يذهب رئيس الحكومة إلي غزة هو وكل الحكومة لأن عليها واجبا وطنيا بأن تتواجد في قطاع غزة من حيث المبدأ أثناء الحرب.