جائزة الكاميرا الذهبية ذهبت لثلاث مخرجين مساء السبت الموافق 24 من مايو، تم إعلان جوائز الدورة ال67 لمهرجان كان السينمائي الدولي، وكالعادة يسبق الإعلان الرسمي عن أسماء الفائزين، موجات من التكهنات، يطرحها النقاد من خلال النشرات والمجلات التي توزع مجاناً داخل قصر المهرجان، مثل سكرين، وفيلم فرانسية، وهوليوود ريبورتر، وكانت التوقعات تميل إلي حصول فيلم «يومين وليلة» للأخوين داردين علي إحدي جائزتين السعفة الذهبية أو الجائزة الكبري، وعندما عرض فيلم المخرج الكبير جان لوك جودار 83 سنة، و"داعاً للغة" مالت كفته، وكان الأقرب من وجهة نظر البعض للجائزة، ولكن ظل الفيلم التركي "بيات شتوي" winter sleepهو الجواد الأسود الذي انطلق منذ بداية السباق لآخره بنفس القوة والسرعة حتي وصل إلي نقطة النهاية! نال الفيلم التركي بيات شتوي لمخرجة نوري بيلج جيلان، السعفة الذهبية ، وتسلمها من المخرج الأمريكي كوينتين ترانتينو والممثلة أوما ثورمان، وكانا قد وصلا الي كان، مع جون ترافولتا للاحتفال بمرور 20 سنة علي عرض فيلمهما " PULP FICTION" والحاصل علي السعفة الذهبية من كان ، فيلم بيات شتوي، يميل الي الدراما التشيكوفية، نسبة إلي الروائي الروسي تشيكوف، وأحداثه تدور في منطقة الأناضول من خلال فندق صغير يقع بين جبال ثلجية ويديرة ممثل متقاعد، وشخصياته تنعزل عن العالم في موسم الشتاء نظرا لصعوبة الحركة، ومدة عرض الفيلم تزيد علي ثلاث ساعات، وقد قام المخرج التركي بإلقاء كلمة بعد أن تسلم جائزته، قدم فيها تحية للشباب الغاضب الذي أعلن تمرده علي فساد حكومة أردوغان، وخاض معارك مع رجال الشرطة سقط فيها خلال عام واحد مئات منهم!! كما قدم تحية للسينما التركية التي تحتفل بمرور مائة عام علي بدايتها، وكانت المخرجة جان كامبيون رئيسة لجنة التحكيم قد أبدت تخوفها من طول عرض الفيلم، وقالت لبقية أعضاء اللجنة، يبدو أننا سوف نضطر لوقف عرض الفيلم أكثر من مرة، لنذهب إلي دورة المياه، ولكنها نسيت نفسها واستغرقتها أحداث الفيلم ولم تضطر لاهي ولا أي من أعضاء اللجنة للذهاب الي دورة المياه خلال ما يزيد علي ثلاث ساعات، وقالت أنه عمل أكثر من رائع حقا، ولكن دعونا نحتفظ بآرائنا حتي ننتهي من مشاهدة بقية الأفلام! وتعتبر هذة المرة الثانية التي يفوز فيها فيلم تركي بالسعفة الذهبية وكانت الأولي في عام 1982 عندما حصل عليها فيلم "الطريق" للمخرج يلمظ جوناي! --وحصلت الأمريكية "جوليان مور" علي جائزة السعفة الذهبية لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم" خريطة النجوم" للمخرج دافيد كورينبرج، ولم تحضر مور لاستلام جائزتها وتسلمها بدلا منها السيناريست بروس واجنر، أما جائزة أفضل ممثل فذهبت إلي تيموثي سبال الذي لعب دور الفنان التشكيلي البريطاني، جي إم تيرنر في الفيلم الذي يحمل اسم"مستر تيرنر" للمخرج مايك لي، وتسلم جائزته من فاتنة السينما الإيطالية مونيكا بيلوتشي، وقد ألقي تيموثي كلمة قصيرة قال فيها لقد قدمت عشرات الأدوار ولم يشعر بها أحد وكنت دائما مثل وصيفة العروسة، وهي المرة الأولي التي أكون فيها العروس أو الشخص المحتفي به، وكان قد كتب تلك الكلمة علي الموبايل الخاص به، وعندما أخرجه ليقرأ تلك الكلمات البسيطة، فوجيء برنين الموبايل فزاده الأمر خجلاً، وذهبت السعفة الذهبية لأفضل مخرج إلي "بينيت ميللر" عن فيلمه "صائد الثعلب" الذي شارك في بطولته كل من مارك رافاللو، تشانينج تاتوم، وستيف كاريل، الذين وجه لهم المخرج التحية لتعاونهم معه والتفاني في أدوارهم حتي خرج فيلمه بالشكل الذي كان يطمح فيه. وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة فقد تقاسمها أكبر مخرج في المسابقة "جودار 83 سنة" عن فيلمه وداعا للغة، مع أصغر مخرج زافيية دولان 23 سنة، عن فيلمه "مامي" ودولان مخرج كندي من أقليم الكوبيك، وفيلمه ناطق باللغة الفرنسية وأحداثه عن علاقة أم وبنتها، وفي كلمته التي ألقاها عند حصوله علي الجائزة أنه تأثر بالشخصيات النسائية التي قدمتها المخرجة جان كامبيون رئيسة لجنة التحكيم في أفلامه مثل عازفة البيانو، وهي شخصيات تمتاز بالقوة والنعومة في آن واحد، والمخرج الشاب سبق له، تقديم خمسة أفلام طويلة قبل أن يخرج فيلمه "مامي"، أما جودار فلم يحضر لاستلام جائزته وأرسل فيديو قصير يوجه فيه التحية للجنة التحكيم! أما مفاجأة المهرجان فكانت مع حصول الايطالية ليس روهواتشير مخرجة فيلم " THE WONDERS" علي الجائزة الكبري، وهي واحدة من امراتين شاركتا في المسابقة الرسمية التي ضمت 18 مخرجا، وحصل الروسي أندريه زيجافنتيف علي سعفة أفضل سيناريو عن فيلم ليفنثان الذي تدور أحداثه في مدينة تعاني من الفساد الإداري في عصر بوتين ومع ذلك فإن وزارة الثقافة هي التي دعمت إنتاجه! وذهبت جائزة الكاميرا الذهبية التي تمنح لصاحب أول عمل، وكان الفيلم الفائز هو فتاة الحفلة، شارك في تقديمه ثلاثة مخرجين وتدور أحداثه حول عاهرة في الستين تحكي تجربتها الطويلة في هذا الشأن بعد أن تقدم بها العمر وأصبحت تدير نادياً خاصا للباحثين عن الجنس! وكان غياب فيلم يومين وليلة للمخرجين داردين، عن الجوائز مثار تعليق من حضروا حفل الختام، ولكن كان التبرير أن الأخوين داردين سبق لهما الحصول علي سعفة كان مرتين سابقتين ولم يحدث في تاريخ المهرجان العريق أن حصل أي صانع أفلام علي ثلاث سعفات! وجاء فيلم المخرج الإيطالي الراحل سيرجيو ليوني "من أجل حفنة دولارات" الذي لعب بطولته كلينت إستوود، نهاية جيدة للدورة ال67 لمهرجان كان السينمائي الدولي الذي كان مليئا بالمفاجآت!