مايزيد علي خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في العالم يستحقون التمتع بخدمات الاونروا، يسعي الرئيس الامريكي سعيا حثيثا، الي محوهم من الخارطة السكانية، منذ اصداره فرمانا في اغسطس الماضي بوقف كل التمويل المقدم إلي وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيي الذي كان يقدر بنحو 300 مليون دولار، لاضفاء حالة من عدم الشرعية لدورها، تمهيدا لتفكيكها من ناحية ، ثم لتقديم ذلك القرار، عربون محبة لاسرائيل،عقابا للقيادة الفلسطينية التي جمدت اتصالاتها الرسمية مع الإدارة الأمريكية في ديسمبر2017 عقب اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل. ابتداء،لا علاقة للقرار في تقديري بأسباب تتعلق مثلا بتقلص الاحتياجات، أو مستوى الآداء، انما وكما تري بلطجة سياسية والسلام، المهم تسييس التمويل، علي نحو ما جاء في تصريحات المبعوث الأمريكي لعملية السلام قبل ايام، خلال كلمته امام مجلس الامن الدولي وقوله مثلا ان الوقت قد حان لكي تتولى الدول المضيفة للاجئين والمنظمات غير الحكومية الخدمات التي تقدمها الوكالة الدولية، أو قوله كذلك أن الأونروا خذلت الشعب الفلسطيني. في مؤتمر صحفي بغزة الاربعاء الماضي، كان للمفوض العام للأونروا موقف رائع، حيث اعلن رفضه دعوة التفكيك الامريكية، قبل ان يشدد في تصريح تاريخي بأن الوكالة الاممية الانسانية ليست للبيع، حسب تعبيره. تسأل:هل للكيان الصهيوني دور؟ اقول: بالتأكيد، وارجع ان شئت الي البيان الختامي لاعمال الدورة 150 للجامعة العربية علي المستوي الوزاري في سبتمبر الماضي ورفضه محاولات إنهاء أو تقليص دور وكالة الأونروا، من خلال ماوصفه البيان ب الحملات الإسرائيلية الممنهجة ضدها. الاونروا لأجل عيون تل ابيب، عبثا متهمة اتهاما امريكيا بافشال حل القضية الفلسطينية سياسيا، فقررت واشنطن ما قررت في محاولة بائسة لنزع الشرعية عنها. لا اقول ان امريكا نجحت في مسعاها نحو تفكيك الاونروا، انما علي الاقل وحسب تصريحات مفوضها العام مؤخرا، ان القرار أثر فعلاً على عمل وأداء أكبر مؤسسة شريكة في العمل الإنساني، وانه لن يسمح بأي محاولة لنزع الشرعية عنها اوايهام المجتمع الدولي بمسؤوليتها عن زيادة أعداد اللاجئين واستمرار مشكلتهم، لتدخل بكل اسف حزام الاضطهاد العلني، وتوضع علي قوائم الترقب والوصول لتفكيكها. [email protected]