«من هنا كانت البداية» جملة قالها حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.. في معرض الشارقة لكتب الأطفال العام الماضي.. الجملة علي بساطتها تعني فلسفة ومنهاج عمل يقوم علي تنفيذه مسئولو الإمارة الثقافية علي اعتبار أننا عندما نؤسس لثقافة الطفل، فإننا في الوقت ذاته نؤسس لجيل واعد.. ولترجمة هذا الشعار السحري كان مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته السادسة الذي حمل شعار «اكتشف أصدقاء العمر». هذا المعرض أصبح في زمن قياسي أحد أهم معارض الكتاب في العالم العربي يحرص عليه كل الناشرين، ولم لا والشيخ سلطان القاسمي قرر تقديم منحه 2 مليون درهم إماراتي توجه لاقتناء أطفال الإمارة للكتاب وللمكتبات بالمدارس وللناشرين.. لأن الثقافة هي صمام الأمان والدرع الواقية ضد الأفكار الظلامية.. هذا ما أكده أحمد بن ركاض العامري في حواره مع آخر ساعة. ٭ الدورة السادسة لمهرجان الطفل القرائي ماذا تمثل لكم؟ - تمثل انظلاقة جديدة أتت بتراكم ونحن نري أن عدد الزوار في تحسن ملحوظا مقارنة بالعام الماضي، وكذلك من ناحية حجم المشاركة لكنها رغم ذلك لم تصل إلي مانصبو إليه.. فنحن نتطلع إلي الأفضل ودائما نريد أن نكون «الأول». ويتميز مهرجان الشارقة القرائي هذا العام أولا بتفاعله مع أفراد المجتمع ككل، مع الأطفال والطلاب وأولياء الأمور والمعلمين لكي نخرج بمشهد يجعل من الشخص المتعلم ومن الطفل عندما يكبر أن يكون محبا للكتاب ومحبا للثقافة، فالثقافة هي الدرع الواقية لأي إنسان من الأفكار الظلامية. ونحن نري كثيرا من الأشخاص لديهم شهادات ومراكز علمية ولكنهم ليسوا بمثقفين فنجدهم دائما ما تأتي إليهم الأفكار الظلامية من بين أيديهم. ويضيف بن ركاض: إن الثقافة تشجع علي حب الوطن وحب القومية وحب الآخر والتعايش معه علي اختلاف آرائه. وتشجيع التفاهم وبناء جسور بين أبناء الوطن وتقضي علي النزاعات التي تبث في نفس الإنسان من ضعف ونحن بهذا المهرجان نرتقي بالمشهد الثقافي. ويقول أحمد العامري: هذا كله وضعه الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة نصب عينيه وأيضا الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي قرينته ورئيس المجلس الأعلي للأسرة أن يكون هذا المهرجان فعالا ومناسبة للالتقاء وبناء ثقافة متميزة في المستقبل. ٭ دائما ما تصادف معارض كتب الطفل مشاكل منها أنها لاتحقق جدوي اقتصادية وحجم المشاركة لايكون علي المستوي المأمول هل تغلبتم علي هذه المشاكل؟ - نحن في الشارقة نتعامل مع المهرجان علي أنه مشروع ثقافي وليس مشروعا اقتصاديا أي أن الجدوي الاقتصادية هي في المرتبة الثانية وليست الأولي. وبناء ثقافة الجدوي الاقتصادية ستأتي في المستقبل وليس في الوقت الحاضر.. نحن لانذهب إلي الكم في عدد دور النشر ففي الدورة الرابعة للمهرجان فتحنا المجال لجميع دور النشر للمشاركة. فشاركت أكثر من 280 دار نشر وعلي الرغم من أنها جميعها متخصصة إلا أنها لم تكن بالمعايير التي نريدها لطفلنا. ٭ ماهي المعايير التي تختارون دور النشر علي أساسها؟ - هناك معايير بالنسبة لجودة الكتاب وجودة المادة المكتوبة والرسوم وأن يكون الناشر ناشرا حقيقيا وليس بائعا للكتب أي يكون له أهداف ثقافية تعليمية وليست تجارية وأضاف بن ركاض: لا نريد تاجرا يبيع الألعاب فهذا المعرض للثقافة والتوعية وتوصيل فكر مميز هذا الفكر يستخدم فيه اللهو الهادف، ومن هذا المنطلق فإن دور النشر العربية المشاركة 78 دار نشر فقط من 124 هي حجم المشاركة والبقية أجنبي وحكومي وهذا يوضح أن التجارة والكم ليست هدفنا ولكننا نهتم بالجودة ونريد أن نصل برسالة لذلك جعلنا المعرض انتقائيا علي الرغم من تقدم 300 دار نشر للعرض ولكن لم تقبل إلا الخبرة المختارة من الناشر العربي. وأضاف.. لو أخذنا جولة نجد أن الدور العارضة تقدم أفضل ما لديها من كتب الأطفال والألعاب التعليمية. ونجد أن المشاركين من مصر مثل دار نهضة مصر والشروق والمصرية اللبنانية وغيرها هي دور ثقيلة في إنتاجها وفي مقدمتها هيئة الكتاب التي تحمل علي عاتقها مسئولية كبيرة ووجه بن ركاض العامري الشكر لوزير الثقافة المصري د. صابر عرب ود. أحمد مجاهد علي جهودهما للارتقاء بالكتاب المصري. وأضاف أن المشاركة المصرية متميزة دائما فنحن نعتبر أن الهيئة المصرية للكتاب شريك استراتيجي معنا دائما وحاكم الشارقة يكن لها مكانة خاصة. ٭ هل هناك معرض معين لكتاب الطفل تريد أن تصل إلي مستواه، مثل معرض بولونيا مثلا؟ - معرض بولونيا لكتاب الطفل لايوجد له رسالة ثقافية وإنما هو معرض تجاري بحت فهو معرض لشراء حقوق كتب الأطفال أما عندما تتحدث عن معرض ثقافي مثلا مثل معرض باريس فهو معرض للكتاب ولكن به جزء موجه للطفل وكذلك معرض طوكيو للكتاب يحاكي نوعية معينة من كتب الخيال العلمي.. ولذا نجد أنه لايوجد معرض متخصص لكتاب الطفل فقط هذه المعارض المتخصصة موجودة في العالم العربي فقط مثل معرض صفاقس بتونس ومعرض القاهرة ومعرض الشارقة. ٭ ماذا بالنسبة للمنحة التي عزز بها حاكم الشارقة الشيخ القاسمي دور الكتاب؟ - دعم الحاكم للناشرين في المعرض وربط المكتبات المدرسية في إمارة الشارقة وإنشاء المكتبات والاهتمام بجودة الكتاب وكذلك دعمه للناشرين علي مستوي الوطن العربي كل هذا يدل علي أن الشيخ القاسمي يتخذ من نشر الثقافة رسالة له والدليل علي ذلك المنحة التي تقدر ب 2 مليون درهم هذا المبلغ اكثر بكثير من الذي حصلنا عليه من مشاركة ال 78 دار نشر وهذا يدعم فكرة أن المعرض ليس هدفه الربح ولكن نشر الثقافة. ٭ بالمناسبة.. ماهو الفرق بين المعرض والمهرجان؟ - الفرق أن معرض الكتاب يصاحبه برنامج ثقافي متميز أما المهرجان فيكون التركيز علي الفعاليات الثقافية أكثر بكثير من جانب المعرض ونحن في مهرجاننا نبني ونؤسس لثقافة طفل متميز.. وقد قال حاكم الشارقة كلمة جميلة في معرض العام الماضي «من هنا كانت البداية» فعندما نؤسس لثقافة الطفل فإننا نؤسس لجيل واعد. وأضاف العامري.. معرض الشارقة الدولي للكتاب في أولي دوراته لم يبع ولا في الثانية أو الثالثة ولكن مع الوقت أسس نجاحا تلو الآخر حتي أصبح واحدا من أهم المعارض علي مستوي العالم فتحقيق الإنجاز يحتاج إلي وقت.. وحاكم الشارقة يصنع مصنعا للرجال فكيف نصنع رجالا بدون صناعة الطفل أولا!!