صباح اليوم (الثلاثاء) تدخل مصر مرحلة حاسمة من تاريخها وذلك مع توجه الملايين من المصريين إلي اللجان الانتخابية للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء علي الدستور المعدل وسط توقعات بأن هذه المشاركة ربما تكون الأعلي في تاريخ مشاركات المصريين في التصويت علي الانتخابات أو الاستفتاءات..كما أنه الحدث الأهم التالي لثورة الثلاثين من يونيو أو لنكن أكثر دقة هو الثمرة الأهم للثورة.. وأيا كانت نتيجة الاستفتاء فإننا الآن نقف علي أعتاب أهم مرحلة حاسمة في تاريخ مصر .. ومن هنا تأتي أهمية الحوار مع "المستشار رفعت راشد..النائب الأول لرئيس الحزب المصري الديمقراطي السياسي" لرصد المشهد السياسي الحالي بكافة تفاصيله.. وإلي أين تتجه الأمور في مصر. القوات المسلحة ستظل هي حجر الزاوية وحصن الأمان لضمان استقرار البلد ما رأي الحزب في الدستور وهل ستصوتون ب »نعم«؟ - بعد قراءة متأنية لكافة مواد الدستور وبعد أن عقدنا كحزب العديد من اللقاءات والحوارات في مختلف قواعد الحزب وأماناته واستعنا في هذه اللقاءات بالعديد من المختصين والفقهاء وكبار أساتذة الدستور في كليات الحقوق..أعلن الحزب موقفه بعد اجتماع المكتب السياسي بدعم هذا الدستور.. وليس نعم لأي دستور بل لأن هذا الدستور جاء معبراً عن آمال و طموحات الشعب والحزب.. فالمواد الجديدة والمستحدثة فيه ركزت علي الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي وزيادة ميزانيتهم والاهتمام بالصحة والتأمين الصحي وجودته.. وباب الحقوق والحريات واضح ومحدد والدستور الحالي لا يوجد فيه معان مطاطة كلها واضحة وغير محتاجة لتفسير وواجبات الدولة تغيرت من »تتكفل الدولة إلي تلتزم الدولة« وهو إنجاز في حد ذاته.. ومن أجل ذلك سيحشد الحزب اليوم بنعم وسننظم اليوم وغدا الأربعاء العديد من اللجان من أعضائنا بالاشتراك مع مختلف القوي السياسية الأخري لتدفع الجماهير للمشاركة في الاستفتاء لنوجه أيضا رسالة للعالم أن كل ما تم منذ الثلاثين من يونيو وحتي الآن تم بإرادة الشعب. الحديث عن أهمية تعديل خارطة الطريق خاصة فيما يتصل بتقديم الانتخابات الرئاسية قبل الانتخابات البرلمانية أصبح أمرا ملحا للغاية..فكيف تنظرون للأمر؟!. - اسمح لي أولا أن أوجه كلمة إلي من يتشددون في مسألة الالتزام الحرفي بكل ما ورد في خارطة الطريق ومواعيدها وهي أن يتقوا الله في مصر وأن يقدموا مصلحة البلد علي مصالحهم الحزبية والشخصية فإذا اقتضت مصلحة البلد إجراء أي تعديل فمرحبا به.. وحينما أقول إنه من الضروري إجراء الانتخابات الرئاسية أولا لأن هذا هو الاختيار الآمن وسيؤدي إلي دعم الاستقرار السياسي ووضع حد لكل محاولات تقويض أركان الدولة.. كما أن وجود رمز للدولة في هذا المنصب سيترجم بشكل عملي إلي أن الثورة نجحت في الوصول للسلطة وأن هناك قائدا حقيقيا قادرا علي أن يكون ربان السفينة..كما أنه الخيار الصحيح الذي لم نلجأ إليه عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير حيث تمزقت كل القوي السياسية وبالتالي انقسم الشعب وراء صراعات سياسية وحزبية ضيقة الأفق جرت البلاد إلي صراعات لم تنته إلي الآن.. يضاف إلي ذلك أن انتخاب رئيس جديد يتماشي إلي حد كبير مع المزاج المصري العام الذي يرتبط بوجود شخصية قوية علي رأس الحكم يري فيها تجسيدا لأحلامه وآماله وبث روح الثقة فيه بعد فترة ليست بالهينة دفع فيها فاتورة باهظة علي المستوي السياسي والاقتصادي والأمن نتيجة أحداث العنف المتنامية والصراعات السياسية.. كما أن إجراء الانتخابات الرئاسية أولا سوف يكون رسالة أخري للخارج مفادها أن مصر تسير بشكل منظم ووفق برنامج زمني نحو بناء الدولة بمؤسساتها المختلفة..وبالتالي استعادة الثقة وتبدأ الاستثمارات الأجنبية في العودة من جديد.. وإعادة تشغيل القطاعات الاقتصادية التي تأثرت وأبرزها السياحة بما يؤدي إلي استعادة الاقتصاد لحيويته وكفاءته وبالتالي سوف نجد أنفسنا نتجه نحو الاستقرار السياسي بكل سلاسة. البعض يطالب بضرورة إبعاد المؤسسة العسكرية عن المشهد السياسي.. ما تعليقك؟.. - علي مر الزمان كانت ومازالت القوات المسلحة المصرية مع الشعب فهي منهم وهم منها وهم أبناؤنا وفلذات أكبادنا وتعلموا أن حب الوطن من الإيمان والذين راهنوا علي كسرها خاب ظنهم.. وأعتقد أن الشعب قد قال كلمته الحاسمة في هذه القضية - بعد أن ذاق ويلات الصراعات السياسية خلال الفترة الماضية خاصة مع تجربة حكم الإخوان المريرة - وهي أن القوات المسلحة ستظل هي حجر الزاوية وحصن الأمان لضمان استقرار البلد لأنها مؤسسة تحكمها عقيدة ثابتة وهي حب مصر وليس لهم أي حسابات أو مكاسب سياسية ضيقة أو شخصية.. وبصراحة شديدة فإن المؤسسة العسكرية هو الضامن الوحيد لتحقيق كل المطالب التي طالب بها الشعب المصري في 30 يونيو.. وهو أمر شديد الوضوح لمن يقرأ المشهد السياسي الآن ولا يعني هذا بالضرورة أن مصر ستكون تحت الحكم العسكري وإنما هو تواجد في إطار تحمل لمسئوليتها من أنها درع الوطن ومصدر حمايته من الأخطار. وكيف تري المشهد السياسي في الفترة القادمة؟ - أتصور أن علي الجميع داخل هذا الوطن أن يكون رشيدا وعاقلا وأن يدرك حجم المسئولية السياسية والوطنية الملقاة علي عاتقه..وأن العبرة سوف تكون للمشاركة الحقيقية ..ولن يصمد سوي من لديه شيء ليقدمه فالمرحلة السابقة أوضحت الكثير والمرحلة القادمة ستكون مرحلة فرز.. فيمكن أن نجد كيانات تختفي تمامًا من المشهد السياسي. مارأيكم في دعوات ترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية؟ - لقد كنت من أوائل من طالبوا بأن يكون رئيس مصر ذا خلفية عسكرية وشخصية قيادية تستطيع الخروج بمصر إلي بر الأمان سياسياً واقتصادياً في المستقبل وقد أثبتت الأيام صحة ماطالبت به.. وكل خطواتنا مع ما يطلبه الشارع الوطني فإذا ترشح الفريق عبدالفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية فسندعمه وبقوة في ظل الرغبة الشعبية الجارفة المطالبة بترشحه للرئاسة.. وقد قالها الفريق السيسي في مطلع هذا الأسبوع أن ترشحه للرئاسة سيكون بتفويض من الشعب والجيش.. إذن الكرة الآن في ملعب الشعب لذا علي الجميع النزول إلي الميادين وتفويضه بكل قوة لأنه لن يصلح لمصر غير السيسي. ما هو الشكل الأمثل للنظام الانتخابي البرلماني المقبل من وجهة نظركم؟ - بلغة العقل والمنطق والمصلحة العامة للوطن فإن نظام التمثيل النسبي المختلط هو بلا منازع أكثر الأنظمة الانتخابية قدرة علي تمثيل مختلف مكونات المجتمع ..أي الجمع مابين نظام القوائم النسبية والنظام الفردي.. وبالتالي يحقق بشكل مباشر المعني المراد من النظام الانتخابي.. فإضافة إلي فرز عناصر برلمانية قوية تستطيع القيام بمهمتها التشريعية والخدمية عبر النظام الفردي فإن نظام القوائم النسبية سيتيح أيضا الفرص القوية لمشاركة الشباب والأقباط والمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة وفي النهاية سيكون لدينا مجلس شعب قوي معبر عن كافة أطياف المجتمع..