مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط ٭ من سورحصن بابليون (قصر الشمع) جنوبا إلي سور مجري العيون شمالا امتدت خطط حارات أهل الراية في جيش عمرو بن العاص 21 ه وهم جنود لم يكن لكل قبيلة منهم عدد كبير ترفع له راية يصطف في ميدان المعركة حولها وكرهوا أن يقفوا تحت رايات القبائل كبيرة العدد أو يسمي بها في ديوان مرتبات الجند فجعل لهم عمرو بن العاص راية وقال: «يكون موقفكم تحتها فكانت لهم كالنسب وأحاطوا بمساكنهم الجامع من جميع جوانبه كأساس المدينة الإسلامية ويمتدون شرقا حتي صحراء المقطم (بداية قرافة الإمام الشافعي) وغربا علي شط النيل (عند خط مترو الأنفاق) وإن كان الحصن يحدهم جنوبا فاتساع الصحراء شمالا مع اتجاه النيل يفتح المجال حتي سور مجري العيون (منطقة الجيارة) ويتخطاه بالزمن إلي مدن العسكر والقطائع والقاهرة وحتي القاهرة الجديدة علي طريق السويس. لم نجد غير الجامع من أثرها ولافتة عتيقة صدئة في الشارع الممتد من الجامع حتي شارع حسن الأنور في امتداد صلاح سالم في تقاطعه الخامس من عشرة تقاطعات عرضية باسماء الصحابة علي أول يمين بشارع سيدي سعد (سعد بن عبادة والي مصر 36 ه) مثبتة علي جدار بيت قديم يجاوره سور حجري لمقهي بلدي ويجاورها لافتة خشبية بسيطة لمستوصف وضع عنوان في الشارع. في خطط أهل الراية عاش الكثير من الصحابة وانصهروا مع المصريين: ٭ جعنم الخير بن موهب أعطاه النبي([) قميصه ونعليه وبعضا من شعره. ٭ جرهل بن خويلد الأسلمي الذي كان يأكل يوما مع النبي([) فأكل بيده اليسري.. فأمره النبي أن يأكل بيده اليمني.. فقال إن بها مرضاً، فلمسها النبي وتم شفاؤها وأكل بيمناه.. عاد إلي المدينةالمنورة ومات 61ه. ٭ حمزة بن عمرو الأسلمي- مات 61ه في سن 71) الذي بشر كعب بن مالك بتوبة الله عليه. وهو من الأنصار شارك بيعة العقبة.. وتخلف عن بدر، ولم يعاقبه الرسول([)، ثم شارك باقي الغزوات حتي جاءت (تبوك 9ه) وكان الوقت شديد الحرارة.. فأجل استعداده حتي خرج المسلمون ثم ضاق بالأمر عندما لم يجد في المدينة إلا النساء والأطفال والضعفاء من الرجال.. وتخلف معه80 صحابيا، وتذكره النبي([) في تبوك.. فعرف بتخلفه.. وعند العودة. راجع النبي([) المتخلفين فقدم كل منهم عذرا قبله النبي([).. إلا كعب لأنه لن يستطيع الكذب بتقديم أعذار ليست موجودة، فهو أيسر حالا مما قبلها، ولديه راحلتان. وتكرر الأمر مع اثنين من الصحابة.. فنهي النبي([) صحابته عن الكلام معهم حتي يأذن الله في أمرهم.. واستمر الأمر 40 يوما اعتكف اثنان في منزليهما بينما خرج كعب إلي الأسواق، وللصلاة خلف النبي([)، وفي الليلة الأربعين أمرهم النبي([) ألا يقربوا نساءهم دون طلاقهن.. فأرسل كعب زوجته لأهلها.. وجاءت زوجة الصحابي صلال بن أمية.. تستأذن في خدمته لأنه كبير في السن فوافق الرسول([) بشرط ألا يكون بينهما معاشرة زوجية واستمر الأمر عشر ليال.. وفي الليلة الخمسين.. وبينما كعب يصلي أعلي سطح منزله في أطراف المدينة سمع صوت حمزة بن عمرو الأسلمي في جوف الليل. يا كعب.. أبشر فتهلل فرحا بفرج الله.. وجاء صديق آخر علي فرس ينبئه بالأمر، لكن صاحب الصوت كان أسرع في الليل.. ذهب للنبي([) وهنأه الصحابة. وقال للنبي([) لقد نجاني (الصدق) وعاهده النبي([) علي الصدق طوال عمره. وكفارة لذنبه تبرع بالتصدق بكل ماله.. فأمره النبي بالاحتفاظ بجزء لحياته. ثم اهدي صاحب البشارة ثوبين جديدين ونزلت فيهم (لقد تاب الله علي النبي والمهاجرين والأنصار) التوبة -117. ٭ أبيض بن حمال كان اسمه أسود فسماه النبي أبيض.. أسلم في حجة الوداع.. وأقطعه - وهبه - النبي([) جرف مراد باليمن ثم عرف من الصحابة أنها منطقة (عين ماء يشرب منها الناس).. فاستردها لتستمر منفعة عامة. ٭ بلال بن حارث المزني هو الذي أرسله النبي لقبيلة مزينة في استنفار غزو مكة وحمل لواء قبيلته يوم فتحها وكان النبي ([) منحه منطقة العقيق بأطراف المدينة، بها عيون ماء ونخل ويأتيها السيل.. ثم أمره ابن الخطاب في ولايته (13 23ه) بألا يوزع محصولها علي الناس.. لأنه منفعة عامة.. سكن جبل مزينة وكان ينزل المدينة كثيرا ليصلي في مسجد النبي([).. مات ودفن هناك 60ه سن 80 عاما. ٭ سلمة بن عمرو بن الأكوع الأنصاري الذي كان يسبق الفرس وهو علي قدميه وراميا شجاعا مات في المدينة 77ه، دخل مصر لغزو المغرب. هو الذي أنقذ لقاح النبي (20 ناقة) كانت ترعي في منطقة ذي قرد. منطقة مياه علي أطراف المدينة. بمسافة 12ميلا عن قبيلة غطفان. وذلك قبل 3 سنوات من غزوة خيبر.. فقد استيقظ قبل الفجر للصلاة، فإذا غلام من رعاة عبدالرحمن بن عوف يخبره بأن لقاح رسول الله([) قد أخذته قبيلة غطفان.. فصرخ سلمة في جوف الليل ليعلم أهل المدينة.. واندفع بسرعته خلف اللصوص.. فوجدهم يسقون الإبل من المياه، فركز علي قدميه وأخذ يرميهم بالنبل.. فهربوا تاركين خلفهم الإبل ومعها 30 بردة من لباسهم.. فلحق به الرسول والناس.. وكان سلمة متحمسا لملاحقة اللصوص.. فهدأ النبي([) من روعه.. وأن الأمر انتهي بعودة الإبل.. وحمله خلفه علي ناقته وعادوا للمدينة.. وقال النبي([) خير رجالنا في ذي قرد (سلمة بن الأكوع). شارك سلمة مع الرسول([) في 7 غزوات ثم استأذنه في الإقامة في البادية.. فأذن له فأقام في منطقة الربذة.. وتزوج هناك قبل موته بليال.. نزل من الربذة إلي المدينة ومات هناك.. لم يشارك سلمة في غزوتي «بدر وأحد» لصغر سنه. ٭ أبو الربداء البلوي الذي كان يرعي غنم سيدته في أطراف المدينة فمر عليه النبي([) وطلبه أن يشربا.. فأحضر له شاتين ملكه ولم يحضر شاة تخص سيدته فشرب منهما النبي([).. فامتلأتا بالحليب وعاد لسيدته فروي لها ما حدث.. فاعتقته إكراما للنبي([) وأثني عليه النبي لأمانته، فسمي أبوالربداء.. سيدته كانت من قبيلة (بلي) تدعي الربداء بنت عمرو بن عمارة بن عطية البلوي.. والربداء تعني السوداء المشربة بالحمرة.. وكني الصحابي باسمها.. بعد أن أعتقته. ٭ يعقوب القبطي مولي أبو مذكور الأنصاري.. وقد علق أبومذكور عتق مولاه يعقوب إلي دبر.. أي يتحرر من العتق بعد موت بأبو مذكور.. «إذا ما مت.. فأنت حر.. وعندما علم الرسول([) بالأمر.. سأل هل لدي أبي مذكور مال غير هذا العبد.. فقيل لا.. فقال من يشتريه مني؟ يقصد العبد.. فاشتراه نعيم النحام بمبلغ 800 درهم فأعطاها النبي([) لأبي مذكور.. وقال له أنفق علي نفسك، وإن كان لك فضل فعلي أقاربك، وإن كان لك فضل فأمنح ها هنا، وها هنا.. واعتق نعيم النحام.. العبد.. يقال نزل يعقوب مصر، وأقام بها، ومات في زمن خضوع مصر لولاية عبدالله بن الزبير أي حتي عام 65ه، عندما دخلها مروان بن الحكم وضمها لحكم بني أمية من جديد. ٭ ديلم بن هوشع الجيشاني الحميري مولي بني هاشم ويكني (أبو وهب) أول من وفد علي النبي([) من اليمن من عند معاذ بن جبل، الذي أرسله الرسول([) إليها ليفقه. ٭ أبو ضبيش الجهني الذي أقام ومعه ابنته سودة.. صحابية ومن رواة الحديث وكان ممن خرجوا مع كرز بن جابر الفهري 6 ه مع 20 فارسا لمطاردة 8 من قبيلة العرنين، الذين جاءوا وأعلنوا إسلامهم، فأوكل لهم الرسول([) رعاية خيوله خارج المدينة فانتظموا حتي سمنت الخيول (15 فرسا)، فهربوا بها فطاردهم يسار أحد خدام النبي([) مع عدد من الرجال لكنهم قتلوه ومثلوا بجثته.. فأرسل لهم النبي([) سرية كرز.. وجاءوا بهم وقتلوا.. ووجدهم ذبحوا أحد الخيول.. وعادوا بالباقي. ٭ عبدالله الرعيني.. الذي عقد له معاذ بن جبل لواء اليمن.. وقد أرسل النبي([) معاذا ليفقه أهل اليمن.. وقد شارك في فتح مكة وحروب الردة (11 13ه). ٭ أياس بن البكير (مات 34ه).. شهد غزوة بدر وأخوته الثلاثة واستشهد فيها أخوه عاقل ثم استشهد أخوه خالد في يوم الرجيع (منطقة ماء لقبيلة هذيل - بين عسكة ومكة) حاصرت فيها 6 من الصحابة.. كانوا في سرية استطلاع عن قريش بعد غزوة أحد فلجأوا لربوة عالية.. فتعهد رجال هذيل بالأمان، لكن خالد بن البكير عاصم بن ثابت ويسي مرثد.. لم يأمنوا لهم.. فرشقوهم بالنبال فاستشهدوا.. وقبل الثلاثة الآخرين العهد.. فغدروا بهم وقيدوهم وحاول عبدالله بن طارق الهرب فقتلوه.. وأخذوا خبيب بن عدي وزين بن الوثنة ليستبدلوهما بأسيرين لهما عند قريش من معركة قديمة فقتل حجير بن أبي أهاب التميمي.. الصحابي خبيب بن عدي بدلا من والده، وقتل صفوان بن معطل الصحابي زيد بن الوثنة بدلا من أبيه أيضا.. وكانت سيدة (سلافة بنت شهيد بن سهيل).. قد نذرت شرب الخمر من جمجمة عاصم بن ثابت لقتله ابنها في بدر، فبحثوا عن جثته، فإذا سرب من النحل يحيطها ويمنعهم عنها.. فقالوا ننتظر إلي الليل، فجاء سيل وحمل الجثة إلي حيث لم يعرفوا.. واستشهد عامر شقيقه الثالث في معركة اليمامة (11 ه). ٭ جميل بن معمر الجمحي شارك في فتح مصر (في سن 87 - عام 19ه).. ثم مات في المدينة في حياة عمر - قبل 23ه في سن 93 فالغريب أن ابن الخطاب عرض عليه القضاء فاعتذر لكبر سنه - احتمال اشتراكه في فتح مصر (قاضيا للجند) كان يسمي ذا القلبين.. فقد كان يدعي وهو في الجاهلية أن به قلبين يفقه بهما أفضل من النبي، لكن بعد هزيمة قريش في بدر دخل مكة مذهولا وهو يحمل أحد نعليه في يده. فقالوا له لماذا.. فقال ظننت أنها في قدمي.. فعرفوا أنه لا يفقه.. ويقال نزلت فيه (ما كان لرجل من قلبين في جوفه) الأحزاب 4. و كان شريك بن الخطاب في الجاهلية، الذي فور إسلامه سأل من لا يحتفظ بسره في جوفه.. فقالوا جميل فأعلمه بإسلامه فقام معمر من فوره إلي الكعبة.. وأعلن الخبر شهد حرب الفجار بين كل من قريش و كنانة وبني قيس ضد قبيلة هوازن التي انتهكت حرمة الحرم وأتوا فيه بأفعال (فاجرة) وشارك فيها الرسول سن 14 لكنه أسلم. قبل فتح مكة (سن 67) وشهد حنين مات في خلافة عمرالذي حزن عليه كثيرا.. فهو قد عاد للمدينة بعد فترة بسيطة من الفتح. ٭ أبي بن عمارة الأنصاري كان شيخا كبير السن في حياة النبي وممن صلوا للقبلتين المسجدين الأقصي والحرام فقد أدرك - خالد بن سنان الذي رفض أن يدين أهله في الطائف بدين الماجوس فأطفأ نارا عبدوها غير عابئ بغضبهم علي حياته.. وذلك قبل بعثة النبي بفترة وجيزة. ٭ فضالة بن عبيد الأنصاري شهد فتح مصر وكانت أولي غزواته (أحد) وتولي قضاء دمشق في خلافة معاوية بن أبي سفيان (41 60ه) ومات فضالة 53 ه سكن الشام.. أخذ معاوية رأيه قبل معركة صفين.. وأيده، فقال له معاوية: - لقد استترت بك من النار. قاد جيش معاوية لغزو الروم من البحر.. في موته.. حمله معاوية وأمر يزيد (ابنه) بحمله، وقال له: لا تحمل بعده مثله.. دفن في دمشق.. قاد حملة عام 49ه إلي منطقة حربة وفتحها وجاء منها بسبايا. في مهام سريعة ٭ جابر بن عبدالله بن عمر بن حرام الأنصاري آخر صحابة المدينة! رفض النزول عن بعيره، واقفاً أمام منزل والي مصر مسلمة بن مخلد (47- 61ه)، والذي تولي مصر في خلافة معاوية وبعده ابنه يزيد، وكان منزله هو مسجد السيدة زينب حالياً، والذي تنازل لها عنه إكراماً لمجيئها مصر عام 61ه وعاشت فيه حتي عام 62ه، حيث توفيت ودفنت في البيت الذي تحول بعد ذلك إلي مقام ثم مسجد لها.. خرج مسلمة، مهرولاً، فهو يعرف قدر القادم إليه.. فهو من كبار الصحابة وزعماء الأنصار، وقد تولي اليمن، في خلافة عثمان بن عفان (23- 35ه).. اعتذر القادم بأدب عن الضيافة، موضحا طلبه.. بأن يقوده أحد إلي منزل الصحابي الجليل عبدالله بن أنيس الجهني.. الذي جاء خصيصاً له من المدينةالمنورة، عندما أرقه الشك وأراد التأكد، فاشتري من فوره بعيرا من سوق المدينة، وسافر شهرا كاملا حتي وصل الفسطاط. صحبه أحد الموالي إلي بيت ابن أنيس.. الذي كان في نومة قيلولة الظهيرة.. والذي خرج مسرعا مستقبلاً، ضيفه العزيز يستضيفه يسأله بعد الجلوس.. ومعرفته بأمره وما عليه من وعثاء السفر. ماذا جاء بك يا أخي؟ أجابه: حديث تحدث به رسول الله، لم يبق أحد يحدث به عن رسول الله غيرك وأردت أن أسمعه منك قبل أن تموت أو أموت، فقال نعم سمعت رسول الله يقول: إذا كان يوم القيامة، حشر الله الناس، حفاة عراة غرا «أي غير مختونين طهارة عضو التناسل بهما أي أصحاء بلا أعراض أو عاهات الدنيا كالعمي والبرص».. ثم يجلس علي كرسيه تبارك وتعالي.. ثم ينادي بصوت يسمعه من بعد، كما يسمعه من قرب.. يقول أنا الملك الديان.. لا ظلم اليوم.. لا ينبغي لأحد من أهل الجنة يدخل الجنة، ولا ينبغي أحد من أهل النار يدخل النار ولا لأحد من أهل الجنة عنده مظلمة حتي لطمة يد.. قيل يا رسول الله([) فكيف وأنما نأتي الله يوم القيامة حفاة عراة، غرا، بهما؟ قال: من الحسنات والسيئات.. عندما سمع جابر بن عبدالله الحديث أخذ بعيره من جديد وعاد إلي المدينة حيث عاش يروي الحديث عن رسول الله([) وله حلقة علم في المسجد النبوي، وكان قد غزا مع الرسول([) 19 غزوة وكان آخر صحابي لرسول الله([) يموت بالمدينة ممن شهدوا العقبة.. فقد شارك جابر في بيعة العقبة الثانية، وكان أصغر الأنصار سنا.. أي أنه أسلم في سن 16 سنة مات عبدالله بن أنيس في مصر عام 54 ه بذلك يكون جابر قد جاء مصر قبل ذلك التاريخ.. في تاريخ جابر أن الحجاج بن يوسف الثقفي بعدما أنهي خلافة عبدالله بن الزبير عام 73ه ذهب إلي المدينة وأخذ ينكل بالمتبقي من الصحابة، ومنهم جابر وأنس بن مالك.. فقد قام بختم يده.. بها لإذلاله وتوفي جابر بعد ذلك بعام.. وقال: سار إلي مصر مسيرة شهر.. وبذلك يكون قد جاء من المدينة وليس من الشام كما تقول بعض المصادر. ٭ عبدالله بن أنيس خصر الجنة عندما شعر بدنو أجله.. أوصي أهله أن يضعوا في كفنه، عصاه التي أعطاها له رسول الله([)، مكافأة وقال له «تخصر بهذه في الجنة».. وكان له ما أراد، ودفن في قرافة مصر، مع غيره من الصحابة الذين جاءوا مصر، وماتوا ودفنوا بها.. إنه عبدالله بن أنيس الجهني.. وذلك في عام وفاته 54ه في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وولاية مسلمة بن مخلد علي مصر.. وبذلك يكون ابن أنيس قد عاش 35 عاما في مصر، في منزله الذي أقامه في مدينة الفسطاط.. فقد جاء في جيش فتح مصر عام 19ه وشارك في فتحها وأقام بها.. هو وزوجته «فاضلة الأنصارية».. وهي صحابية جليلة، كانت كزوجها من رواة الحديث، وهو الذي جاء له بعد مسيرة شهر من المدينة الصحابي جابر بن عبدالله الأنصاري ليستوثق من أحد الأحاديث. أما العصا.. فهي مكافأة أخذها من الرسول في 23 من محرم 3ه عندما أرسله قبل ذلك بحوالي 18 يوما (5 محرم 3 ه) ليتولي أمر سفيان بن خالد الهزلي وكان يقيم في منطقة قرب جبل عرفات، وكان يحرض القبائل علي حرب النبي والمسلمين ويجهز الرجال للهجوم علي المدينةالمنورة.. طلب ابن أنيس من الرسول([) أن يصف له سفيان، فهو لا يعرفه.. قال له: إذا رأيته هبته وفزعت منه وذكرت الشيطان.. وكان ابن أنيس، كما قال عن نفسه، لا يهاب الرجال. لكن عندما رأي سفيان هابه بل وتفصد العرق منه.. وكان الهذلي يمشي بين أعوانه من رجال الحبشة فمشي معهم.. فسأله الهذلي.. من تكون؟ أجاب رجل من خزاعة (اسم قبيلة ابن أنيس) جاء ليكون معك.. ودار بينهما حديث طويل أعجب فيه الهذلي بحديث ابن أنيس الذي لازمه حتي تفرق عنه رجاله، ودخل خباءة (قصر أقامه في الجبل) لينام.. فانتظر ابن أنيس، نزول الليل، وقتل الهذلي وقطع رأسه، وحملها متخفيا في مغارات الجبال، حتي يئس رجال الهذلي الذين خرجوا في الصباح يطلبون قاتل زعيمهم. وأخذ يسير بالليل، ويكمن بالنهار حتي وصل المدينة.. فأعطاه النبي العصا.. مكافأة له.. فصحبها معه طوال حياته. حتي وضعت في كفنه. شهد عبدالله بن أنيس، العقبة مع الرسول ([) والأنصار، وشهد غزوة أحد وبقية الغزوات وكان بعد إسلامه يتسلل بالليل ومعه معاذ بن جبل وثعلبة بن عتمة يكسرون أصنام بني سلمة. شارك ابن أنيس في فتح مصر.. واختط منزلاً بها، وكانت له ابنة تسمي فاطمة سمي بها أبو فاطمة الأزدي.. وقد شارك في فتح الشام قبل مجيئه لمصر.. وابتني في مصر دار الدوس ودار أصحاب الحمائل.. شارك في معركة ذات الصواري (عام 34ه). ٭ السابت بن جلاد الأنصاري (أبوسهلة) جاء لمصر لحديث (من ستر مسلما.. ستره الله) زيارته تتشابه مع زيارة جابر بن عبدالله، فقد جاء في ولاية مسلمة بن مخلد.. ورفض أيضا ضيافته، طالبا أن يقوده أحد لمنزل عقبة بن عامر أو يتم استدعاؤه من منزله في (الجيزة) وما إن لاقاه.. حتي سأل عن حديث سمعاه معا من رسول الله([).. وكان معه وحدهما.. فأكده له.. فقال: كنت أعرفه لكني أوهمت فكرهت أن أحدث به دون تأكد. ثم أخذ راحلته ورجع.. كما أن الاثنين من أنصار المدينة.. ويقال في الاختلاف بينه وبين جابر.. أن السابت جاء قادما من المدينة بينما تذكر بعض المصادر أن جابر جاء من الشام.. عاش حتي 91ه ومات في عمر 94عاما (ولد قبل الهجرة)، وإذا كان قد جاء لرؤية عقبة بن عامر فهو قد جاء قبل عام 58ه حيث وفاة عقبة.. وإذا كان عقبة في إسلامه قد لقي النبي عند دخوله المدينة وعاهده علي الإسلام، فهو علي الأقل شاب يفقه. أما السابت فبذلك لا يكون مؤهلا للبقاء بجوار النبي([) إلا في حدود فتح مكة أو بعدها (8 ه) كان في سن 11 عاما.. يقال إن معاوية استعمله علي اليمن.. الغريب أيضا أنه جاء لمصر في خلافة معاوية، ولم أصل إلي توقيت ذلك أهو كان بعد ولايته لليمن أو قبل أو أثنائها.. قالت بعض المصادر إنه جاء إلي الصحابي أسد بن أسيد بسرقا.. لكن كما أوضحت المصادر أن بسرقا قد أقام في الإسكندرية فاستبعدت ذلك.. كما أن الواقعة لم تذكر في تاريخ بسرقا ولو كان سافر السابت إلي الإسكندرية لاتضح ذلك، فالواقعة تمت في دائرة الفسطاط.. وبالمنطق نجد أن مجيء السابت لمصر كان بعد قرابة 44 عاما من وفاة النبي([)، وهو زمن قد يؤدي فعلا إلي أن يوهم في بعض ما سمعه.. وكان قد قارب عمره علي (ال60 عاما) أو نحوها.. وقد يكون قد مات معه في نفس العام 91ه أنس بن مالك وقد تجاوز عمره المائة، وإن قيل إنه مات في الشام وليس في المدينة. ٭ المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري الذي مات في المدينة (64ه) وأصيب في موقعة الحرة (وادي شرق المدينة) فمرض و(مات 63) بعد مقتل الحسين بن علي.. وهجوم (مسلم بن عقبة) علي المدينة.. فأصيب المسور بحجر منجنيق في جانب وجهه. ٭٭٭ ٭ صدي بن عجلان (أبوأمامة البهلي) والذي توفي بالشام (86ه) في سن 91 آخر من مات بالشام من الصحابة. ٭ أبو ذمعة البلوي.- مسعود بن الأسود (بايع تحت الشجرة)، شارك (52ه) في غزو أفريقيا مع معاوية بن حديج، واستشهد ودفن في منطقة سميت (البلوية) نسبة إليه. ٭٭٭ ٭ ثابت مولي الأخنس بن شريف من المهاجرين إلي المدينة.. شهد بدر.. شارك في فتح مصر وسكن الفسطاط. ٭ ثمامة الرومي شهد فتح مصر مع مولاه خارجة بن عراك. ٭ صخار بن صخر كان فصيحا شهد الفتح ثم أقام بالبصرة. ٭ إياس بن عبدالأسد القاري. ٭ المستورد بن سلامة بن عمرو الفهمي (مات بالإسكندرية 45ه ). ٭ سعد بن مالك الأقيصر.. كان له في مصر أبناء من بعده. ٭ عبدالله بن هشام بن زهير التيمي. ٭ عقبة بن كريم الأنصاري (من بني النجار). ٭ غرفة بن الحارث الكندي (أبوالحارث بن اليماني). ٭ قتادة بن قيس الصدفي. ٭ كعب بن عاصم الأشعري (أبومالك) شارك في سقيفة بني سعد بعد موت النبي لاختيار خليفته (أبوبكر الصديق). ٭ مالك بن عتاهية بن حرب الكندي التجيبي. ٭ زبيد بن عبدالخولاني.. صحابي.. شارك في فتح مصر. ٭ يزيد بن الجراح شقيق (أبوعبيدة بن الجراح) تزوج مصرية نصرانية.