تنفطر قلوب الصائمين وهم يودعون الشهر الكريم بالدعاء والثناء والرجاء لا أوحش الله منك يا شهر الصيام ولا أوحش الله منك يا شهر القيام.. ولا أوحش الله منك يا شهر تلاوة القرآن وصلة الأرحام والصدقة علي الفقراء والمساكين.. ولا أوحش الله منك يا شهر الغفران .. وتنفتح أبواب السماء لدعاء الصائمين تحقيقا لوعد الله وحديث رسوله(صلي الله عليه وسلم): ثلاثة لاترد لهم دعوة منهم: المظلوم، والصائم حتي يفطر ودعوة الأم وفي نفس المقام يجهز الملائكة قصر الريان حتي إذا أقبل الصائمون نادي عليهم ربهم أن هلموا وادخلوا من باب الريان فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل أحد.. الله ما أروع الشهر الكريم وبركاته وأنواره فهنيئا لمن صام وقام إيمانا واحتسابا لوجه الله الكريم فغفر الله له وويل لمن أفطر عمدا من غير رخصة جاهر أو لم يجاهر وويل لمن ضيع لياليه في لهو وسهر وإن صام من غير ذكر ولا شكر ولا تفكر بل كل الويل لمن أدركه رمضان ولم يغفر له .. فالحمد لله علي ماوفقنا لصيام رمضان وقيام لياليه وتلاوة كتابه حتي تطهرنا من دنس الخطيئة وسوء الأخلاق وقول الزور والعمل به وندعو الله أن نستمر علي أخلاق رمضان في وداعة وسلام وتسامح.. وهاهو العيد جاء ومعه فرحة عزيزة ينتظرها المسلمون طويلا بعدما طال ليل الهم ونهار الغم عليهم فأخرستهم سياسات الغلاء وأحرقت جيوبهم وقلوبهم ناهيك عن الفوضي والفساد الذي طم وعم فكان سبب النكد والغم.. فأهلا بالعيد.. فلنفرح لحظات نختطفها من الزمن قبل أن يدهسنا قطار الغم.. افتحوا الأبواب للفرح وصلوا أرحامكم وبروا أولادكم وقدموا صدقات فطركم للفقراء قبل صلاة العيد بوقت كاف.. واستعدوا لأيام من الخير أخر.. وكل عام وأنتم بخير.