وقد صدرت تلك الفتاوي من قبل أناس ادعوا أنهم أزهريون، وهو ما بادر الأزهر بنفيه تماما، موضحا أن شيوخ التكفير والتحريض لا يمتون للمؤسسة العريقة بصلة. كان أشهر المحرضين الداعية يوسف القرضاوي الذي حرض جنود الشرطة والقوات المسلحة ضد قادتهم، وطالبهم بعدم اتباع أوامرهم، وغيرها من الفتاوي، التي جعلت هيئة كبار العلماء بالأزهر تقيله من عضويتها بعد تطاوله علي الإمام الأكبر شيخ الأزهر د.أحمد الطيب ويقرر مجمع البحوث الإٍسلامية بالإجماع الموافقة علي الإقالة. وللتصدي لهذه الأفكار والفتاوي قامت دار الإفتاء من جانبها بالقيام بمبادرة يتم من خلالها التصدي لفتاوي الإرهاب والتطرف وذلك عن طريق إنشاء مرصد تابع للدار يتم من خلاله رصد فتاوي التكفير، والرد عليها. ويتركز دور المرصد بدار الإفتاء في جمع الفتاوي المتشددة في العديد من المصادر والوسائل الإعلامية للرد علي ما جاء بها من مغالطات إعلامية ويتابع المرصد بصفة يومية مقولات وفتاوي التكفير في جميع وسائط التواصل المقروءة والمسموعة والمرئية وعلي شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ويقدم المرصد عددا من البيانات والأحاديث الصحفية وذلك لضمان تقديم خطاب ديني وسطي مستنير وتناول إعلامي سليم وصحيح بعيد عن الإثارة والتشويه. من جانبه أوضح د. شوقي علام مفتي الجمهورية أن المرصد الذي أنشأته دار الإفتاء رصد خلال الأسبوع الأول من تدشينه قرابة 320فتوي شاذة وتكفيرية، يجري تفنيدها والرد عليها بأسلوب علمي لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين. وشدد علي أن تلك الفتاوي ضالة ومُضلّة وهي بمثابة مصدر خطورة علي المجتمع، ولا بد من التصدي لها وتوصيل نتاج المرصد إلي الجمهور في الداخل والخارج. وأضاف أنه يتم تتبع الفتاوي ورصدها بشكل منتظم من خلال المواقع والإنترنت، ثم نحللها ونفككها ونصدر آراء صحيحة للرد عليها لأنها تشوّه صورة الإسلام والدين بريء منها. ومن أخطر الفتاوي التي قام المرصد بالرد عليها ، تلك المتعلقة بمسألة التفجيرات والعمليات الاستشهادية وتحرير مفهوم الجهاد، ، واتضح المرصد في بيان له إن الجهاد لا بد أن يكون تحت راية الدولة وبموافقة ولي الأمر، لأنه كانت هناك جماعات وفرق تدعو للجهاد في شكل أعمال تكفيرية وتفجيرية وانتحارية وتلصق الأمر بالدين وهو براء من ذلك. معتبرا أن ادعاء جماعة أنصار بيت المقدس الجهاد في سبيل الله "اجتهاد خاطئ"، مشيراً إلي أن من يحمل السلاح ويريق الدماء ويحرّض ويشارك في العنف، مفسد وخارج علي إجماع الأمة، وهو ما ينطبق علي "أنصار بيت المقدس"، موضحاً أن فتوي قتل الفريق أول عبد الفتاح السيسي وفتاوي تحريم الاستفتاء تدخل في نطاق الدعاوي والفتاوي الشاذة والباطلة. ومن جانبه يقول إبراهيم نجم رئيس المركز الاعلامي بدار الإفتاء ومدير المرصد ان المرصد تمكن بالفعل خلال شهر واحد من إطلاق المبادرة أصدر المرصد 6بيانات متتالية تتضمن عددا من الفتاوي التكفيرية التي تخالف صحيح الدين, والتي تبثها فضائيات ومواقع انترنت محسوبة علي التيارات الدينية المتشددة. راصدا الفتاوي التكفيرية والآراء المتشددة, كأداة رصدية وبحثية لمواجهة تلك الظاهرة وآثارها, وتقديم أنماط التشدد والمتشددين, ودليل تعامل مع الفكر والفرد المنتمي والمتبني لهذا الفكر موضحا أن عمل المرصد يتلخص في متابعة مقولات التكفير بصفة يومية التي تظهر في جميع وسائط التواصل المقروءة والمسموعة والمرئية وعلي شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ورصد الظواهر والأسباب المؤدية لنشوء مثل تلك الآراء والفتاوي المتشددة, ويعمل به30باحثا من الإعلاميين والسياسيين والشرعيين من ذوي الخبرة في عمليات الرصد والمتابعة, لرصد كل الصحف والجرائد المنشورة في مصر. مضيفا أنه ليس من مهام المرصد الرد علي تلك الفتاوي بل إن مهمته الأولي والأخيرة هي جمع تلك الفتاوي ومن ثم عرضها علي شيوخ دار الإفتاء ومن ثم وبعد الرد عليها من قبل الشيوخ يقوم المرصد بعرضها علي الجمهور في صورة بيانات صحفية . وأشار إلي أن المرصد ليس متابعا للفتاوي التي تصدر علي المنابر، بل يتابع عددا من البرامج والفقرات الإعلامية المهمة علي الفضائيات المختلفة، وكذلك رصد ومتابعة أخبار الشأن الديني علي شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي للعمل لمدة 24ساعة يوميا وإعداد الوثائق اللازمة التي تدخل في دائرة التكفير والآراء المتشددة. يري الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوي بالأزهر سابقا أن إنشاء المرصد تأخر كثيراً، ما هو معروف عن دار الإفتاء أيضا أنها تقوم بواجب الوقت في بيان الأحكام الشرعية وموقف الإسلام الصحيح من العمليات الإرهابية والتخريبية التي تقع في مصر ومواجهة هذه الأفكار المتطرفة بمنهجية علمية رصينة ومنضبطة من أجل دحض مزاعم هؤلاء المفسدين وتفنيدها. وأضاف أن أمناء الفتوي بدار الإفتاء يقومون بإعداد ردود تصدر بصورة منتظمة تشتمل علي تحليل عميق لأوهام التكفير.